العربية في زمن الإرهاب الدولي المنظم. في زمن الردة والعهر السياسي والزنا الاقتصادي الممتد عبر القارات وبدون حدود. في عصر أمريكا زعيمة الإرهاب الدولي المنظم والممنهج. في زمن أصبحت توصف فيه المقاومة بالإرهاب تمشيا مع أدبيات القوى على الضعيف في هذا العالم المجنون الذي تنقلب فيه القيم. في زمن العولمة المعسكرة والمجيّشة التي أبت إلا أن ترجع الى الاستعمار المباشر باسم محاربة الارهاب والذي هو صناعة استخباراتية بامتياز تديرها شبكات القوى العظمى لإرهاب الشعوب والأمم المغلوبة على أمرها. في وقت شحت فيه ينابيعها وعملت كل القوى الرجعية العربية بأمر من أمريكا لتخفيف منابعها، فعمدت الى تغيير برامج التعليم وإصلاحه وإعادة إصلاح الاصلاح حتى يتماشى مع مصالح الغرب الذي جعل منا سوقا استهلاكية لغاية الربح وتصدير أزماته الهيكلية وضرب الطموحات المشروعة لشعبنا العربي في صناعة العقول العلمية والتكنولوجية ليتحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية للخارج. في زمن عجز النظام الرسمي العربي الذي وصل الى مرحلة عدم الاستجابة لشروط الانعكاس لنظرية بافلوف حتى من أجل الدفاع عن مصالحه ولو في الحد الأدنى المطلوب دبلوماسيا وسياسيا بل تطل علينا بعض الأنظمة بمواقف علنية معتبرة المقاومة عملا مغامرا وهذا لعمري انخراط مباشر مع الأعداء. في زمن الأنظمة الدكتاتورية التي شرعت الاستبداد وجعلت منه شريعتها ومنهجها. في زمن انسحاب الجماهير العربية من قبل معركتها لأنها أصبحت تلهث وراء لقمة العيش مكبلة بسياسات اقتصادية تابعة جرّتها الى إنهاكها بالقروض وأعبائها بحيث استثرت على حسابها قلة من الأغنياء ازدادت غنى وبقيت هي تعاني الفقر والحرمان بل منها من ازداد فقرا. في زمن أصبح فيه الخطاب الرسمي العربي يتغنى بمعزوفة السلام كخيار استراتيجي مع العدو الصهيوني في حين أن هذا الأخير انتزع بالسلام المزعوم الوهمي ما لم يكن يستطيع انتزاعه بالحرب بحيث أصبح عدم التطبيع مع العدو هو الاستثناء بينما تكريس التطبيع هو القاعدة ومقاومة العدو هو ضرب من الخيال والمغامرة الغير محمودة العواقب التي ستقود المنطقة الى عدم الاستقرار وكأنها ليست في وضع عدم استقرار والخطر والأطماع تتهددها من كل حدب وصوب. في زمن سياسة التخويف والترهيب الأمني التي تمارسها الأنظمة الرجعية العربية المستبدة والفاسدة ضد ارادة الجماهير التواقة الى التحرير والانعتاق في زمن تآكل النخب السياسية وانسحابها من معركة الأمة من أجل الحسابات السياسية الضيقة وخضوعها لاملاءات الواقع السياسي في سبيل الحصول على مقعد في البرلمان أو حقيبة بشكل انتهازي صرف ضاربة عرض الحائط بكل المبادئ والقيم التي تحسب انها آمنت بها فتقبل بلغة الديكور والواجهات. في زمن تدعيم ثقافة الاستلاب الحضاري ومحاولة ضرب هوية الأمة والانتماء القومي لها والتركيز على تدمير الشخصية العربية وإثارة النعرات الطائفية وإشعال نار الفتن العرقية والدينية وصولا الى أهداف القوى العظمى في تفتيت الأمة وتقطيع أوصالها. في زمن تصالح المثقفين العرب مع نظام العولمة القليلة منهم المخلصة لامتها والتي لم يغريها الواقع في التمتع بمناصب ادارية ضخمة أو حقائب وزاريه مهمة ولم تؤيد السلطان على ممارسة البطش ولم تقدم له الولاء والتأييد ولم تجلس معه على الموائد والمأدب الفاخرة . في حين كان المثقف الانتهازي يحظى بمصداقية السلطان بل ويقوم بتشريع ما لا يمكن أن يقوى عليه فيعمد الى تبرير حتى الأخطاء التي يتراجع عنها الحاكم من أجل الوصول الى مآربه الشخصية في تولي المناصب والإثراء الفاحش. في زمن حصار وتجويع شعبنا العربي بفلسطين عقابا له على اختياره الديمقراطي الشفاف في انتخابات المجلس التشريعي باشراف هيئات دولية وباعتراف الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر وفي الوقت الذي ملأت فيه الدنيا ولم تقعدها كل القوى الغربية التي سعت الى هذا الجائز بالكلام عن الديمقراطية وعن كيفية تطبيقها في المنطقة الشيء الذي سوقت له الادارة الأمريكية ودعمته أوروبا في ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير كمشروع استعماري قدم في سياق تطبيق الديمقراطية. تحية لابو المقاومين لمشروع السيطرة على الوطن العربي الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي علمنا ان ما افتك بالقوة لا يسترد بغير القوة وأكد أن طريق الحرية وخلاص الجماهير من العدو الصهيوني بخوض حرب العصابات وحرب الاستنزاف طويلة الأمد. تحية لسيد المقاومين حسن نصرالله الذي تبنى نهج القائد جمال عبد الناصر وتعاطى مع العدوان الصهيوني بروح عالية من المسؤولية والمقدرة على وحدة القوى الوطنية بعيدا عن النعرات الطائفية والمذهبية الدينية والعرقية التي يريد العدو أن يشغلنا بها حتى يتسنى له تطبيق أهدافه، فنادى سماحة الشيخ حسن نصرالله بوحدة القوى مستشعرا خطر تقسيم الوطن العربي الى كيانات طائفية وعرقية كالذي يحضّر له في العراق فكان النصر حليف القوى الوطنية المناهضة للصهيونية والامبريالية والرجعية بقيادة حزب الله.