عاجل/ تبعا للأوضاع الجوّية :الحماية المدنية بجندوبة تحذّر..    وزير البيئة: تونس تنطلق في إنجاز 'الحزام الأخضر' سنة 2026    من صفاقس إلى منوبة: تفاصيل صادمة عن مواد غذائية ملوّثة تم حجزها    حجز أكثر من 14 طنا من المواد الفاسدة بعدد من ولايات الجمهورية    عاجل/ زلزال في البحر بقوّة 6.7 درجات وتحذير من تسونامي..    عاجل/ حريق في حافلة تقلّ أحباء النادي الإفريقي..وهذه التفاصيل..    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    دربي العاصمة: تشكيلتي الفريقين    الشرع يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    ممرض ألماني أنهى حياة 10 مرضى... ليخفف عبء العمل عليه    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    5 أخطاء يومية لكبار السن قد تهدد صحتهم    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    مدير ديوان رئيسة الحكومة: قريباً عرض حزمة من مشاريع القوانين على البرلمان    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    مونديال أقل من 17 سنة: تونس تواجه بلجيكا اليوم...شوف الوقت والقناة الناقلة    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    خروج قطار عن السكة يُسلّط الضوء على تدهور البنية التحتية للسكك الحديدية    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    بطولة القسم الوطني أ للكرة الطائرة: نتائج الدفعة الثانية من مقابلات الجولة الرابعة    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    أغرب عملية سرقة: سارق رقد في عوض يهرب!    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعوان الستيا يضربون، يجتمعون وينددون
في سوسة:
نشر في الشعب يوم 04 - 04 - 2009

ماذا يجري في الشركة التونسية لصناعة السيارات؟ والى متى سيتواصل استخفاف الطرف الإداري بالمطالب المشروعة للأعوان وتعمده تعطيل المفاوضات الاجتماعية بشقيها المادي والترتيبي أملا في إبقاء وضع الشركة على حاله وحرمان مئات الاعوان من حقهم في تحسين أوضاعهم المهنية وتمتعهم بزيادة في الأجور تستجيب لصعوبة المرحلة وتعقيداتها المادية ؟
هذه الوضعية التي لم يعد معها السكوت أمرا ممكنا دفعت بالطرف النقابي بعد استنفاذه لكل محاولات التحاور الجاد والمسؤول الذي ظل يرفضه الطرف الإداري إلى إقرار الدخول في إضراب بيومين ) 17/ 18( مارس 2009 حقق كل أهدافه ولا أدل على ذلك من نسبة نجاحه التي بلغت %99 وذلك بفضل الجهود التي سبقت شن الإضراب وقام بها أعضاء النقابة الأساسية للشركة وتمحورت حول تحسيس الاعوان بأهمية هذه الخطوة النضالية والغاية من ورائها. كما شكل دعم المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي على رأسه الأخ محمد الجدي الذي تحول منذ الصباح الباكر في اليوم الأول للإضراب مصحوبا بالأخوين احمد المزروعي الكاتب العام المساعد المسؤول عن القطاع والأخ محمد بن رمضان الكاتب العام المساعد المكلف بالإدارة والمالية إلى مقر الشركة للوقوف إلى جانب الاعوان والنقابة الأساسية ودعم الاضطراب بالتاطير والتحسيس . وهذا الأمر باركه الاعوان وثمنه أعضاء النقابة الأساسية وضمنوه في اللائحة التي عقبت الاجتماع العام الحاشد بدار الاتحاد الجهوي الذي اشرف عليه الأخ محمد الجدي وحضره الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك والإخوة احمد المزروعي ونورالدين الغماري ومحمد بوسنينة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وأعضاء الفرع الجامعي للمعادن وعدة نقابات وفروع جامعية أخرى جاءت تحركها نخوة التضامن والوقوف إلى جانب أعوان الستيا في هذه الخطوة النضالية المتجددة والتعبير إلى جانبهم عن الامتعاض الشديد من الأساليب المتبعة من قبل سلطة الإشراف وتمسكهم باتحادهم العتيد والعظيم من خلال نقاباتهم الأساسية واستعدادهم لمواصلة النضال بكل الطرق المشروعة حتى تحقيق المطالب المستحقة.

الأخ المهدي المكني : وقفة تاريخية
في مستهل الاجتماع العام قدم الأخ المهدي المكني الكاتب العام للفرع الجامعي للمعادن لمحة خاطفة عن طبيعة المشاكل والصعوبات التي تعترض الاعوان في الشركة ووصف الاجتماع الحاشد للأعوان بالوقفة التاريخية لأنه اقترن بنجاح الإضراب بيومين بنسبة %99 وأعاد أسباب هذا النجاح إلى وعي الاعوان بمتطلبات المرحلة وقدرتهم على استشراف المستقبل وكشف المؤامرات التي تستهدفهم وتتهدد مورد رزقهم. وثمن كثيرا الجهود الجبارة التي بذلتها مختلف الهياكل النقابية من فرع جامعي ونقابة أساسية ومكتب تنفيذي جهوي وجامعة عامة لضمان نجاح الإضراب الذي راهن الطرف الإداري على فشله مسبقا ولكن نتائجه أكدت من جديد قدرة الهياكل النقابية في جهة سوسة على التعبئة وشحذ الهمم وكسب الرهانات الصعبة . ونبه إلى مهمة شاقة قال أنها تنتظرنا جميعا في المؤسسة وهي محضر الإحالة وأكد ثقته وثقة النقابة الأساسية والفرع الجامعي للمعادن وكل أعوان الستيا في المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بسوسة حتى يواصل دعمه للطرف النقابي في المؤسسة خصوصا في هذه المرحلة المعقدة.
