انعقد يوم الاثنين الماضي 13 جويلية 2009 المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بباجة برئاسة الاخ محمد المنصف الزاهي الامين العام المساعد للاتحاد العام المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية فيما اشرف على جلسة الافتتاح الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وسط حضور متميز لعدد من الكتاب العامين للاتحادات الجهوية والجامعات والنقابات العامة. واختارت الجهة ان تراوح في الشعار الذي دارت تحته اشغال المؤتمرين الوفاء والتضامن والنضال حيث برزت فعلا اثناء وصول الاخ الامين العام الى دار الاتحاد الجهوي وخلال الكلمة التي ألقاها وحتى اثناء مناقشة التقرير الادبي أهداف ومعاني هذا الشعار، فوصول الاخ الامين العام قوبل بموجة عارمة من التصفيق والهتاف بالوفاء للشهداء «على دربك يا حشاد» والاتحاد ... الاتحاد وغير ذلك من الشعارات التي يرددها النقابيون في مثل هذه المحطات ولقاءات القيادة بالقاعدة. هذه اذن أبرز ملامح الصورة الاولى لهذا المؤتمر الذي شهد منافسة شديدة على مستوى الترشح لعضوية المكتب التنفيذي الجهوي بين قائمتين، الاولى برئاسة الكاتب العام المتخلي الاخ محمد بن يحيى ومعه سبعة مترشحين من المكتب المتخلي ومترشح واحد جديد بينما تضمنت القائمة الثانية ستة مترشحين أغلبهم من قطاع التعليم كذلك شهد المؤتمر مناقشات جسمت الى حد بعيد درجة إلمام النواب بواقع جهتهم الاقتصادي والاجتماعي وايضا بالمتابعة الجيدة لأداء المكتب المتخلي في مستوى تدخلاته في الملفات النقابية المطروحة على الجهة. جملة هذه الملامح والتفاعلات كانت الارضية التي انطلقت منها اشغال المؤتمر بدءا بتلاوة التقرير الادبي والمالي حيث جاء التقرير الادبي على الظرف الذي ينعقد فيه المؤتمر والمطروحة فيه عدة تحديات ورهانات فاقمت من مصاعب الحياة لدى عموم العمال من حيث التشغيل والخدمات والتوازانات الاقتصادية والاجتماعية وشخّص التقرير ذلك في الكيفية التي تعاطى بها نقابيو الجهة مع الاشكاليات والقضايا العمالية المطروحة سواء في قطاع الوظيفة العمومية او القطاع العام او القطاع الخاص وبرر التقرير هذا التعاطي بتعداد المحطات النقابية على غرار تنظيم الندوات التكوينية والتظاهرات الثقافية ودعم الانخراط بالمنظمة وتكريس الحق النقابي والهيكلة والعلاقة مع الهياكل المحلية والاساسية وايضا العلاقة مع المركزية النقابية والتواصل مع المسائل القومية. البطالة... التشغيل وارهاصات الواقع عرضُ التقريرين الادبي والمالي على النقاش العام وفر فرصة سانحة لعدد كبير من المتدخلين للخوض في ملفات كبيرة منها ما يهم الساحة النقابية ككل ومنها ما يتصل بواقع الجهة ومنها ما له علاقة بقضايا العدل والحرية والتضامن سواء على مستوى المنطقة العربية او الساحة العالمية وفي ما يلي رصد لأبرز هذه الاهتمامات التي تمت صياغتها في لوائح صدرت عن المؤتمر. البعض من المتدخلين قدموا قراءة في أداء المكتب المتخلي وركزوا على اهمية التعاطي مع مثل هذه المحطات النضالية بروح المسؤولية وتشخيص الواقع الاقتصادي والاجتماعي للجهة بكل شفافية ووضوح تلافيا للإرهاصات القائمة كالبطالة ونقص المؤسسات الصناعية وتفشي الهجرة السرية وتنوع الجريمة كذلك جاء النقاش على مسألة التوازنات التنموية الجهوية عبر تأكيد التضامن مع مساجين الحوض المنجمي بقفصة والدعوة الى استمرار الاتحاد في مساعيه من اجل اطلاق سراحهم واعادتهم الى مواقع عملهم، ايضا هناك مآخذ كبرى على الواقع الصحي بالجهة وعلى كيفية التعامل مع نظام التأمين على