اتفقت الولاياتالمتحدة والهند على توسيع تعاونهما في مجال الأمن والسياسة، والدفاع الصاروخي والطاقة النووية وبرامج الفضاء وتجارة التكنولوجيا المتقدمة، وهو أمر يفيد شركات الصناعات العسكرية الأمريكية مثل لوكهيد مارتن وريثيون وجنرال إليكتريك وهونيويل انترناشيونال. ويرى خبراء أمريكيون أن هذا الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جورج بوش في وقت سابق من الشهر الجاري في قمة الدول الأمريكية في المكسيك، هو أخر جهد أمريكي لتعميق الروابط مع الهند التي برزت ك»شريك استراتيجي» للولايات المتحدة في جنوب آسيا لتأخذ الموقع الذي كانت تحتله باكستان المنشغلة في قضاياها الداخلية وكيفية إرضاء الولاياتالمتحدة في حربها ضد ما تسميه «الإرهاب». وقد نما اقتصاد الهند التي كانت ترتبط بعلاقات قوية مع الاتحاد السوفييتي السابق، بمعدل 6 بالمائة منذ عام 1990. ويعتبر التعاون الموسع الذي أعلنه بوش مرتكزا أساسيا لإجراء تحول في العلاقة الخاصة بين البلدين. وكانت الاتصالات الأمريكية مع الهند قد تدعمت في أعقاب التفجيرات النووية المتنافسة بين الهند وباكستان في عام 1998، حيث قام الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في مارس 2000 بزيارة الهند. علما أن العقوبات التي وضعتها الولاياتالمتحدة على الهند بسبب التفجيرات النووية قد رفعت في أواخر عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويوركوواشنطن. ومنذ ذلك الحين شهدت واشنطن ونيودلهي زيارات متعددة لكبار المسؤولين الهنود والأمريكيين. وكان وزير الخارجية الهندي ياشوانت سينها قد زار واشنطن الأسبوع الماضي. وقال ريك روسو، عضو مجلس التجارة الأمريكية الهندية في واشنطن أن الاتفاق الذي تم بين البلدين يعتبر حاسما في ضوء الترخيصات المطلوبة بالنسبة للصناعات العسكرية والنووية. وأضاف «إن هذه المجالات تعتبر حساسة نوعا ما بالنسبة لأي بلد، ولذلك فإن الحكومة الأمريكية بحاجة إلى أن تكون القائدة للتأكد من أن هذه المجالات ستتحرك قدما.» مشيرا إلى أن «العلاقات بين الولاياتالمتحدة والهند حول المنتجات العسكرية لم تكن وثيقة حقا إذا نظرنا إلى الخمسين سنة الماضية، رغم أنها تزداد تقدما الآن.» وتنتج شركة لوكهيد مارتن وريثيون أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ الباليستية، ويقول المحلل العسكري جون بايك من غلوبال سيكيوريتي بأن الهند قد تنظر بشأن صواريخ باتريوت الآن بدلا من الاستمرار على استكشاف تكنولوجيا صواريخ أرو الإسرائيلية الممولة من الولاياتالمتحدة. وفي العام الماضي أجرت الولاياتالمتحدة والهند 17 مناورة عسكرية مشتركة إضافة إلى بيع واشنطن ما قيمته 200 مليون دولار أنظمة أسلحة رئيسية للهند من بينها رادار لإطلاق النار من طراز كيو-37 لمساعدة المدفعية الهندية على ضرب المدفعية الباكستانية على جانبي حدود كشمير.