تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعوان الستيا يضربون، يجتمعون وينددون
في سوسة:
نشر في الشعب يوم 04 - 04 - 2009

ماذا يجري في الشركة التونسية لصناعة السيارات؟ والى متى سيتواصل استخفاف الطرف الإداري بالمطالب المشروعة للأعوان وتعمده تعطيل المفاوضات الاجتماعية بشقيها المادي والترتيبي أملا في إبقاء وضع الشركة على حاله وحرمان مئات الاعوان من حقهم في تحسين أوضاعهم المهنية وتمتعهم بزيادة في الأجور تستجيب لصعوبة المرحلة وتعقيداتها المادية ؟
هذه الوضعية التي لم يعد معها السكوت أمرا ممكنا دفعت بالطرف النقابي بعد استنفاذه لكل محاولات التحاور الجاد والمسؤول الذي ظل يرفضه الطرف الإداري إلى إقرار الدخول في إضراب بيومين ) 17/ 18( مارس 2009 حقق كل أهدافه ولا أدل على ذلك من نسبة نجاحه التي بلغت %99 وذلك بفضل الجهود التي سبقت شن الإضراب وقام بها أعضاء النقابة الأساسية للشركة وتمحورت حول تحسيس الاعوان بأهمية هذه الخطوة النضالية والغاية من ورائها. كما شكل دعم المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي على رأسه الأخ محمد الجدي الذي تحول منذ الصباح الباكر في اليوم الأول للإضراب مصحوبا بالأخوين احمد المزروعي الكاتب العام المساعد المسؤول عن القطاع والأخ محمد بن رمضان الكاتب العام المساعد المكلف بالإدارة والمالية إلى مقر الشركة للوقوف إلى جانب الاعوان والنقابة الأساسية ودعم الاضطراب بالتاطير والتحسيس . وهذا الأمر باركه الاعوان وثمنه أعضاء النقابة الأساسية وضمنوه في اللائحة التي عقبت الاجتماع العام الحاشد بدار الاتحاد الجهوي الذي اشرف عليه الأخ محمد الجدي وحضره الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك والإخوة احمد المزروعي ونورالدين الغماري ومحمد بوسنينة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وأعضاء الفرع الجامعي للمعادن وعدة نقابات وفروع جامعية أخرى جاءت تحركها نخوة التضامن والوقوف إلى جانب أعوان الستيا في هذه الخطوة النضالية المتجددة والتعبير إلى جانبهم عن الامتعاض الشديد من الأساليب المتبعة من قبل سلطة الإشراف وتمسكهم باتحادهم العتيد والعظيم من خلال نقاباتهم الأساسية واستعدادهم لمواصلة النضال بكل الطرق المشروعة حتى تحقيق المطالب المستحقة.

الأخ المهدي المكني : وقفة تاريخية
في مستهل الاجتماع العام قدم الأخ المهدي المكني الكاتب العام للفرع الجامعي للمعادن لمحة خاطفة عن طبيعة المشاكل والصعوبات التي تعترض الاعوان في الشركة ووصف الاجتماع الحاشد للأعوان بالوقفة التاريخية لأنه اقترن بنجاح الإضراب بيومين بنسبة %99 وأعاد أسباب هذا النجاح إلى وعي الاعوان بمتطلبات المرحلة وقدرتهم على استشراف المستقبل وكشف المؤامرات التي تستهدفهم وتتهدد مورد رزقهم. وثمن كثيرا الجهود الجبارة التي بذلتها مختلف الهياكل النقابية من فرع جامعي ونقابة أساسية ومكتب تنفيذي جهوي وجامعة عامة لضمان نجاح الإضراب الذي راهن الطرف الإداري على فشله مسبقا ولكن نتائجه أكدت من جديد قدرة الهياكل النقابية في جهة سوسة على التعبئة وشحذ الهمم وكسب الرهانات الصعبة . ونبه إلى مهمة شاقة قال أنها تنتظرنا جميعا في المؤسسة وهي محضر الإحالة وأكد ثقته وثقة النقابة الأساسية والفرع الجامعي للمعادن وكل أعوان الستيا في المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بسوسة حتى يواصل دعمه للطرف النقابي في المؤسسة خصوصا في هذه المرحلة المعقدة.
