اختار الاتحاد الجهوي بسليانة ان يعقد مؤتمره العادي تحت شعار من «أجل عمل لائق وحياة كريمة...» المؤتمر ترأس اشغاله الاخ المنصف الزاهي الامين العام المساعد للاتحاد العام المسؤول على قسم الوظيفة العمومية فيما اشرف على جلسته الافتتاحية الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد في حضور بارز لعدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني والبعض من الجهات والقطاعات. في كلمة الترحيب التي ألقاها الاخ المولدي السياري الكاتب العام المتخلي اشار المتحدث الى ان جهة سليانة التزمت باستراتيجية العمل النقابي التي رسمها الاتحاد العام فتعاملت مع كل الملفات بلغة العقل والمنطق وضمان حق العمال هدفا وغاية واعتبر منطلق التعامل مع الاطراف الاجتماعية الاخرى قائما على اعتبارهم شركاء وهي رؤية أوجدت في الجهة مناخا من الثقة بين الاتحاد الجهوي والمؤسسات الاقتصادية والادارية بالجهة وهو ما ادى الى طي الكثير من الملفات وايجاد الحلول للكثير من القضايا رغم صعوبة وتعقد العديد منها. واثر هذه المداخلة تحدث الاخ عبد السلام جراد عن التوجهات العامة للاتحاد واهدافه المنشودة (انظر نص كلمته). اجماع ومصادقة انطلقت الاشغال الفعلية بعرض للتقريرين الأدبي والمالي للمدة النيابية الفارطة حيث اكد التقرير الادبي تنزيل النضال النقابي المكانة المستحقة من خلال تفعيل مختلف الهياكل الجهوية والاهتمام بالاعلام النقابي والتكوين والتثقيف ومعالجة المشاكل المستجدة والتفاعل مع القضايا القومية عبر مناصرة نضالات ابناء الشعب في فلسطين والعراق ولبنان. وعدد التقرير مجالات تدخل المكتب التنفيذي الجهوي المتخلي خاصة في مستوى التأطير للمفاوضات الاجتماعية في القطاعات الثلاثة الوظيفة العمومية والقطاع العام والقطاع الخاص كما جاء التقرير على العديد من نضالات العمال بالجهة في النسيج والفلاحة. ولم يخف التقرير الصراعات التي جدت داخل المكتب الجهوي في الفترة النيابية السابقة مشيرا الى انها وصلت احيانا الى درجة شل العمل العادي والتي تم تجاوزها امتثالا لقرار الهيئة الادارية الجهوية. وحظي التقريران اثناء مناقشتهما بالمصادقة بالاجماع وهو ما مهد لنقاشات ومداخلات اتسمت بالنقد البناء والنزيه من اجل تفعيل العمل النقابي بالجهة خدمة لمسار التنمية العادل وتوفير العمل اللائق والحياة الكريمة لكل ابناء الشعب على قدم المساواة والعدالة بين الجهات كافة. ولنا ان نشير بأسلوب برقي الى اهم النقاط التي جاءت في هذا النقاش وشكلت في النهاية محتوى لوائح صدرت عن المؤتمر. اهتمامات وتطلعات استمرار دوس الحق النقابي وترهيب الاطارات النقابية. تضامن مع مساجين الحوض المنجمي بقفصة ودعوة الاتحاد الى مواصلة الجهود من اجل اطلاق سراحهم. الغاء فعلي لكل اشكال المناولة. مراجعة القوانين التي تضرب المكاسب الاجتماعية في الصحة والتعليم والتشغيل ورفض خوصصة مكاتب التشغيل الوطنية ومراجعة اوضاع الصناديق الاجتماعية ومجالات تدخلها. ضمن النقاش تم طرح استحقاقات للجهة على الاتحاد العام التونسي للشغل واساسا منها بناء بعض دور الاتحادات المحلية واحياء ذكرى المناضل النقابي مختار العياري. كما جدّ بالنقاش اهتمام بالوضع العربي الراهن اذ تم تأكيد مواصلة التضامن والدعم والمساندة لقضية فلسطين ومناصرة شعبها ضد الاحتلال الصهيوني مع تأكيد مساندة المقاومة في العراق ولبنان ومنع التدخل في السودان وسوريا... ثوابت وتساؤلات واعتبارا للكلمة التي ألقاها الاخ عبد السلام جراد في افتتاح اشغال المؤتمر فإن الاخ المنصف الزاهي الذي ترأس المؤتمر قد اكتفى بالرد على بعض التساؤلات التي وردت في النقاش حيث ابرز بعض الجوانب التقنية والنضالية التي سرّعت وتيرة المفاوضات الاجتماعية خاصة في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص كما حلل باستفاضة اتفاقية الحق النقابي مؤكدا مواقف الاتحاد الثابتة والمبدئية من عدة ملفات كالمناولة والتشغيل وتأهيل القطاع الصحي والموقف من قضية الحوض المنجمي. مكاسب ونواقص ولنا ان نشير الى ان الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص أبى الا ان يواصل حضور المؤتمر بكامل مراحله وقد ساهم في اثراء اشغال المؤتمر من خلال مصافحة عبّر فيها عما اصبحت عليه المسألة الديمقراطية داخل الاتحاد مبدأ وممارسة مشيرا الى أن الاتحاد يخوض نضالات على عدة واجهات وقد حقق مكاسب وانجازات لكنها لا يمكن ان تحجب بعض النواقص والاعتراف بها لتكون دافعا للهياكل لمزيد العمل والتطوير والتصحيح على قاعدة النقد النزيه والبناء والتموقع داخل المنظمة من اجل خدمة العمال والشعب، وساند الاخ بلقاسم العياري المقترح الذي جاء في النقاش والداعي الى احياء ذكرى المناضل النقابي المختار العياري. تكريم شهد المؤتمر تكريم عدد من نقابيي الجهة عرفانا لهم بما قدموه للجهة والاتحاد من نضالات خدمة للشغالين ودفاعا عن حقوقهم ومكاسبهم وهؤلاء المكرمين هم الاخوة: عبد الحميد العوادي شعبان حسني عبد القادر بوراوي عبد الحميد عجال والطاهر العلوي.