نظّمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مركز تونس الأسبوع الفارط ندوة دولية حول موضوع «الهجرة العربية إلى أوروبا: الواقع والآفاق» افتتحها السيد الشادلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية مشيرا إلى ارتياح الجامعة لما توصّل إليه القادة الأوروبيون خلال شهر أكتوبر 2008 من اتفاق على تبنّي استراتيجيّة واضحة في مجال الهجرة واللجوء. اسراتيجية نظّمتها وثيقة «الميثاق الأوروبي حول الهجرة» وهو الميثاق الذي يعترف أيضا أنّ الهجرة ستستمر مادامت فروق الثروة قائمة بين مناطق العالم المختلفة، كما ينصّ على أنّ الهجرات الدولية هي عامل للتبادل على المستوى الانساني والاقتصادي اذ تمكّن الأشخاص من تحقيق تطلّعاتهم وتسهم في النموّ الاقتصادي للاتحاد الأوروبي باعتبار الوضع الديمغرافي لبلدان الاتحاد. كما تسهم في جلب موارد للمهاجرين وتحقق التنمية لبلدانهم. ثمّ تتالت بعد كلمة السيد الشادلي النفّاتي كلمات كل من السيد مختار النقّاصة عميد السلك الدبلوماسي العربي وكلمة السيد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية قبل أن تنطلق فقرات هذه الندوة التي انقسمت إلى محاور كان أوّلها هو محور مسألة الاندماج ودور النخب وقد قدم خلاله السيد حامد فضل الله الخبير في شؤون الهجرة مداخلة ثمّ شاركت في المحور الثاني حول المرأة العربية المهاجرة السيدة فلّة البوزيدي الناشطة في الاحاطة بالمرأة العربية المهاجرة في فرنسا، وقد أكّدت خلال محاضرتها على التحوّلات الطارئة على طبيعة حراك اليد العاملة المهاجرة التي باتت تنحو شيئا فشيئا نحو التأنيث نظرا لعدّة عوامل منها الاجتماعي التربوي والاقتصادي وهي هجرات تعرف كثافة في قطاعي الصحّة والتربية خاصة، فضلا عن الهجرة غير المنظمة أو اللاّشرعية التي باتت تشارك في عملياتها المحفوفة بالمخاطر نسبة مهمة من النساء ممّا يحتّم طرقا جديدة في التعامل مع هذه الفئات المهاجرة والاحاطة بها وادماج الأسر الناتجة عنها ضمن المجتمعات المستقبلة دون فقدان لهويّة بلدانها الأصلية وهو ما يستدعي تدخّلا أوسع من لدن كل الأطراف. المحور الثالث من الندوة كان بعنوان المهاجرون العرب والحياة السياسية في أوروبا تدخّل خلاله الأستاذ المازري الحدّاد محوّرًا في عنوان مداخلته إلى «مشاركة الفرنسيين من أصول عربية مغاربية في الحياة السياسية الفرنسية» مستعرضا من خلال أرقام واحصائيات من حكومات متعاقبة ومن مجلس الشيوخ والنواب... ضعف مساهمة المهاجرين العرب أو الفرنسيين من أصول عربية في السياسة ملامسًا بعض أسباب هذا الضعف. المداخلة الأخيرة حول السياسة الأوروبية الموحدة في مجال الهجرة أمّنها السيد كريستوف بوسال الممثل عن وزارة الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية المتضامنة بفرنسا مُقدّما قراءة في الميثاق الأوروبي حول الهجرة واللجوء. ثمّ فتح باب النقاش بين الحضور وانقسم إلى تساؤلات وقراءات وانطباعات متباينة والأكيد أنّ منظمي الندوة قد دوّنوها للاستئناس بها في التعاطي مع ملف الهجرة الذي يكتسي أهمية بالغة لبلدان الضفتين.