سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نورالدين الطبوبي كاتبا عاما جديدا ولحظات خارقة في الديمقراطية والشفافية مؤتمر الاتحاد الجهوي بتونس:
الاخ بلقاسم العياري: الاتحاد دوره تاريخي في الحراك الديمقراطي
انعقد يوم 15 أوت الماضي بنزل أميلكار المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس برئاسة الاخ بلقاسم العياري الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع الخاص في أجواء نقابية اتسمت بالديمقراطية والشفافية وحرية التعبير عن كافة المواقف. وكان دور رئيس المؤتمر واضحا حيث كان ديمقراطيا وساهم في انجاح مداولات المؤتمر عبر تدخلات واضحة وصارمة محترما كل الاراء والمواقف بعيدا عن الانحياز لاي طرف. وكان مؤتمر جهة تونس فضاء حقيقيا للاستماع لافكار نواب أكبر جهة نقابية ومواقفهم من كافة الملفات النقابية والوطنية. ومن اهم العوامل التي جعلت هذا المؤتمر ساخنا للغاية ترشح 42 نقابيا يمثلون حساسيات فكرية متنوعة وقد برزت ثلاث قائمات واضحة مع بقاء بعض المترشحين بصفة فردية في حين انسحب مترشح اثناء المؤتمر 13 . لقد أبرز وجود ثلاث قائمات الرهان الموضوع على مؤتمر جهة تونس والوزن النقابي للاتحاد الجهوي، وبالرغم من شدّة التنافس وقيمة الرهان إلا أن ما شهده المؤتمر من نقاشات هادئة بعيدا عن التشنج أو الاتهامات يؤكد حالة الوعي التي عليها نواب الجهة وهو ما جعل التنافس نزيها وديمقراطيا مما زاد في حرارة المؤتمر. وتم الحديث أثناء سير المؤتمر عن عدّة سيناريوهات انتخابية وعن قائمات مختلفة وكانت الساعات الاولى من المؤتمر المحرار لحظوظ المترشحين وذلك بحسب التدخلات والبيانات الانتخابية التي وزعت على المؤتمرين وتوضحت الرؤية اكثر مع عشية يوم السبت عندما كشف كل طرف عن قائمته فكانت المشاورات والاتصالات بين كافة الحساسيات من أجل مساندة مرشحيهم. وأبرزت النقاشات قيمة الجهة من حيث الاطارات النقابية التي كان لها مواقف واضحة حول كافة الملفات النقابية والوطنية. فعلى المستوى النقابي تم التأكيد على ضرورة دعم الانتساب النقابي خاصة في القطاع الخاص وتعزيز الحملات داخل المؤسسات الخاصة، وأكد عديد الأخوة أهمية حماية هؤلاء العمال عبر تشريعات عمل غير مرنة. وتم التأكيد على تعزيز الديمقراطية داخل الاتحاد بعيدا عن الاقصاء، وأشار بعض المتدخلين الى أهمية طي صفحة الفترة السابقة وما وقع فيها من تجاوزات أثرت على أداء الاتحاد الجهوي مؤكدين أن المرحلة القادمة تستدعي إطارات نقابية قادرة على تقديم الإضافة وذات مصداقية وباستطاعتها توحيد صفوف النقابيين بكافة تلويناتهم دون إقصاء. أمّا على المستوى الوطني فتمت المطالبة بصندوق وطني للتأمين على البطالة والدفاع عن تشريعات عمل تحمي العمال من قوانين الشغل المرنة، وطالب نواب المؤتمر بعدالة جبائية حقيقية في ظلّ تهرب فئات اجتماعية ميسورة من دفع الضرائب التي هي حق على كل تونسي. وأكد عدد من المتدخلين على تدهور المقدرة الشرائية رغم الزيادات الثلاثية في الأجور مؤكدين على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وتراجع دخل التونسي الذي يعتمد على الاقتراض والرصيد البنكي السلبي الأحمر للاجراء في أغلب الاحيان. من ناحية أخرى برزت مؤاخذات عديدة على الصندوق الوطني للتأمين على المرض نتيجة سوء الخدمات المسدية للمضمونين الاجتماعيين حيث تمت الدعوة الى مراجعة عدّة مسائل داخل الكنام. وبرز من خلال النقاشات أن العقول كانت مركزّة على العملية الانتخابيّة حيث لم تكن النقاشات ثرية بالشكل المطلوب رغم قيمة الرهان فكل التفكير كان منصبا نحو الصندوق وما سيفرزه من نتائج، كما طالب النواب بانقاذ حياة نضال ابن الطيب بن عثمان الذي يعيش حالة صحية حرجة وكان الأخ بلقاسم العياري رئيس المؤتمر حاسما في عدة قضايا ليؤكد أن الاتحاد يدافع عن كافة العمال ويحمي كل النقابيين النزهاء والصادقين ضد كل من يحاول ضرب المنظمة النقابية التي ضحّى من أجلها رواد الحركة النقابية ودفعوا حياتهم قربانا لها. وأكد الاخ الامين العام المساعد قيمة ما قام به الاتحاد لفائدة العمال رغم الصعوبات والعراقيل مؤكدا ان المنظمة ستبقى شامخة قوية وعتيدة بفضل مناضليها بكافة حساسياتهم