بالتنسيق بين قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي والاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبارت، انعقدت على امتداد يومي 12 و 13 جوان 2009 الندوة التكوينية الجهوية حول «التحولات الاقتصادية الدولية وتأثيراتها على العمال ودور النقابات»، واكب فعالياتها خمسة وأربعون (45) مشاركا ومشاركة من مسؤولي التكوين بالنقابات الأساسية والاتحادات المحلية والفروع الجامعية ونواب عن اللجنة الجهوية للشباب العامل ونائبات عن اللجنة الجهوية للمرأة العاملة والأخوان عضوي المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي محمد علي البوغديري وبوعلي المباركي. الافتتاح انعقدت جلسة الافتتاح بإشراف الأخ محمد سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن الإدارة والمالية وبحضور الأخ محمد المسلمي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس الذي رحّب باسم المكتب التنفيذي الجهوي بالمشاركين وبالأخ محمد سعد وبفريق التكوين وبالمحاضر والمؤطرين، معربا عن سعادته بالتئام هذه الندوة خاصة وأنها تأتي لتعزيز الجهد التكويني الذي تقوم به الجهة، وبالأخص حاجة المشاركين من المسؤولين النقابيين في القطاع الخاص والذين يمثلون أغلب الجمهور المستهدف بهذه الندوة إلى مزيد فهم هذه الأزمة الاقتصادية التي بدأت تخيّم على مؤسساتهم حتى تكون مجابهتهم لتداعياتها أقرب ما تكون إلى النجاعة والفاعلية. أما الأخ محمد سعد الذي تولى افتتاح فعاليات الندوة نيابة عن الأخ عبيد البريكي، فقد توجّه بتحية إلى الاتحاد الجهوي ببن عروس لما يبذله من جهد دعما للعمل النقابي بالجهة، وللحركية التي تجلّت في الأنشطة العديدة والمتنوعة، الأمر الذي كان له أثره البارز في توسيع قاعدة الانتساب في الجهة، والذي استحق عليه مكافأة القاعدة العمالية خلال مؤتمره الأخير، متوقفا في كلمته عند أهمية هذه الندوة من حيث انها مناسبة لفهم طبيعة هذه الأزمة ومناقشة المقترحات للتعاطي معها بصفة تحدّ من تداعياتها على العمال، كما اعتبر أن الإجراءات الأخيرة المعلن عنها رسميا لمجابهتها هي إجراءات لفائدة أصحاب المؤسسات حيث لم نشهد بعد رغم التسريح المتفاقم يوما بعد يوم إجراءات لفائدة العمال، ولم نشهد تجميع أطراف الإنتاج في حوار اجتماعي بغاية تقاسم المكاسب والأعباء، حيث لا زالت الاختيارات تتّخذ من طرف واحد رغم أن تداعيات هذه الأزمة الاقتصادية ستكون اجتماعية وشاملة، رغم أن الموضوع أكبر من أن تضطلع بمجابهته جهة واحدة إذا ما رمنا تحقيق الاستقرار والتوازن. هذا وتواصلت الندوة على مدى يومين بمداخلة للأستاذ حسين الديماسي حول « الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثيراتها الاجتماعية»، والتئام ورشتي عمل حول العمل اللائق نشطهما الأخ نبيل الهواشي والأخت آمنة العوادي، كما تضمنت الندوة مداخلة للأخ عبيد البريكي تتعلق بقراءة في نتائج الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية، وكان من أبرز فعاليات الندوة أيضا تقديم الأخ حسين الكريمي لتجربة نقابية جديرة بالاهتمام والمتمثلة في بناء التنظيم النقابي العالمي لمنظومة كوكاكولا المنبثق عن المؤتمر المنعقد بفرونكفورت في شهر ماي 2008 والذي يطرح على نفسه الدفاع عن مليون عامل يعملون بمؤسسات كوكاكولا في القارات الخمس، ومتبنّيا الأهداف التالية: الالتزام بإعانة ودعم نقابات كوكاكولا في القارات الخمس. التصدي للانتهاكات وفرض احترام الحقوق الأساسية للعمال. تدعيم الانتساب النقابي. تكوين نادي اتصالات عبر الانترنات. ويعتبر هذا التحرّك تجسيدا للشعار الذي ما فتئ يطرح «عولمة النضال النقابي مقابل عولمة رأس المال». هذا وقد تفاعل المشاركون والمشاركات مع مختلف فقرات الندوة، وكان تقييمهم لها إيجابيا ومقترحاتهم بنّاءة خاصة فيما يتعلق بمزيد تحسين ما ورد بمناسبة المفاوضات الأخيرة - حول الجوانب الترتيبية المتعلقة بممارسة الحق النقابي في القطاع الخاص.