بعد ماراطون من الجلسات التفاوضية التي استطاع على إثرها الطرف النقابي انتزاع عديد المكاسب لأعوان شركة صناعة السيارات، تم في الايام الأخيرة التوقيع رسميا على محضر إحالة الشركة لمستثمر جديد وذلك وفق اتفاقية إحالة اعتبرتها الأطراف النقابية المعنية مهمة وتستجيب لمطالب الأعوان ورغبتهم الملحة في ضمان كل حقوقهم قبل خطو أي خطوة في ملف التفويت. هذه الاتفاقية ممثلة في محضر التفويت أمضى عليها من الطرف النقابي الاخوين حسين العباسي وبلقاسم العياري عضوا المركزية النقابية، والأخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والأخ فوزي بن صمعية الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن القطاع والأخ المهدي المكني الكاتب العام للنقابة الأساسية للشركة والأخ رشيد ضو عن الفرع الجامعي للمعادن والإلكترونيك والأخ الشريف القلاعي الكاتب العام المساعد لجامعة المعادن والإلكترونيك ومن الطرف الإداري مدير الموارد البشرية للمجموعة الاستثمارية التي آلت إليها ملكية الشركة. وفي قراءة أولى لما تم الاتفاق عليه بين الطرف النقابي والطرف الإداري في محضر الإحالة الممضى عليه من قبل الطرفين يمكن التأكيد على انه تضمن جملة من النقاط المهمة والحساسة التي تحمي أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات وتضمن لهم كل حقوقهم مع المالك الجديد خصوصا وان الطرف النقابي عرف كيف يمنهج مطالبه ويجعلها واضحة لغويا ولا لبس فيها أو غموض قد يجعل هذه المطالب المتفق عليها موضع تأويل أو اختلاف في يوم من الايام. وقد لاح جيد ا أن الطرف النقابي قد استفاد قبل التوقيع على محضر الإحالة من تجارب تفويتية سابقة في شركات أخرى مهمة على غرار المعامل الآلية بالساحل وغيرها وهذا ما جعل إطارات قطاع المعادن بجهة سوسة يصفون محضر الإحالة في الشركة التونسية لصناعة السيارات بالنموذجي وبالمحضر الذي قرأ حسابا لكل شيء وتضمن جملة من المكاسب لكل الأعوان بما في ذلك المتقاعدين. هذا الارتياح لإمضاء محضر الإحالة الاجتماعية للشركة لا يحجب عديد الأسئلة الملحة والواجب طرحها ومناقشتها إذ لا يكفي التوفيق في إمضاء الاتفاقية بالشكل الذي وقع عليه الطرف النقابي لأنه عندها سننتظر إن كان الطرف الإداري الجديد في الشركة التونسية لصناعة السيارات سيلتزم بتطبيق بنود محضر الإحالة كاملة ام سيتفنن في تمطيطها والبحث عن تأويلها أملا في تغييرها ولربح الوقت في حال اقتنع بتطبيقها والتقيد بها. وربما لهذا السبب اختار الطرف النقابي اعتماد جملة من المصطلحات القانونية الواضحة حتى تكون شاهدا نصيا يمنع الطرف الإداري من مجرد التفكير في تمييع الاتفاق والالتفاف عليه هذا ما ضمنه الاتحاد للأعوان تضمن محضر إحالة الشركة عددا كبيرا من النقاط بلغت 39 نقطة بالتمام والكمال. وكل نقطة يمكن اعتبارها مكسبا بحد ذاتها. ومن الطبيعي أن تتفاوت من حيث الأهمية عند الأعوان الذين ابدوا بالخصوص ارتياحهم للاتفاق الرسمي حول : * عدم تسريح الأعوان المباشرين وذلك طيلة 5 سنوات من تاريخ إمضاء محضر الإحالة * الالتزام بترسيم الأعوان المتعاقدين *تعهد المقتني بمواصلة تطبيق كل أحكام النظام الأساسي الخاص لأعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات بمختلف جوانبه المالية والترتيبية وذلك على كل الأعوان دون استثناء *الالتزام بالإبقاء على الأصول موضوع الإحالة كتلة واحدة متكاملة وعدم التفويت في أي جزء من العقار واستغلال المساحة