الأخ الطاهر البرباري : قوتنا في تماسكنا
الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك الذي أوشك على الاستقرار في جهة سوسة بسبب هذا الفيض من المشاكل والصعوبات التي يعرفها الاعوان في الشركة التونسية لصناعة السيارات بسبب تعثر المفاوضات وجمودها بإصرار متعمد من الطرف الإداري لفت الانتباه إلى ان الحضور الحاشد لأعوان الستيا يختزل القوة النضالية للقطاع العام . وحيا بحرارة جهود النقابة الأساسية للشركة وموقفها الثابت الذي لم يتزحزح رغم المفاوضات الماراطونية . كما أثنى كثيرا على الدور الذي لعبه الاتحاد الجهوي ومؤازرته للأعوان ونقابتهم الأساسية منذ انطلاق المفاوضات وعدم تخلفه عن التدخل الفاعل كلما اقتضى الأمر. وقال نجتمع اليوم على إيقاع إضراب ناجح بيومين يمكن ان نعده محطة نضالية جديدة اجبرنا عليها رغم ان خيارنا الوحيد في البداية كان في اتجاه حوار متوازن ومعتدل ومسؤول حولته وزارة الصناعة إلى حوار أصم وأحادي الجانب لا مجال فيه للحديث عن وضعية المؤسسة وحقوق الاعوان. وتبعا لذلك وجدنا أنفسنا كطرف نقابي في الجلسة الأخيرة مع سلطة الإشراف نجالس طرفا هو رافض بالأساس لسماعنا والتحاور معنا وأضاف مخاطبا الاعوان صدقوني حين أقول لكم أنني شعرت خلال هذه الجلسة وكأن الوزارة تشفق علينا وتطيب خواطرنا ! رغم أننا أصحاب حق ومطالبنا واضحة ومعلومة ومعروفة. وانتقد بشدة توجه الوزارة الرامي إلى البحث بشتى السبل عن إثبات حقيقة لا يمكن ان يقبلها عقل وهي مرور الستيا بأزمة مالية اقتصادية تمهيدا للخوض في موضوع التفويت فيها ! وقال ان هذه السياسة اعتمدت في السابق مع أكثر من مؤسسة ويظهر ان الدور قد جاء على الشركة التونسية لصناعة السيارات. وحول هذه النقطة بالذات أكد الأخ الطاهر البرباري ان موقف الطرف النقابي في المفاوضات واضح ولا تشوبه شائبة وهو يرتكز على مبدإ ثابت هو )فصل المفاوضات وحق الاعوان في زيادات في الأجور تحسن فعليا مقدرتهم الشرائية) عن الوضع الذي تعيشه الشركة أيا كان هذا الوضع لأن الاعوان غير ملزمين على التكيف مع تجاوزات وتصلب إداري مرفوض في التفاوض ليس لهم ضلع فيه وغايته تعطيل المفاوضات لأن الطرف الإداري يريد أكثر من ذلك مزيدا من التنازل من الطرف النقابي و التفريط في حقوق الاعوان وهذا لن يحدث أبدا ودلل على ذلك بهزالة الخطاب التفاوضي من جانب الطرف الإداري وتنكر الإدارة الحالية للمؤسسة لدرجات تدرج الاعوان في الترقية لأنها ليست هي من منحتها وكأن الإدارة السابقة لم يكن مخولا لها اتخاذ القرارات . وأنهى داعيا بقوة إلى نبذ التكتلات والخلافات والوقوف صفا واحدا خلف النقابة الأساسية وطمأن الاعوان بأنه لا تنازل عن زياداتنا في الأجور وحمل مسؤولية الإضراب بيومين إلى الطرف الإداري الذي مازال لم يدرك بعد ان الليونة في المواقف لا تعني الضعف أو التفاوض من تحت لأن الاتحاد العام التونسي للشغل تعود دائما ان يتفاوض من فوق سلاحه في ذلك مواقفه الرصينة وحب الخير للطبقة الشغيلة وللمؤسسات على حد السواء وهو ما استعصى فهمه على الطرف النقابي حتى الآن.
