صدر العدد الجديد من مجلة «كوتريات» التي يصدرها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر في طبعة أنيقة كالعادة، وقد خصّص هذا العدد رقم 32 لسرد بعض قصص نجاح لنساء من العالم العربي تألقن في اختصاصات متعددة، ومما ورد في افتتاحية المجلة التي كتبتها الدكتورة سكينة بوراوي مديرة المركز أن اختيار موضوع هذا العدد من نشريتنا جاء «لينفض الغبار عن نجاحات سابقة لنساء أمكنهن التميّز رغم الممنوع والمحضوروليقدم نجاحات في مجالات عدّت لوقت طويل حكرا على الرجال... مع ايماننا ان تغيير الصورة القديمة لا يتم بتعداد النجاحات فقط لأننا نحارب سنوات من طمس اثارالنجاح وسنوات من ربط المرأة بالفشل وبأدوار معينة... وسنوات من الايمان بعدم اهلية المرأة للنجاح وعلى هذا الاساس لابدّ ان تعكس وسائل الاعلام نجاح المرأة» الصحفية لبنى النجار الزغلامي كتبت ايضا في هذا العدد من المجلة مقالا جيدا عن كسر نمطية الصورة في علاقتها بالمرأة مشيرة الى ما قد يتبادر الى الاذهان من فكرة مفادها التعتيم على حقيقة الواقع المتردي للنساء من خلال تزويقه ببعض قصص النجاح هنا وهناك... متسائلة أين النساء في ظل لغة لا تتقن كثيرا استعمال الضمائر المؤنثة بل هي لا تحسن استعمالها.. لذلك كان لزاما ان نكسر تلك الصورة النمطية والسلبية في تصويرها للمرأة واستبدالها بصورة حقيقية تبثّ موجات ايجابية تدفع المرأة إلى الأمام» ومن بين أهم قصص النجاح التي أوردتها نشرية «كوتريات» قصة نجاح الدكتورة التونسية توحيدة بالشيخ المولودة سنة 1909 والتي نحتفل بمئوية ميلادها هذه السنة فقد كانت الدكتورة بالشيخ اول امرأة تونسية تتحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1928 وكانت الطالبة الوحيدة من شمال افريقيا التي استقرت بالمبيت الدولي للطالبات بباريس أين درست الطب وتحصلت على الدكتوراه سنة 1936 ومنذ عودتها الى تونس سنة 1937 مارست مهنتها النبيلة وتقلدت عديد المناصب المهمة. ومن قصص النجاح الاخرى أوردت كوتريات مسيرة المنتجة التونسية هاجر بن نصر التي انتجت ما يزيد عن 25 شريطا وثائقيا في مواضيع عديدة كان أهمها الشريطين اللذين خصصتهما للمبدعين الكبيرين اولا المؤرخ وعالم الاجتماع عبد الرحمان ابن خلدون والثاني لشاعرالحياة أبو القاسم الشابي. تحويل النكبة الى انتصار من القصص المميزة لنجاح النساء وتغلبهن على واقعهن المرير قصّة المرأة العراقية التي تمّ اغتصابها من قبل المارينز الامريكي والتي تمكنت بعد النجاة من موت محقق على يد عشيرتها غسلا للعار نتيجة تفهم زوجها، تمكنت ايضا من تحويل منزلها لمركز لتدريب النساء على بعض الفنون القتالية من أجل حماية أنفسهن وهو ما جعل مصيبتها أخف من خلال تقديم وقاية ممكنة لنساء قد يتعرضن لمثل ما تعرضت له. في كوتريات ايضا حوار مع المعمارية العراقية المتألقة زها حديد وقصّة ندى زيدان أوّل سائقة رالي في قطر وتقديم للكاتبة والمفكرة المغربية فاطمة المرنيسي وتعريف بمسيرة نجاح المهندسة السودانية وداد يعقوب والوسيط العقاري منيرة الحساوي من الكويت التي اقتحمت عالما كان دائما حكرا على الرجال. وفي القسم الانقليزي من النشرية نجد ترجمة لبعض قصص النجاح هذه وتقديم لقصص اخرى من نجاحات النساء العربيات اللواتي يمكن ان يكنّ قدوة لغيرهن من النساء ومثالا جيدا لقهر كل الصعاب.