الشاغرة حاليا لغاية تطوير المؤسسة *الالتزام بتمكين كل عون تقع إحالته على التقاعد من القيام بعمرة *الالتزام بعدم إجبار الأعوان على تغيير إقامة عملهم بأي حال من الأحوال بلقاسم العياري: حقوق العمال قبل أي اتفاق في اجتماع عام إخباري وتوضيحي غصت خلاله دار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة يوم الأربعاء 19 أوت 2009 بأعوان شركة صناعة السيارات واشرف عليه الاخ بلقاسم العياري الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المسؤول عن القطاع الخاص وحضره الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والأخوين محمد بن رمضان وعمر العظام عضوا المكتب التنفيذي الجهوي والأخ لطفي الحيدري المستشار القانوني للاتحاد العام التونسي للشغل والأخ المهدي المكني الكاتب العام للفرع الجامعي للمعادن وعدد من أعضاء الفرع إضافة إلى الى أعضاء النقابة الأساسية للشركة.كانت الفرصة مناسبة أمام الاخ بلقاسم العياري عضو المركزية النقابية لتقديم قراءة موضوعية حول محضر إحالة الشركة وقد تحدث بكل صراحة مستعرضا جميع المراحل التفاوضية التي سبقت توقيع الطرف النقابي على محضر الإحالة. وقد وصف هذه المراحل بالشاقة وأثنى على انسجام الطرف النقابي المفاوض ممثلا في النقابة الأساسية للشركة والفرع الجامعي للمعادن والإلكترونيك والجامعة العامة بدعم لا محدود ومستمر من الاتحاد الجهوي والمركزية النقابية التي قال بشأنها أن ما يهمها بالأساس ويمثل شغلها الشاغل في مثل هذه المحاضر هو حقوق العمال ومصالحهم ومستقبلهم في المؤسسات وهذه أشياء قال إننا نجحنا كطرف نقابي في انتزاعها للأعوان وتثبيتها في محضر إحالة رسمي اثنى عليه كثيرا عضو المركزية النقابية واعتبره مقدمة لمرحلة جديدة ستشهدها شركة صناعة السيارات. وطالب الأعوان بمزيد الوحدة والالتفاف حول نقابتهم الأساسية من اجل تطبيق سلس لكل بنود محضر الإحالة. احمد المزروعي :اتفاق مهم من جهته أبدى الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ارتياحه لكل ما تضمنه محضر الإحالة من بنود وخاصة تلك المتعلقة بحقوق الأعوان ومكتسباتهم السابقة بل واعتبر أن محضر التفويت تضمن عديد المكاسب الجديدة التي ناضلنا كثيرا كطرف نقابي مفاوض في سبيل تثبيتها في محضر الاتفاق مذكرا بمبادئ منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا الإطار وهي عدم التنازل قيد أنملة عن حقوق العمال والحفاظ على هذه الحقوق ودعمها. وقال أن ما يهمنا كطرف نقابي في ظل عملية التفويت التي تمت هو عدم المس من المناخ الاجتماعي الجيد داخل المؤسسة وتواصل تشاور وتحاور الإدارة مع النقابة الأساسية لما فيه صالح الأعوان والمؤسسة على حد السواء وذكر الأعوان بعديد البنود المهمة التي تضمنها محضر الإحالة والتي تطلبت عقد عديد الجلسات قبل ان يمضي عليها الطرف الإداري ووجه تحية خاصة إلى النقابة الأساسية للشركة التي كانت بحق رقما مؤثرا في معادلة التوقيع على محضر الإحالة وعلى ما أبدته من انسجام وتوافق مع المكتب التنفيذي الجهوي والجامعة العامة وهو ما ساعد في إفراز هذا الاتفاق المهم الذي سيجعل أعوان الستيا يعملون كعادتهم براحة بال وبلا ضغوطات أو أي نوع من الصعوبات المهدي المكني :بعد جهد شاق تكفل الاخ المهدي المكني الكاتب العام للنقابة الأساسية لشركة صناعة السيارات بشرح كل بنود محضر الإحالة وعددها 39 بندا للأعوان الحاضرين وقبل ذلك توقف عند عدد الجلسات الصعبة والشاقة