الأخ الطاهر البرباري : قوتنا في تماسكنا
الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك الذي أوشك على الاستقرار في جهة سوسة بسبب هذا الفيض من المشاكل والصعوبات التي يعرفها الاعوان في الشركة التونسية لصناعة السيارات بسبب تعثر المفاوضات وجمودها بإصرار متعمد من الطرف الإداري لفت الانتباه إلى ان الحضور الحاشد لأعوان الستيا يختزل القوة النضالية للقطاع العام . وحيا بحرارة جهود النقابة الأساسية للشركة وموقفها الثابت الذي لم يتزحزح رغم المفاوضات الماراطونية . كما أثنى كثيرا على الدور الذي لعبه الاتحاد الجهوي ومؤازرته للأعوان ونقابتهم الأساسية منذ انطلاق المفاوضات وعدم تخلفه عن التدخل الفاعل كلما اقتضى الأمر. وقال نجتمع اليوم على إيقاع إضراب ناجح بيومين يمكن ان نعده محطة نضالية جديدة اجبرنا عليها رغم ان خيارنا الوحيد في البداية كان في اتجاه حوار متوازن ومعتدل ومسؤول حولته وزارة الصناعة إلى حوار أصم وأحادي الجانب لا مجال فيه للحديث عن وضعية المؤسسة وحقوق الاعوان. وتبعا لذلك وجدنا أنفسنا كطرف نقابي في الجلسة الأخيرة مع سلطة الإشراف نجالس طرفا هو رافض بالأساس لسماعنا والتحاور معنا وأضاف مخاطبا الاعوان صدقوني حين أقول لكم أنني شعرت خلال هذه الجلسة وكأن الوزارة تشفق علينا وتطيب خواطرنا ! رغم أننا أصحاب حق ومطالبنا واضحة ومعلومة ومعروفة. وانتقد بشدة توجه الوزارة الرامي إلى البحث بشتى السبل عن إثبات حقيقة لا يمكن ان يقبلها عقل وهي مرور الستيا بأزمة مالية اقتصادية تمهيدا للخوض في موضوع التفويت فيها ! وقال ان هذه السياسة اعتمدت في السابق مع أكثر من مؤسسة ويظهر ان الدور قد جاء على الشركة التونسية لصناعة السيارات. وحول هذه النقطة بالذات أكد الأخ الطاهر البرباري ان موقف الطرف النقابي في المفاوضات واضح ولا تشوبه شائبة وهو يرتكز على مبدإ ثابت هو )فصل المفاوضات وحق الاعوان في زيادات في الأجور تحسن فعليا مقدرتهم الشرائية) عن الوضع الذي تعيشه الشركة أيا كان هذا الوضع لأن الاعوان غير ملزمين على التكيف مع تجاوزات وتصلب إداري مرفوض في التفاوض ليس لهم ضلع فيه وغايته تعطيل المفاوضات لأن الطرف الإداري يريد أكثر من ذلك مزيدا من التنازل من الطرف النقابي و التفريط في حقوق الاعوان وهذا لن يحدث أبدا ودلل على ذلك بهزالة الخطاب التفاوضي من جانب الطرف الإداري وتنكر الإدارة الحالية للمؤسسة لدرجات تدرج الاعوان في الترقية لأنها ليست هي من منحتها وكأن الإدارة السابقة لم يكن مخولا لها اتخاذ القرارات . وأنهى داعيا بقوة إلى نبذ التكتلات والخلافات والوقوف صفا واحدا خلف النقابة الأساسية وطمأن الاعوان بأنه لا تنازل عن زياداتنا في الأجور وحمل مسؤولية الإضراب بيومين إلى الطرف الإداري الذي مازال لم يدرك بعد ان الليونة في المواقف لا تعني الضعف أو التفاوض من تحت لأن الاتحاد العام التونسي للشغل تعود دائما ان يتفاوض من فوق سلاحه في ذلك مواقفه الرصينة وحب الخير للطبقة الشغيلة وللمؤسسات على حد السواء وهو ما استعصى فهمه على الطرف النقابي حتى الآن.