الفكرية دون تمييز، مؤكدا ان الاتحاد الجهوي بتونس يجب ان يكون قلعة أساسية للنضال النقابي بعيدا عن التجاوزات والانتهازية. وذكّر الأخ بلقاسم العياري بدور الاتحاد في تعزيز الحراك الديمقراطي بالبلاد ودوره التاريخي في الدفاع عن الحريات العامة والفردية وحقوق الانسان باعتبار المنظمة فضاء لكافة الحساسيات الفكرية، ومن جهة أخرى أكد أعضاء الاتحاد الجهوي على الوحدة وكانت كلمة الاخ نورالدين الطبوبي واضحة لما أكد على استقلالية العمل النقابي وعلى نضالية جهة تونس بعيدا عن أي املاءات مؤكدا أن الاتحاد سيبقى فضاء لكل النقابيين، مما جعله يكسب أكثر عدد ممكن من النواب واعتبرت فاصلة في نتائج المؤتمر. مؤتمر جهة تونس أبرز أن ما قام به الاخ نورالدين الطبوبي وقائمته على مستوى النقابات الاساسية كان مهما في حسم المؤتمر وكان الاجماع الحاصل حول قائمته واضحا عندما تحصّل على كافة المقاعد وهي مسألة اعتبرت حاسمة وتؤكد حجم العمل الذي قام به. من جهة اخرى كان توزيع المسؤوليات حضاريا للغاية حيث كان باتفاق بين الاعضاء ودون اختلاف مما يؤكد ان قائمة «الوحدة النقابية المناضلة» التي ترأسها الاخ نورالدين الطبوبي كانت متفقة على برنامج عمل وليس على مقاعد أو مناصب وكان هدفها تغيير وجه وسمعة جهة تونس وهو ما برز ذلك في بيانهم الانتخابي الذي أكد على ضرورة تجاوز الانفراد بالرأي والاعتماد على العمل الجماعي الديمقراطي واكتساب ثقة الطاقات النقابية المناضلة. هذا المشروع تبناه النواب بأغلبية مطلقة مما يؤكد الاجماع على برنامج القائمة. المكتب الجديد للاتحاد الجهوي بتونس يعلم الاتحاد العام التونسي للشغل، أنّه على إثر انعقاد المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بتونس يوم السبت 15 أوت 2009 ، برئاسة الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، تم انتخاب وتكوين المكتب الجديد للاتحاد الجهوي للشغل بتونس على النحو التالي: نورالدين الطبوبي (كاتبا عاما) محمود عاشور (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن النظام الداخلي والاتصال) الحبيب جرجير (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن المالية والادارة والانخراطات) نورالدين التوجاني (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الاعلام والمرأة والشباب العامل والجمعيات) عبد العزيز بن عمر (كاتبا عاما مسؤولا عن الدواوين والمنشآت العمومية) المنصف بورزقي (كاتبا عاما مسؤولا عن الدراسات والتشريع) زياد الأخضر (كاتبا عاما مسؤولا عن التكوين النقابي والثقيف العمالي والعلاقات الخارجية) عمر بودربالة (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن الوظيفة العمومية) فاروق العياري (كاتبا عاما مساعدا مسؤولا عن القطاع الخاص والتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية). وتمّ بنفس المناسبة انتخاب وتكوين اللجنة الجهوية للنظام الداخلي من الاخوة: توفيق الدريدي (مقرّرا) عزالدين الحسناوي يوسف الحسناوي (أعضاء). وانتخاب وتكوين اللجنة الجهوية للمراقبة المالية من الاخوة: إدريس علوي (مقرّرا) شكري بن صالح العادل بن نصير (أعضاء). كواليس شهد المؤتمر تجديدا في سبعة مقاعد وهو تأكيد على وجود رغبة في قائمة الطبوبي ومن نواب المؤتمر على تجديد المكتب التنفيذي الجهوي. لم تنجح المرأة في المحافظة على مقعدها داخل المكتب وهو ما يجعلها غائبة بارزة مع العلم أن الأخت نجوى مخلوف كانت الوحيدة المترشحة لكنها لم تنجح. كان توزيع المسؤوليات بين الفائزين بطريقة حضارية للغاية وبشكل جماعي وبإيمان أن العمل سيكون جماعيا بين الجميع. بلغ عدد النيابات 116 حضر منهم 114. لم تتم المصادقة على التقرير المالي من قبل المؤتمرين. تكونت عديد الحلقات موزعة على أطراف نزل أميلكار في إطار نسج التحالفات. هنأ الاخ خميس صقر الكاتب العام المتخلي فور الاعلان عن النتائج الأخ نورالدين الطبوبي على ثقة المؤتمرين في قائمته وتمنى له النجاح في مهامه كما اكد الطبوبي من جهته ان صقر سيبقى دوما نقابيا يفيد الجهة والاتحاد ككل، (التهنئة تمت عبر الهاتف). نجح الأخ بلقاسم العياري في تسيير المؤتمر بكل أريحية ضابطا وقتا محددا لكل متدخل.