تعيش النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس حالة من الاستنفار منذ يوم السبت 7 مارس 2009 للدفاع عن زميلهم فاخر اللويزي أستاذ العربية بالمعهد الثانوي الهادي شاكر المتهم باطلا بمحاولة الاعتداء بالفاحشة على تلميذة لا يدرّسها و التحرش الجنسي بها خلال الأسبوع المغلق لامتحان الثلاثي الثاني. و قد أجل إضراب الأساتذة للدفاع عن كرامة الأستاذ و شرف المهنة الذي كان مقررا يوم الخميس 23 أفريل 2009 كما أجل إضراب يوم الثلاثاء 5 ماي 2009 في انتظار أن يعلن القضاء قراره النهائي في قضية الحال، ولمعرفة ما آلت إليه الأمور اتصلت «الشعب» بالأخ عامر المنجة الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس الذي أفادنا بأن دائرة الاتهام بصفاقس المجتمعة يوم الثلاثاء 5 ماي 2009 دعمت قرار التحقيق الصادر يوم السبت 18 أفريل 2009 القاضي بحفظ القضية و طيّ الملف نهائيا و هو قرار يعتبره المدرسون و النقابيون انتصارا للحق و العدالة في ما يسمى اصطلاحا بقضية فاخر اللويزي و قد انعكس ذلك إيجابا على المدرسين و الهياكل النقابية مؤكدا أهمية الانتماء للإتحاد العام التونسي للشغل البيت الدافئ الذي يضم كل النقابيين و المناضلين كما يؤكد أهمية العمل الجماعي من أجل الدفاع عن كرامة الأستاذ و شرف المهنة و المؤسسة التربوية و يوطّد العلاقة بين المدرسين و هياكلهم و يعطي دفعا جديدا للعمل النقابي كما أضاف الكاتب العام بأن « قضية الأستاذ فاخر اللويزي» تعبّر في حقيقة الأمر عن عمق ما تعانيه المؤسسة التربوية من ظواهر غريبة متمثلة خاصة في تهميش دور المدرس في الشأن التربوي و محاولة بعض الأولياء السطو على المؤسسة العمومية و محاولة الضغط على الإطار التربوي لأخذ قرارات تخدم مصالحهم و تنفذ أغراضهم الشخصية و المتوهمين أنهم قادرون على تكييف قرارات الإطار التربوي حسب أمزجتهم و أهوائهم و أشار إلى أن انتشار السلوكيات الغريبة يوما بعد يوم في المؤسسة التربوية و الغريبة عن الشأن التربوي تؤكد بحق أزمة السياسة التربوية التي انعكست سلبا على سلوك ناشئتنا و على سبيل المثال ما نشاهده اليوم من سلوكيات غريبة ومظاهر مشينة من قبل عدد من التلاميذ أثناء إجراء امتحان باكالوريا رياضة وهو مايتطلب التفكير مليا في تمكين التلميذ من أدوات نقد و تفكير تؤصله في محيطه العربي وتدفعه للتعلّق بحب الوطن و الاعتزاز بأمته المجيدة و تاريخها الحافل بالنضالات والانتصارات. إننا واعون شديد الوعي بما يعيشه الكثير من ناشئتنا من تصحر فكري واغتراب و هنا يدعو الواجب الوطني و كل من هو غيور عن تونس العزيزة أن يسارع من موقعه بإعادة المؤسسة التربوية إلى دورها الطلائعي و الفعال لأنه في نهاية الأمر تلاميذنا هم أبناؤنا و هم العمود الفقري للبلاد التي ستعتمد عليهم في مستقبل الأيام و ما أولياؤهم إلا شريحة من المجتمع تضحي بالنفس والنفيس من أجل نجاحهم و تألقهم.