التي سبقت التوقيع على الاتفاق وعددها 12 جلسة. واعتبر الاتفاق على ضوء ما تضمنه محضر الإحالة تاريخيا واستجاب لتطلعات الأعوان الذين اثنى عليهم وبارك فيهم حسهم النضالي وتشبثهم باتحادهم العظيم مرجعية ثابتة واعتزازهم بالانتماء إليه والنضال في رحابه وهذا ما مكن الطرف النقابي من تجاوز كل العراقيل والصعوبات التي اعترضنه في المفاوضات وقال ان أهم ما تضمنه محضر الإحالة هو عدم المس من حقوقهم ومكتسباتهم التي حققوها على مدى سنوات طويلة واعتبر ان هذه الحقوق والمكاسب تعززت على ضوء محضر الإحالة وذلك بفضل المساندة المطلقة التي وجداها كنقابة أساسية من المكتب التنفيذي الجهوي والمركزية النقابية والفرع الجامعي للمعادن وأكد ان الخطوة القادمة التي تنتظرنا كطرف نقابي هي الحث على الإسراع بتنفيذ كل البنود المتضمنة في محضر الإحالة حتى يسهم ذلك في تعزيز المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة. ارتياح وإكبار في معرض طرحهم لعديد الاستفسارات حول بعض بنود محضر الإحالة . أبدى أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات ارتياحهم للصيغة النهائية للمحضر التي أخذت بعين الاعتبار حماية حقوق الأعوان بما في ذلك المتقاعدين. وباركوا الجهود التي بذلها الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ورحبوا بالأخ بلقاسم العياري عضو المركزية النقابية ضيفا مبجلا في جهة سوسة وابدوا توحدهم خلف نقابتهم الأساسية وتمسكهم باتحادهم العظيم مستقلا ومناضلا على الدوام. في النفيضة :خارطة طريق لدفع العمل النقابي الاتصال بالقواعد والتواصل معها من اوكد اهتماماتنا شعار رفعه المكتب التنفيذي الجهوي وانطلق منذ انتخابه في تجسيده على ارض الواقع . فبعد زيارته إلى جهة مساكن التي تمثل قطبا صناعيا مهما واطلاعه عن قرب على مشاغل النقابيين من خلال الإنصات إليهم والتحاور معهم جاء الدور على مدينة النفيضة المناضلة التي وصلها أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي يتقدمهم الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للإشراف على ندوة إطارات محلية اعتبرت بمثابة خارطة الطريق لدفع عجلة العمل النقابي في النفيضة وتجاوز بعض الهنات العالقة مثلما أكد على ذلك الاخ احمد المزروعي حين طالب بضرورة توظيف الندوة للمصارحة ونبذ الخلافات والتوحد خلف بعضنا البعض مطالبا بالنقد النزيه والموضوعي والبناء للمكتب التنفيذي الجهوي إذا ما اخطأ. ونادى بان يكون انتماء النقابيين في النفيضة إلى الأصل الذي هو منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل وليس الأشخاص وحذر من مغبة البكاء على الأطلال وبقاء البعض سجناء للماضي في حين ان الأهم هو كيف نرتقي بالنفيضة حاضرا ومستقبلا إلى المستوى النضالي والنقابي الذي يليق بها. وذكر الحضور بعديد الرهانات التي يجب ان تتحمل جهة النفيضة مسؤوليتها فيها ومنها المساهمة في بناء دار الشغالين بتونس حلم كل النقابيين ويوم العلم وذكرى أحداث معركة النفيضة الخالدة..