الأخ احمد المزروعي : من نفاوض ؟
الأخ احمد المزروعي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن القطاع وجه تحية إباء لكل أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات وقال بشأنهم أنهم رفعوا رؤوسنا عاليا ووضعوا الطرف الإداري الذي راهن على فشل كل خطوة نضالية نقابية في هذه المرحلة الحساسة في التسلل . وأكد ان كل المكاسب التي تحققت في الستيا لم تكن وليدة الصدفة أو هبة إدارية وإنما جاءت نتيجة حتمية لنضالات أعوان الستيا ونقاباتهم الأساسية المتعاقبة بدعم قوي ومتواصل من المكتب التنفيذي الجهوي والجامعة العامة للمعادن . وعرج بعدها على المفاوضات الحالية المتعطلة وقال أنها استثناء مقارنة بسابقاتها وأبدى استيائه العميق من اللامبالاة التي جوبهت بها المطالب النقابية من قبل الطرف الإداري كاشفا بالأدلة التزام الطرف النقابي منذ بدء المفاوضات بنهج معتدل ولين يشجع على الحوار وار ساء مناخ اجتماعي طيب في المؤسسة على عكس النهج المتبع من الطرف الإداري الذي فيه صد وتصلب ورفض مطلق للحوار. واعترف علنا بالقول لقد شعرنا كطرف نقابي مفاوض بعد ثلاث جلسات بأننا نحاور جثة هامدة ترفض سماع مطالب الاعوان ومسك العصا من الوسط وهمها الوحيد الاستيلاء على الأخضر واليابس! واستنكر بشدة رفض الرئيس المدير العام للشركة حضور المفاوضات وكأنها لا تعنيه وفي المقابل يتشدد ببراعة في تجميدها وعدم المساعدة على تحريكها ورأى في هذا التوجه خطوة إدارية محسوبة جيدا تهدف إلى إضعاف الاعوان وحرمانهم من حقوقهم الترتيبية والمادية. وأكد ان هذه النقطة بالذات إضافة إلى عديد النقاط الأخرى هي التي دفعتنا إلى اتخاذ قرار الإضراب بيومين لأن مصالح الاعوان وحقوقهم فوق كل اعتبار ومن قضى عمره في تطوير الستيا وبناء مجدها لا يمكننا كطرف نقابي ان نتركه وحيدا فريسة لأطماع مؤسسات تقدس راس المال ولا تعير أي اهتمام لكرامة العامل والإنسان! وأضاف لهذا السبب وجدنا الاخوة المفاوضين طيلة مراحل المفاوضات بين مطرقة المستثمر وسندان القطاع العام في إشارة واضحة لثنائية السالب والمسلوب وقال ما أكثر الحقوق التي سلبت من أعوان الستيا ومع ذلك تنازلوا ولم يصعدوا الموقف وفكروا على الدوام في صيرورة المؤسسة وديمومتها وللأسف كل هذا لم يساوي شيئا عند الطرف الإداري وأنهى بالتأكيد على الموقف الثابت للطرف النقابي وهو دعوة الطرف المقابل للإلتزام بمفاوضات يكون منطقها العدل ومصلحة المؤسسة والأعوان على حد السواء وليس الاستحواذ على «الملمة واللي ثمة» ومخاطبة الاعوان بالقول «هذاك اش ثمة»!!
