كان للشاعر الباكستاني الخالد محمّد إقبال الفضل في إطلاق كلمة «باكستان» على تلك الرقعة من الأرض الموجودة بين الصين وإيران وإفغانستان والهند.. وتعني كلمة «باكستان»: «أرض الطّهر» وهي مكوّنة من «باكس» و»ستان». أمّا كلمة «باكس» فهي جمع لحروف تمثّل بدايات أسماء المناطق التي تتكوّن منها باكستان.. «باكس» هي: (ب) «بنجاب» و(ك) «كشمير» و(س) «السند».. أمّا «ستان» فتعني «دولة» وبذلك تكون كلمة «باكستان» هي : «دولة البنجاب وكشمير والسند». تمسح باكستان ما يقدّر ب: 000 797 كم2 ويقطنها 170 مليون نسمة وتحقّق نسبة نموّ سنويّ ب 7 بالنسبة لسنتي 2007 2006 وانخفضت نسبة التضخّم من 8.6 الى 7.8... وباكستان كانت احدى مقاطعات الهند، وبعد تاريخ طويل لصراع مرير مع الاستعمار البريطاني اقرّت بريطانيا يوم 3 جويلية 1947 قبول تأسيس باكستان وفي 15 جويلية 1947 تم اعلان ظهور دولة باكستان، وكان ذلك بعد الاتفاق الثلاثي بين زعماء الطوائف في الهند وهم: «جواهر لال نهرو» ممثّل الهندوس وزعيم حزب (المؤتمر) ومحمد علي جناح ممثّل المسلمين وزعيم حزب (الرابطة الاسلامية) و»السيرار بالديف سنج» ممثّل (السيخ) وأثناء دعوة اتباعهم كان الهندوس غاضبين.. كما أنّ مشاكل قد طرأت اثر هذا الاعلان.. فالهند كانت مقسّمة: هناك الهند البريطانية وتضمّ 8 مقاطعات، وهناك هند الأمراء وتضمّ 600 إمارة.. وظهرت تعقيدات خاصة بالامارات، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: في إمارة «حيدرآب» التي يحكمها مسلم وسكانها في أغلبهم من غير المسلمين.. أراد حاكمها ان تبقى مستقلّة فزحف عليها الجيش الهندي وضمّها للهند في سبتمبر 1948. إمارة كشمير: يقطنها سكّان يمثلون 90 منهم من المسلمين وكان الحاكم هندوسي، وترك المشرفون على التقسيم حرية الانتماء للحاكم الهندوسي، لا للشعب المسلم.. فاختار طبعا الانضمام للهند، وأكد ذلك زحف الجيش الهندي على الإمارة. واستقلت باكستان عن الهند وكانت تضمّ (باكستانالشرقية والتي انفصلت فيما بعد، اي في سنة 1971 وصارت تسمّى: بنغلاديش والتي يسكنها اليوم150 مليون نسمة، وكان الانفصال بزعامة مجيب الرحمان الذي ساعدته الهند عسكريا على ذلك). باكستانالغربية: وهي الحالية، والتي يسكنها كما ذكرنا سابقا 170 مليون نسمة... وظلّ الجفاء، إن لم نقل العداوة بين البلدين باكستان والهند.. وظلّت قضية كشمير بركانا لا يهدأ .. ونتيجة لذلك كان التسابق في ميدان التسلّح.. وبلغ ذروته بالتفجير النووي الذي أجرته الهند سنة 1974 ثم التفجيرات التي اجرتها الهند وباكستان سنة 1998 كانت الاولى قد أجرت ثلاثة تفجيرات واربع مرات أجرتها باكستان وطبعا اجرى كل منهما تجارب عديدة بصواريخ بالستية ذات مسافات تجعل مدن البلدين تحت طائلة الصواريخ لهذا او لذاك... وستستمر العلاقة الضبابية هي السائدة بين البلدين... ومن حين لاخر تبرز أسباب التوتر وتتصاعد الاصوات الاعلامية بين البلدين لكنّ ذلك لا يتجاوز اللغطّ والضجيج... كان ذلك في مرحلة الحرب الباردة حين كانت باكستان تمثّل «الجدار» الفاصل بين «حلف فرصوفيا» وحلف «النّاتو»، وكانت، ومازالت، عضوا بحلف شمال الاطلسي.. ولما انهار المعسكر الشرقي، تقلّص دور باكستان في مواجهة المدّ الشيوعي لأنّ العالم صار تحت هيمنة الغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية ونظرا للموقف العدائي الذي جاهر به الغرب إزاء العرب والمسلمين صار الهدف المقبل للطاغوت الامريكي هو باكستان.. لذلك عمدت الولايات المتدة الامريكية الى إمضاء اتفاقية للتعاون النووي مع الهند، رغم حرصها على منع انتشار الاسلحة النووية.. كما انها اي الولاياتالمتحدةالامريكية، لا تتوانى عن الهمز واللمز والحثّ الخفيّ للهند ضدّ باسكتان... وإثر تفجيرات مدينة «بومباي» الهندية، واتهام الهند لباكستان، سارعت الولايات المتدة الامريكية الى إدانة العملية متهمة حليفتها باكستان ومطالبة اياها بالتحقيق في الحادث والقبض على المشتبه فيهم وهكذا اصطفّت امريكا الى جانب الهند لكنّ الولاياتالمتحدةالامريكية التي كانت عينها وقلبها على التّرسانة النووية الباكستانية وتنشر الانباء الزائفة والتوقعات الخيالية بأنّ السلاح النووي الباكستاني سوف يكون بأيدي المتطرّفين الاسلاميين لهذا «وجب تجريد باكستان من ترسانتها النووية»... لهذا نقول: إنّ باكستان تمتلك أدوات الدفاع عن الوطن، ووسائل الردع لمن تحدّثه نفسه بالمساس بالأراضي الباكستانية، إلاّ إذا كان هذا البلد يفتقد «القرار الحازم» من طرف قادته.. نرجو أن لا يؤثّر «موقف» «برويزمشرّف» على القادة الحاليين الباكستانيين فهو قد خاف ان تعيد امريكا بلاده (الى العصر الحجري؟؟) كما نتمنى ان يقتدي قادة هذا البلد العزيز باكستان بكلّ من كوريا الشمالية وإيران وأن لا يستمع لنصائح القادة العرب الذين يجنحون دائما الى تنفيذ اوامر البيض الابيض.. نتمنى أن يقول قادة باكستان لكلّ من الهند والولاياتالمتحدةالامريكية وإسرائيل: «قف إنّها باكستان»