المرض والوضع بالصناديق الاجتماعية وارتفاع عدد المسرّحين في غياب صندوق وطني للتضامن وفي غياب أداء جيد لتنظيمات المجتمع المدني في جميع الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. دراسة حول التنمية بالجهة وكان لابد ان يشفع هذا النقاش بردود سواء من القيادة النقابية الجهوية المتخلية او من طرف الاخ رئيس المؤتمر واذا كان اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي المتخلين اكتفوا بالاستماع وأوكلوا مهمة الرد على بعض التساؤلات الى كاتبهم العام الاخ محمد بن يحيى فإن هذا الاخير وعلى ما ورد في كلمته الترحيبية وما ورد في التقرير الادبي رأى ان يواجه في رده بعض الانتقادات التي تمس من وحدة الصف النقابي بالجهة وتمس من نضالية وأداء المكتب المتخلي بينما حاول الاخ محمد المنصف الزاهي الامين العام المساعد للاتحاد ورئيس المؤتمر ان يرد على كم هائل من التساؤلات ذات العلاقة بالمركزية النقابية وكان مسنودا في الرد على كيفية التعاطي مع نظام التأمين على المرض بالاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد للاتحاد العام المسؤول عن قسم التغطية الاجتماعية والصحة المهنية حيث قدم تحليلا ضافيا لأهم العلامات الفارقة في نظام التأمين على المرض. بينما اشاد الاخ محمد المنصف الزاهي بالمناخ الديمقراطي الذي مارس في ظله النواب حقهم في التعبير والنقد بكل مسؤولية واحترام وقال ان الاتحاد العام هو الفضاء الوحيد الذي تُمارس فيه الديمقراطية بكل أركانها دون نقص او مقاييس معينة كما قطع في رد وعدا بإعداد دراسة تنموية خاصة بالجهة وكذلك وعد بأن يعمل على عقد جلسة عمل مع السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية لمعالجة نقائص التجهيزات والاطارات الصحية بالجهة. وقدم الاخ محمد المنصف الزاهي قراءة تحليلية لاتفاقية الحق النقابي ردا على بعض التأويلات وأعلن عن بعض الاهتمامات العاجلة للاتحاد العام في المرحلة القادمة على غرار الاهتمام بملف التشغيل والتقاعد وأوضاع الصناديق الاجتماعية. المكتب الجديد أفرزت عملية الاقتراع التي دارت في اطار الديمقراطية والشفافية والمنافسة النزيهة فوز الاخوة: محمد بن يحيى (كاتبا عاما) ورابح مغراوي (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن النظام الداخلي والاتصال) ونور الدين الماجري (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن المالية والادارة والانخرطات) وبدر الدلاعي (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الاعلام والمرأة والشباب العامل والجمعيات) ومحمد نجيب حسني (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الدواوين والمنشآت العمومية) وسالم حلاج (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الدراسات والتشريع) ويونس كوكي (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن التكوين النقابي والتثقيف العمالي والعلاقات الخارجية) ومصطفى العجرودي (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الوظيفة العمومية) وعبد الحميد الشريف (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن القطاع الخاص والتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية). كما تم انتخاب وتكوين اللجنة الجهوية للنظام الداخلي على النحو التالي: حافظ الربعي: (مقررا) وابراهيم القلعي والمنجي العباسي (عضوين). الى جانب انتخاب وتكوين اللجنة الجهوية للمراقبة المالية على النحو التالي: الصادق الوسلاتي: (مقررا) وعبد السلام الحسني والامين الماجري (عضوين).