لا شك في أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية تقوم بمجهودات كبيرة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لمستعملي قطار الاحواز الجنوبية تونس برج سدرية. ولا يسعنا في هذا الاطار الا ان نذكر مشروع كهربة الخط وتعصير السكك مما سيكون له الأثر الكبير على كل مستعملي هذا الخط. الا انه لابد لنا من ان نشير الى بعض النقائص هي على درجة كبيرة من الاهمية ومنها تلك التي تكثر في فصل الصيف. أولا: ظاهرة مفزعة تقلق راحة المسافرين وتصل في بعض الاحيان الى حد لا يطاق وهي صعود مجموعات من الفتيان شبه عراة (ما عدا تبان قصير) وحفاة في اتجاه الشواطئ الجنوبية وهنا يجب ان تتصور أشكال المضايقات والضجيج والهرج والمرج خاصة عندما يعمدون الى نزع قنوات ضغط الهواء دون رادع، مع العلم ان فرق الحراسة تصاحب مراقبي التذاكر فقط وهنا لابد من ان انوه بهؤلاء المراقبين وأحييهم على اخلاقهم. وعلى ذكر التذاكر فإن هذه المجموعات لا تعترف بها ولا تقتطعها وهذا ما يجرنا الى الحديث عن النقيصة الثانية المتمثلة في أن ادارة الشركة عوضا أنها تبحث عن معالجة هذه الظاهرة وجدت الحل الاسهل في تحميل كاهل المسافرين بميزانية اضافية طيلة شهري جويلية وأوت (استعمال تعريفة موحدة) وهي عبارة عن ضريبة يدفعها عمال المصانع الذي يشتغلون على طول الضاحية الجنوبية ومتساكنوها الذين يتنقلون من محطة الى اخرى لقضاء حوائجهم حاملين وزر هذه المجموعة. ثالثا: ونحن في عاصمة ندعو دائما الى احيائها وتنشيطها نجد أنفسنا امام آخر سفرة للقطار على الساعة الحادية عشر وهذا غير معقول... رابعا: ظاهرة التسول داخل القطار ولو انها ليست متعلقة بالاحواز الجنوبية فقط. خامسا: صحيح انك عندما تكون في محطة برشلونة تشاهد قطارا يدخل كل 15 دق تقريبا لكن هذا لا ينطبق على كل المحطات فهناك محطات على أهميتها مثل «رادس مليان» أو «مقرين»... يصل هذا الوقت الى 30دق وخاصة في الصباح (نتيجة القطارات المسترسلة وغير المسترسلة). سادسا: أثناء المقابلات التي تدور بالملعب الاولمبي وسط الاسبوع نفاجئ عند دخولنا لمحطة برشلونة بالمذيعة تقول تتوقف الرحلات في اتجاه الاحواز الى أجل غير محدّد. وهذا يعني ببساطة اما ان تبقى تترقب أو أن تبحث عن وسيلة أخرى للتنقل إلى الضواحي الجنوبية ولا ننسى هنا اننا في وقت ذروة والفصل خريف او شتاء وأمام نسبة مهمة من النساء أمضين يوما كاملا في العمل والاطفال المرهقين من الدراسة، وهذا ينطبق على سائر المحطات الاخرى. نسوق هذا من باب الاشارة الى مواطن الخلل والدعوة الى الارتقاء بالخدمات المقدمة الى مستوى ما نطمح إليه.