بحضور السيد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والاخت نجاح القروي كاتبة الدولة المكلفة بالنهوض الاجتماعي احتفلت وزارة الشؤون الاجتماعية واعوانها واطاراتها باليوم الوطني للعامل الاجتماعي يوم 10 جويلية وذلك بتنظيم لقاء كبير تداعى اليه جميع العاملين والاطارات والمسيّرين والمكوّنين بالوزارة لحضور ندوة فكرية بعنوان «الخدمة الاجتماعية في تونس : الممارسة المهنية والاتصال الاجتماعي». وقد ألقى الوزيرالسيد علي الشاوش كلمة الافتتاح مشددا خلالها على مدى عناية دولة الاستقلال بالنهوض بالعنصر البشري الذي آمنت بقدراته على دعم جهود التنمية باعتباره الثروة الاساسية والمتجددة فقد راهنت تونس على الانسان باعتباره محور الخطط والبرامج الاجتماعية والتنموية وهدفها... اذ تمكنت بلادنا من وضع انموذج تنموي سعى لتوسيع الطبقة الوسطى وتقليص نسبة الفقر وتحسين ظروف العيش بالاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية وهو ما عكسته المؤشرات والارقام الحاصلة التي ما كانت لتتحقق لولا اعوان واطارات الخدمة الاجتماعية وتدخلاتهم الميدانية والمامهم بالمعطيات الدقيقة والقدرة على تحليل الوضعيات ورصد الظواهر وتصويب التدخلات الى جانب تغيير العقليات حيث تشمل تدخلات العون الاجتماعي الاحاطة بكل الفئات: محدودة الدخل وذات الاحتياجات الخصوصية بصفة عامة كالمعوقين وفاقدي السند والطفولة المهددة.. ونظرا لمساهمة سلك الخدمة الاجتماعية في تحقيق الحماية الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع شرعت الوزارة في اعداد خطة اتصالية لمزيد التعريف بهياكل وبرامج النهوض الاجتماعي قصد توظيف اليات الاتصال الاجتماعي بمختلف اشكاله في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية. خدمات تعالج المشاكل ولا تستبقها وعلى إثر كلمة السيد الوزير تم تكريم مجموعة من اطارات واعوان الخدمة الاجتماعية الذين انهوا مسيرتهم المهنية وبلغوا سن التقاعد قبل ان يفسح المجال للمحاضرة الاولى التي ألقاها فتحي الجرّاي الاستاذ بالمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية، وتمحورت حول «الممارسة المهنية ومرجعيات الخدمة الاجتماعية» وقد شخّص خلالها واقع الخدمة الاجتماعية في بلادنا مشيرا الى انها خدمة لم تتجاوز إطار معالجة المشاكل دون بلوغ مستوى استباقها او ما عبّر عنه بالنزعة الاسعافية للخدمة الاجتماعية دون نزعتها الانمائية وهو الامر الذي تسعى الوزارة الى تغييره وتطوير طبيعته من خلال تغيير صيغ اعداد اخصائيي الخدمة الاجتماعية وهي صيغ غالبا ما كانت مستوردة وتقتضي الملائمة مع واقع الحال فضلا عن المراجعة لتتجاوز هذا النموذج الرعائي عبر تنمية قدرات الفرد على العمل... الاعلام والعمل الاجتماعي المداخلة الثانية قدمها السيد رياض الفرجاني الاستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار حول «موقع العمل الاجتماعي في المشهد الاعلامي» وهي المحاضرة التي شهدت تعقيبات كثيرة رغم تقنيتها لانه من الواضح أن بعض البرامج التلفزية ذات الصبغة الاجتماعية التي افتتحتها قناة حنبعل ثم تتالت وتناسلت قد وضعت وظيفة العون الاجتماعي موضع تساؤل أو أن الاعوان قد استشعروا ذلك فعبّروا عن تفاعلهم من خلال اما وسم تلك البرامج بعدم الحرفية التامة او بعدم فهم مقدّميها للواقع القانوني لمهنة مقدّم الخدمة الاجتماعية وطبيعة دوره الاجتماعي... وقد كان واضحا من خلال مجمل تدخلات المشاركين في الندوة ان هناك رجّة قد حصلت في مسار العلاقة الطبيعية بين مقدم الخدمة الاجتماعية والمواطن من خلال دخول الوسيط او الفاعل الثالث ألاو هو الاعلام عبر إيجاد قناة تعبير تحوّلت فيها سرية المسار الخدمي بين العون الاجتماعي والمستفيد الى العلنية مما يوجب استحققات جديدة على مختلف الاطراف لذلك انتظمت ندوة الاحتفال بيوم العامل الاجتماعي لمناقشة هذا المستجدّ المهم ومحاولة اعادة صياغة العلاقة مع الإعلام لمختلف مكوّناته المكتوب، المرئي، المسموع خدمة للمواطن وسعيا لتقديم الوجه الحقيقي للخدمات الاجتماعية في بلادنا وطبيعة توزيعها... لاننا اليوم نعيش عصرا لم يعد ممكنا خلاله عدم تسليط الضوء على كل الأركان وداخل كل الزوايا...