يحظى القطاع الإجتماعي بأولوية مطلقة في المخططات الرئاسية ولهذا الغرض وقع إحداث يوم 10 جويلية من كلّ سنة للإحتفال باليوم الوطني للعامل الإجتماعي الذي أقرّه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي سنة 1993 وقد وقع الإحتفال هذه السنة بهذه المناسبة من خلال ندوة وطنية تحت عنوان «الخدمة الإجتماعية في تونس : الممارسة المهنية والإتصال الإجتماعي» تحت إشراف السيد علي الشاوش وزير الشؤون الإجتاعية والتضامن والتونسيين بالخارج بحضور السيدة نجاة بلخيرية القروي كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الإجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج المكلفة بالنهوض الإجتماعي والسيد منجي الطيب الوسلاتي رئيس الجمعية التونسية لموظفي وأعوان الخدمة الإجتماعية والسيد محمد زريبي المدير العام للنهوض الإجتماعي والسيد محمد حداد رئيس الجمعية التونسية للخدمة الإجتماعية. وتمحورت مداخلة السيد علي الشاوش وزير الشؤون الإجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج حول سياسة الرئيس بن علي للنهوض الإجتماعي التي ترجمت عبر إحداث يوم 10 جويلية لتكريم الأخصائيين الإجتماعيين ويهدف هذا الإهتمام الى مزيد النهوض بالعنصر البشري الذي يعدّ الثروة الأساسية والمتجددة للبلاد ممّا بوّأ البعد الإجتماعي مكانة متميّزة وهوما يترجم تلازم البعدين الإجتماعي والإقتصادي. وقد أكد السيد الوزير أن من أهداف سياسة الرئيس بن علي تحقيق العدالة الإجتماعية وترسيخ التضامن والتكافل الإجتماعي من خلال المراهنة على الإنسان وكسب ثقة الناس. إحاطة شاملة لكل الفئات وتسعى المخططات الموضوعة لهذا الغرض الى تقليص نسبة الفقر وتحسين ظروف العيش بالأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية وأشادت عدة منظّمات عالمية وتقارير دولية على التطور النوعي لمستوى المعيشة للفرد بالبلاد التونسية فقد ارتفع معدّل الدخل السنوي للمواطن الى 4912 دينار سنة 2008 مقابل 2788 دينار سنة 2000 وتطوّرت نسبة التغطية الإجتماعية من ٪54.6 سنة 1987 الى قرابة ٪93.3 سنة 2008. وقد بلغت نسبة التمدرس في سنّ السادسة ٪99.1 خلال السنة الدراسية 2008-2007 وتقلّصت نسبة الأمية الى ٪18.6 نهاية سنة 2008. وتشهد الحياة الإجتماعية إحاطة شاملة من قبل الأخصائيين الإجتماعيين لتنفيذ مختلف البرامج الإجتماعية بهدف الإحاطة بكل الفئات الإجتماعية والعمرية نظرا لقربهم من المواطنين وإنصاتهم الى مشاغلهم وتطلعاتهم وقد إعتمد الأخصائيون على تنويع صيغ التدخل وتوسيع مجالاته لتشمل المحيط الأسري والمدرسي والوسط المفتوح. وقد شرعت الوزارة في إعداد خطة إتصالية لمزيد التعريف بهياكل وبرامج النهوض الإجتماعي لمزيد النهوض بالممارسة المهنية للخدمة الإجتماعية وقد أعزى السيد الوزير شعار هذه السنة المتمثل في «الخدمة الإجتماعية في تونس : الممارسة المهنية والإتصال الإجتماعي» الى الدور الهام الذي يلعبه الإعلاميون والإتصاليون في إبراز المستوى الإجتماعي الذي بلغته تونس اليوم في المجالات التنفيذية والتوعوية التربوية والتحسيسية. خدمة إجتماعية طالت كل المجالات أما بخصوص قائمة مراكز الدفاع والإدماج الإجتماعي فيوجد 11 مركزا موزعة على 11 ولاية، وينتفع بخدمات المركز الأطفال المنقطعون مبكرا عن التعليم والأطفال الجانحون والمراهقون الذين يعيشون صعوبات تكيف إجتماعي والأسر المهدّدة بالتفكّك. وفي هذا الإطار أي المساعدة العاجلة للناس قال السيد محمد حداد رئيس الجمعية التونسية للخدمة الإجتماعية أنه يجب النهوض بالمردودية لتحقيق النفع لكل النّاس. وهذا هدف ممكن اذا ما وقع تأطير كفايات جديدة تتمثل في تكوين الأخصائيين الإجتماعيين وكانت هذه المناسبة فرصة لتأكيد أهمية مزيد تأهيل أعوان الخدمة الإجتماعية لمواكبة آخر التقنيات والمستجدات في ميدان الإحاطة بمختلف الفئات الإجتماعية. أما السيد منجي الطيب الوسلاتي رئيس الجمعية التونسية لموظفي وأعوان الخدمة الإجتماعية فقد دعا الى دعم مجهودات الوزارة في النهوض بالحياة الإجتماعية ومقاومة كل أشكال الإقصاء والتهميش والتدخل في تفاصيل الخدمة الإجتماعية لتمسّ كل المواطنين دون إستثناء. وقد أكد على أهمية الأعوان الإجتماعيين مع تزايد الحاجيات وتطور المجتمع وضرورة رصد الظواهر الإجتماعية وتوجيه التدخلات نحو الفئات المستحقة والتعهد بمختلف الظواهر الإجتماعية. ويعهد للعون الإجتماعي إنجاح البرامج المخصّصة لتنظيم الأسرة والصحّة الإنجابية ومحو الأمية وتعليم الكبار والإدماج الإقتصادي والإجتماعي وتحسين ظروف العيش ووقاية الأسرة من التفكّك. شيراز الرحالي