تستأنس بالنّحو والصّرف والخميلة! أكتب قبل طلوع الشّمس وعند العصر وفوق أسوار المدينة وبعد صلاة الحمام، تحت نخلة حزينة لا أدري إن كنت قيسا أو جميلا؟ هذا شأن إداريّ، في وطن الألف قبيلة. أكتب وماذا أكتب، وشارع المتنبي خلا من الفراش وامتلأ بكتب الشيعة والدّجاج. النّخل حزين، والنّهر حزين، حتّى العيد حزين، في وطن يُباع ويُشترى بنصف كلمة وبرميل بنزين. لو كنت نبيّا لذبحت الرداءة بسكين وأهديت خاتمي لصاحب الحذاء لو كنت نبيّا لسمحت بالتعدّد الحزبيّ وأنهيت خلاف الرثاء بين العربيّ والعربيّ. لو كنت نبيّا لكسرت النّصب وعلّقت حذاء الصّحفيّ ليعوض الشعر ورداءة الكتب... لو كنت نبيّا لضربت رأس الأفعى وقلّعت ضرس حاكم التحقيق وأنياب محترفي التصفيق سنة وشيعة ورتب. لو كان المتنبي بيننا لأهدى سيفه للصّحفيّ لو كان نزار بيننا لأهدى شعره للصّحفيّ لو كان درويش بيننا لقال: هو ذا العربيّ لو كان عنترة العبسيّ، بيننا، لقوّض السّجن وحرّر العراقيّ لو كانت الخنساء بيننا لنسيت صخرا وهجتنا أجمعين، من الماء إلى الماء ومن العجينة إلى العجين مبروك عمران