بتاريخ 25 جوان 2009 وردت على مديري المدارس الابتدائية بجهة سليانة مذكّرة عمل صادرة عن الادارة الجهوية للتربية والتكوين تطالبهم بإعداد التنظيمات البيداغوجية للسنة الدراسية القادمة وذلك قبل موفّى شهر جوان مع ضرورة مدّ الادارة الجهوية بنسخة منه في الإبان وتسليم كل معلّم توقيته يوم 30 جوان... والمتتبع للشأن التربوي يستنتج من أوّل وهلة تجاوز هذه المذكّرة القوانين الجاري بها العمل بالمدارس الابتدائية في بابين على الاقل: فالباب الاول والذي يخصّ الامر عدد 2437 لسنة 2004 المتعلق بتنظيم الحياة المدرسية ينصّ في فصله عدد 19 على أن: 1/ «يتولّى المجلس البيداغوجي اقتراح تنظيمات للزّمن المدرسي اليومي والاسبوعي تراعي واقع المؤسسة والعوامل الطبيعية وحاجيات التلاميذ ووضعيات المدرسين». 2/ «يتولى المجلس البيداغوجي للمدرسين بالمدارس الابتدائية في بداية كل سنة وبحضور جميع معلّمي المدرسة توزيع المدرسين والتلاميذ على الاقسام» وعليه نلاحظ ملاحظتين مهمتين: أ/ أن المذكّرة قد غيّبت المجلس البيداغوجي وهو الهيكل القانوني الوحيد لاقتراح التنظيمات البيداغوجية معوّضة إيّاه بمدير المدرسة وهذا في حدّ ذاته يعتبر تجاوزا للقانون لأنّ المذكّرة لا تلغي القانون والعكس صحيح. ب / أنّ المذكّرة تعسّفت على المعلمين المتحصلين على مراكز جديدة في حركة المعلمين الاخيرة لأنهم سيتواجدون يوم 30 جوان بمدارسهم الاصليّة ولا يباشرون مراكزهم الجديدة الا في بداية السنة القادمة. في حين ان القانون يؤكد حضور جميع معلمي المدرسة اثناء التوزيع. اما الباب الثاني الخاصّ بالامر عدد 2348 لسنة 2001 المتعلق بضبط النظام الاساسي لسلك التفقد البيداغوجي فهو ينص في الفصل عدد 17 على أن المتفقد و المكلف بدراسة التنظيمات البيداغوجية بالمدارس الابتدائية والموافقة عليها، لكنّ المذكّرة قد تجاهلت دوره تماما مع العلم ان مقترحات التنظيمات المقدّمة من طرف المجالس البيداغوجية لا تصبح قانونية الا بعد المصادقة عليها من طرف المتفقد دون سواه، وعلى ما سبق نعتقد ان التنظيمات البيداغوجية المعدّة حسب المذكّرة هي تنظيمات غير قانونية وغير ملزمة.... ويمكن القول أنّ إحكام سير العمل بالمدارس منذ اول يوم من السنة الدراسية لا يعوقه التنظيم البيداغوجي كما يعتقد بل تعوقه عوامل أخرى كعدم توفّر الإطار اللاّزم للتدريس بمدرسة ما منذ اليوم الاول ولمدّة قد تطول والامثلة على ذلك عديدة وفي الاخير نؤكد ان المواطنة تفرض علينا احترام القانون لأنّه معيار من أهمّ معايير الحداثة والتحديث... عطلة سعيدة وكل عام ومنظمتنا التربوية بألف خير.