الأخ محمد الجدي : أصحاب حق ولو كره الكارهون!
خاتمة المطاف في الاجتماع الحاشد لأعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات كان من نصيب الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة الذي تراوحت مداخلته الحماسية والتحسيسية بين التحذير والتنويه. التحذير من مخطط استلابي يهدف إلى تجريد أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات بتعنت إداري مفضوح من حقوقهم المادية والترتيبية التي يكفلها لهم دستور التفاوض والتنويه بالصلابة التي أبداها الاعوان والتفافهم حول نقابتهم الأساسية وقيادتهم النقابية الجهوية وهو ما شكل درسا في الانضباط وروح العطاء النضالي أثمر هذا النجاح الساحق للإضراب بيومين .
وقبل ان يمضي في إبراز الخطوط العريضة للاجتماع والأسباب التي أدت إلى عقده توقف الأخ محمد الجدي عند تاريخية المؤسسة ودورها البارز في النسيج السوسيو اقتصادي وأكد ان مجرد ذكر اسم الستيا يحيلنا مباشرة إلى مفاهيم التضحية والعطاء والنضال وذوبان الاعوان في خدمة مؤسستهم والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات . وبين ان الظروف شاءت ان تمر هذه المؤسسة العريقة في جهة سوسة بمرحلة انتقالية سببها قصر نظر في سياسة البعض والتباس في فهمهم لآليات حماية المؤسسات وضمان ديمومتها وصيرورتها وقال ان هذا يدخل ضمن إشكالية اكبر من مجرد أزمة تمر بها «الستيا» وحصرها في التهديدات العضوية التي أصبحت تستهدف القطاع العام الذي شكل تاريخيا ميزان استقرار اجتماعي وحماية اقتصادية والآن مثلما نرى بدا هذا القطاع المهم يفقد سطوته وسلطته في حفظ هذا التوازن الاجتماعي والاقتصادي. وحذر الأخ محمد الجدي من استمرار هذه السياسة الهادفة إلى إضعاف القطاع العام وضربه كما نبه إلى التبعات السلبية لهذه السياسة وأخطرها ضرب الخدمات الاجتماعية .وشبه التفويت بالسرطان الذي لن يكفه الاستحواذ على المؤسسات الصناعية وإنما سيمتد ليشمل المدارس والمستشفيات والجامعات معتبرا ان خصخصة المؤسسات لن يلحقنا من ورائه إلا مزيدا من الفوضى والصعوبات الاجتماعية والأزمات.
وأكد من جانب آخر حاجتنا جميعا إلى رأس مال وطني يجعل من أولى اهتماماته ترسيخ مجانية التعليم والصحة وكل المرافق الضرورية للمواطن وليس إثقال كاهله بأخطاء جهات لا تمت له بصلة واستغرب في مقاربة عميقة الدلالات كيف يؤثر على سبيل المثال إعصار في أمريكا على دخل المواطن في تونس! وكذلك استهداف الأزمة الاقتصادية فقط للعمال دون أرباب العمل الذين مكنتهم التشريعات غير المتوازنة من مجال اكبر للربح والتظاهر بالخسارة لتجنب تمكين العمال من حقوقهم ! ورأى في ذلك انتقال للأزمة من دائرة التصور إلى الواقع ، وطالب الجميع بتحمل أعبائها والمشاركة الجدية والمسؤولة في بحث مخارج لها لا تكون على حساب الشغالين مشيرا في هذا الباب إلى مئات المؤسسات التي أغلقت وآلاف العمال الذين أصبح مصيرهم غامض وتنامي ظاهرة السمسرة باليد العاملة والبطالة الفنية والتقاعد المبكر معتبرا ذلك معضلة حقيقية تهدد الاستقرار الاجتماعي الذي نوليه أهمية كبيرة في منظمتنا العتيدة التي ولدت مناضلة وشامخة وصارمة في دفاعها عن حقوق الشغالين وكرامتهم مثلما هي مشجعة لحماية المؤسسات وبحث سبل تواجدها وديمومة نشاطها وقال ان هذا ما يميزنا كطرف نقابي يلتزم بالمبادئ ويتجنب التصعيد ويشجع على الحوار الرصين الذي فيه صالح الجميع على عكس الطرف الإداري مثلما هو الحال في الستيا الذي بلغ به استخفافه بالطرف النقابي في المفاوضات حد التراجع عن اتفاقات يفترض أنها محسومة وقال ان هذه الأسلوب في التفاوض لن يفل من عزائمنا كطرف نقابي على مواصلة النضال الجاد والمسؤول من اجل تحسين المقدرة الشرائية للشغالين ولأعوان الستيا وتحقيق نسبة زيادة في الأجور تستجيب لطموح الاعوان وتضحياتهم . وأكد ان كل ما سيقرره الاعوان على ضوء الاجتماع العام سنتبناه كاتحاد جهوي ونقابة أساسية بحذافيره قائلا لا سلطة في الاتحاد يمكن ان تعلو على سلطة العمال.