الخ ومن جهتهم أكد الاخوة محمد العجيمي ومحمد الحبيب بن عبد الجليل والبشير قليصة وفوزي بن صمعية وعماد قريرة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي على الأهمية التي يوليها الاتحاد الجهوي للمناضلين النقابيين والمناضلات في جهة النفيضة وثقلها على المستوى النقابي وطالبوا بضرورة تكريس وفاق نقابي ونضالي يقطع مع الخلافات وليس الاختلاف، ويفتح دار الاتحاد المحلي أمام الجميع دون استثناء واعتبارهم جميعا أبناء حقيقيين للاتحاد والإنصات لهم والتشاور معهم من اجل بناء أرضية جديدة تسمح بمزيد استقطاب المنخرطين وتشعر المنتسبين بالارتياح مذكرين بعديد الملفات المهمة التي تحتاج إلى متابعة في النفيضة على غرار الهيكلة والانخراطات ومشاكل العمال في المؤسسات مؤكدين ان كل ذلك لن يتحقق إلا بتوحد أبناء النفيضة بالفكر والساعد خلف هياكلهم النقابية محذرين من كل محاولات اسر العملية النقابية وجعلها تابعة لشخصانية وفردانية وذاتية البعض. تدخلات ساخنة تدخلات الحاضرين في الندوة جاءت معظمها ساخنة وقد بارك خلالها جل الإطارات النقلة التي عرفها الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة خصوصا على مستوى فتح دار الاتحاد أمام كل مناضلي الاتحاد ومنخرطيه وتشريكهم في اتخاذ القرارات واطلاعهم على كل جديد في الإبان. كما اثنوا كثيرا على الديمقراطية التي كانت لها الكلمة الفصل في مؤتمر الاتحاد الجهوي وأفرزت مكتبا تنفيذيا جهويا يحضى بإجماع الغالبية وشروعه فعليا في الالتفات إلى مشاغل عمال النفيضة والاطلاع عليها عن كثب لبحث سبل تجاوزها. وإصرار هذا المكتب على تكريس بوادر وفاقية تنتج عنها عملية مصالحة حقيقية بين مختلف الإطراف النقابية في الجهة. وفي هذا الإطار أبدى بعض الإطارات احترازهم على عمل المكتب المحلي في الفترة السابقة وغياب التنسيق والتشاور والتحاور مع القواعد في اتخاذ القرارات . كما تحدث البعض عن وجود استفراد بالرأي وانقسامات داخل المكتب المحلي أثرت كثيرا على العملية النقابية بالجهة كما شجب طرف ثالث تقديم أعضاء المكتب المحلي لاستقالتهم والتراجع عنها عقب صعود المكتب التنفيذي الجهوي الجديد ورأى في ذلك ولاء لأشخاص معينين رغم ان الولاء الحقيقي يجب ان يكون لمنظمتنا العتيدة بعيدا عن الذاتية والفردانية والمصالح الشخصية ، واتفق كل المتدخلين في خاتمة الندوة على ضرورة توحيد الصفوف ونبذ الخلافات وفتح عديد الملفات التي تحتاج إلى مراجعة ودراسة حتى يتسنى كسب الرهان وتحقيق مصالحة حقيقية بين الاتحاد المحلي وكل الإطارات النقابية بما ينعكس إيجابا على العمال ويدفع بالعمل النقابي في النفيضة إلى الإمام. كما توجهوا بشكر خاص إلى أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي على تنقلهم جميعا إلى مدينة النفيضة للإنصات إلى عمالها والإلمام بمشاغل إطاراتها النقابية. انفراج في الشركة الإفريقية للأسماك المعروف عن الشركة الإفريقية للأسماك بسوسة أنها كانت ترزخ تحت عديد المشاكل أهمها الالتفاف على حقوق العاملات والعمال ومرورهم بظروف صعبة وقاسية نتيجة إصرار الطرف الإداري وتعمده عدم حلحلة اوضاعهم . هذا الوضع أمكن تغييره وتجاوزه من خلال التحركات التي قام بها الاتحاد الجهوي ممثلا في الاخ مصطفى مطاوع الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن القطاع الخاص الذي استطاع بالتعاون مع أعضاء النقابة الأساسية للشركة من تحقيق جملة من المطالب المهمة في الجلسة التي جمعت يوم الاثنين 24 أوت 2009 الطرف النقابي بالطرف الإداري لشركة الأسماك بمقر تفقدية الشغل حيث تم الاتفاق بالخصوص على العقوبات التعسفية ومقاييس الإنتاج والساعات الإضافية ومنحة الإنتاج وتعهد الإدارة بتطبيق المفعول الرجعي المالي للملحق التعديلي للأجور بعنوان سنة 2008 في موفى شهر أوت 2009 وبالنسبة للملحق التعديلي للأجور بعنوان سنة 2009 في موفى شهر سبتمبر .2009
