محمد العكريمي من مواليد 3 ماي 1957 بدشرة أولاد عكريم ببئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد.. درس الإخراج السينمائي بباريس منتج ومخرج سينمائي أنجز 38 شريطا وثائقيا وشريط تلفزي... كتب وأخرج عدة مسرحيات اهمها «جيعان طاح في قصعة» صدرت له مقالات حول الثقافة والسينما بعدّة صحف ومجلات عربيّة.. ومجموعة قصص سنة 2002 تحمل اسم «حبّ الأيّام السبعة».. لهذا المخرج رؤى مختلفة عن زملائه ومواقف فنيّة غير مألوفة وجسارة غير معتادة نكتشفها معا في هذا الحوار المثير والحق يقال... حبّ الايام السبعة شريط تلفزي تونسي فينزويلي في الطريق.. ما الحكاية؟ القصة مأخوذة من مجموعتي القصصية «حبّ الأيام السبعة» الصادرة سنة 2002 وهي تحكي قصة تعارف بين شاب تونسي وفتاة فينزويليّة عن طريق الأنترنيت.. الشاب التونسي يرسل تذكرة سفر الى هذه الفتاة وتأتي الى بلادنا التي كانت تحلم بزيارتها فتكتشف جمالها وحضارتها وطيبة شعبها وتنشأ قصة حبّ بين الشابين... القصة مثيرة وكتبتها بنفسي لوجه القرابة والتشابه بين الشعبين الصديقين التونسي والفينزويلي... طيب... كيف استطعت ان تصل الى الاطراف الفاعلة في فينزويلا؟ أنا مخرج فوق العادة... ضدّ الاستجداء... أؤمن بالمبادرة وبخلق فرص الانتاج لا الانتظار المقيت وطرق الابواب والجري والركض السلبي.. سافرت الى الشقيقة ليبيا وحملت معي بعض الهدايا منها زيتونة من الفضّة في إطار انيق اهديتها للسفير الفينزويلي بليبيا فاستضافني واستمع لي.. حدّثته عن حضارتنا عن جمال طبيعتنا عن دستورنا عن انجازاتنا عن ذكائنا عن تآزرنا... حدّثته حديثا شاملا فأعجب بتونس ووعدني بزيارتها.. أخذ منّي الملف بالكامل وارسله الى الرئيس الفينزويلي شخصيا بناءا على طلبي وكان الامر كذلك وستتولّى الحكومة الفينزويلية تمويل المشروع وتصويره بتونس قريبا... هل قمت بعملية «الكاستينغ»؟ ليس بعد.. ولكن البطلة ستكون من فينزويلا وبقيّة الممثلين من تونس وكل الوجوه ستكون جديدة وشابّة وغير معروفة بالمرة... لماذا؟ هذه اختيارات شخصية لن احيد عنها... أنت مختص في الاشرطة الوثائقية.. لماذا؟ الانتاج الدرامي والسينمائي يتطلب أموالا طائلة.. ولكن الاشرطة الوثائقية أقل كلفة وأكثر رواجا... أين روّجت أشرطتك البالغة 38 شريطا وثائقيا؟ الى التلفزة التونسية وبعض الفضائيات والقنوات الغربية المختصة.. والسوق العربية؟ كذبة كبرى.. كيف؟ الخليج العربي مثلا لا يهتم بالشريط الوثائقي العربي... أعطيك مثالا... الخليجيون يهتمون بالريف الانقليزي والايرلندي ولا يهتمون بالريف العربي... عطلهم ورحلاتهم هناك.. اما الغرب فيعنيه ما تنتجه.. تعنيه طبيعتنا وسياحتنا وحضارتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا... هل الشريط الوثائقي عندنا مزدهر؟ ليس بعد... ولذلك فوزارة السياحة لابدّ ان تكون شريكا فاعلا في الصناعة السينمائية والتلفزية الوطنية فهل يعقل ان ندفع اموالا طائلة للترويج للسياحة التونسية ومردودها ضئيل ولا نموّل شريطا وثائقيا بعشرين ألف دنياريختزل حضارتنا وثقافتنا وجمال طبيعتنا ويوزّع بأكثر من لغة على أكثر من قناة تلفزية عالمية هذا خطأ فادح... أراك قاصا ومخرجا... ما صلتك بالقصة؟ لا تنسى اني خريج شعبة الاداب العربية وكنت اكتب القصة منذ الصغر.. وقد افتقد لآليات الكتابة ولكنّي قادر على تقديم صورة جيّدة. هل لديك مشاريع ادبية في الطريق؟ بالفعل.. مذكرات «بون» قصة وكتاب بعنوان: «دور القناة الفضائية في التنمية الإقتصادية».. من هو المخرج برأيك؟ ليس بالاساس وبالضرورة أن يكون سينمائيا وتلفزيا فالجانب التقني في متناول كل الناس.. والاخراج رؤى وخلفيات ذوقيّة وثقافية وتراكمات معرفيّة متراكمة.. ختاما؟ ان تكون وطنيا صادقا... تلك هي المسألة!