هذا وكشف الأخ محمد الجدي بأسلوب برقي سريع أهم العوائق التي حالت دون تقدم المفاوضات الاجتماعية الخاصة بالشركة التونسية لصناعة السيارات ومن أهم ما جاء على لسانه قوله خاطئ من يعتقد أننا شرعنا بعد في التفاوض حول الزيادات لأننا مازلنا نبحث في الترقيع مع طرف يفاوضنا بالمائة مليم ويحاول تجنب الخوض في المسائل الترتيبية وهذا من الطبيعي ان لا يدفع بالحوار إلى الامام فكان الإضراب بيومين وكانت هذه اللحمة والتضامن بين النقابيين الذين نشكر عليهما الطرف الإداري بالمناسبة !
الأخ عبد السلام جراد يبدي
تعاطفه مع أعوان ال : ستيا
في غمرة نشوة أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات في الاجتماع العام وذلك بعد النجاح الساحق للإضراب الذي اقره الطرف النقابي بيومين، نزل خبر المتابعة الدقيقة من الأخ المناضل عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لوضعية الاعوان في الستيا بردا وسلاما على أفئدة مئات الاعوان داخل القاعة . وقد زاد ارتياحهم حين ابلغهم الأخ محمد الجدي أيضا تحيات الأخ الأمين العام ومساندته لهم في نضالهم المشروع
وانشغاله لتعثر مفاوضاتهم بسبب تصلب الطرف الإداري وهنا تعالت الهتافات بالمجد والحياة للاتحاد فلم نكن نسمع سوى «بالروح بالدم نفديك يا اتحاد» و «اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل».
لائحة
مباشرة عقب الاجتماع صدرت لائحة عن أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات بسوسة ممضاة من قبل الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي أكدوا فيها أنهم بعد تدارسهم لأوضاعهم المهنية وخاصة ما آلت إليه المفاوضات الاجتماعية فإنهم يسجلون ما يلي :
* نجاح الإضراب ليومي 17 و 18 مارس 2009 والذي فاقت نسبته .%99
* تحية للأعوان كافة على تحليهم بالانضباط وروح المسؤولية في الدفاع عن مطالبهم المشروعة
* تصلب سلط الإشراف وعدم إدراكها لمطالب العمال
*استعداد الاعوان للدفاع عن مطالبهم المشروعة بكل الطرق القانونية ومن بينها الدخول في إضراب ثان بيومين أوكلت مهمة تحديد تاريخه للمكتب التنفيذي الجهوي
*اعتزاز الاعوان بمساندة المكتب التنفيذي الجهوي والجامعة العامة للمعادن والفرع الجامعي على مواقفهم المشرفة أثناء المفاوضات الاجتماعية وكذلك خلال الإضراب
* تمسك الاعوان بمنظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.