الأخ احمد المزروعي : من نفاوض ؟
الأخ احمد المزروعي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن القطاع وجه تحية إباء لكل أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات وقال بشأنهم أنهم رفعوا رؤوسنا عاليا ووضعوا الطرف الإداري الذي راهن على فشل كل خطوة نضالية نقابية في هذه المرحلة الحساسة في التسلل . وأكد ان كل المكاسب التي تحققت في الستيا لم تكن وليدة الصدفة أو هبة إدارية وإنما جاءت نتيجة حتمية لنضالات أعوان الستيا ونقاباتهم الأساسية المتعاقبة بدعم قوي ومتواصل من المكتب التنفيذي الجهوي والجامعة العامة للمعادن . وعرج بعدها على المفاوضات الحالية المتعطلة وقال أنها استثناء مقارنة بسابقاتها وأبدى استيائه العميق من اللامبالاة التي جوبهت بها المطالب النقابية من قبل الطرف الإداري كاشفا بالأدلة التزام الطرف النقابي منذ بدء المفاوضات بنهج معتدل ولين يشجع على الحوار وار ساء مناخ اجتماعي طيب في المؤسسة على عكس النهج المتبع من الطرف الإداري الذي فيه صد وتصلب ورفض مطلق للحوار. واعترف علنا بالقول لقد شعرنا كطرف نقابي مفاوض بعد ثلاث جلسات بأننا نحاور جثة هامدة ترفض سماع مطالب الاعوان ومسك العصا من الوسط وهمها الوحيد الاستيلاء على الأخضر واليابس! واستنكر بشدة رفض الرئيس المدير العام للشركة حضور المفاوضات وكأنها لا تعنيه وفي المقابل يتشدد ببراعة في تجميدها وعدم المساعدة على تحريكها ورأى في هذا التوجه خطوة إدارية محسوبة جيدا تهدف إلى إضعاف الاعوان وحرمانهم من حقوقهم الترتيبية والمادية. وأكد ان هذه النقطة بالذات إضافة إلى عديد النقاط الأخرى هي التي دفعتنا إلى اتخاذ قرار الإضراب بيومين لأن مصالح الاعوان وحقوقهم فوق كل اعتبار ومن قضى عمره في تطوير الستيا وبناء مجدها لا يمكننا كطرف نقابي ان نتركه وحيدا فريسة لأطماع مؤسسات تقدس راس المال ولا تعير أي اهتمام لكرامة العامل والإنسان! وأضاف لهذا السبب وجدنا الاخوة المفاوضين طيلة مراحل المفاوضات بين مطرقة المستثمر وسندان القطاع العام في إشارة واضحة لثنائية السالب والمسلوب وقال ما أكثر الحقوق التي سلبت من أعوان الستيا ومع ذلك تنازلوا ولم يصعدوا الموقف وفكروا على الدوام في صيرورة المؤسسة وديمومتها وللأسف كل هذا لم يساوي شيئا عند الطرف الإداري وأنهى بالتأكيد على الموقف الثابت للطرف النقابي وهو دعوة الطرف المقابل للإلتزام بمفاوضات يكون منطقها العدل ومصلحة المؤسسة والأعوان على حد السواء وليس الاستحواذ على «الملمة واللي ثمة» ومخاطبة الاعوان بالقول «هذاك اش ثمة»!!
الأخ محمد الجدي : أصحاب حق ولو كره الكارهون!
خاتمة المطاف في الاجتماع الحاشد لأعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات كان من نصيب الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة الذي تراوحت مداخلته الحماسية والتحسيسية بين التحذير والتنويه. التحذير من مخطط استلابي يهدف إلى تجريد أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات بتعنت إداري مفضوح من حقوقهم المادية والترتيبية التي يكفلها لهم دستور التفاوض والتنويه بالصلابة التي أبداها الاعوان والتفافهم حول نقابتهم الأساسية وقيادتهم النقابية الجهوية وهو ما شكل درسا في الانضباط وروح العطاء النضالي أثمر هذا النجاح الساحق للإضراب بيومين .
وقبل ان يمضي في إبراز الخطوط العريضة للاجتماع والأسباب التي أدت إلى عقده توقف الأخ محمد الجدي عند تاريخية المؤسسة ودورها البارز في النسيج السوسيو اقتصادي وأكد ان مجرد ذكر اسم الستيا يحيلنا مباشرة إلى مفاهيم التضحية والعطاء والنضال وذوبان الاعوان في خدمة مؤسستهم والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات . وبين ان الظروف شاءت ان تمر هذه المؤسسة العريقة في جهة سوسة بمرحلة انتقالية سببها قصر نظر في سياسة البعض والتباس في فهمهم لآليات حماية المؤسسات وضمان ديمومتها وصيرورتها وقال ان هذا يدخل ضمن إشكالية اكبر من مجرد أزمة تمر بها «الستيا» وحصرها في التهديدات العضوية التي أصبحت تستهدف القطاع العام الذي شكل تاريخيا ميزان استقرار اجتماعي وحماية اقتصادية والآن مثلما نرى بدا هذا القطاع المهم يفقد سطوته وسلطته في حفظ هذا التوازن الاجتماعي والاقتصادي. وحذر الأخ محمد الجدي من استمرار هذه السياسة الهادفة إلى إضعاف القطاع العام وضربه كما نبه إلى التبعات السلبية لهذه السياسة وأخطرها ضرب الخدمات الاجتماعية .وشبه التفويت بالسرطان الذي لن يكفه الاستحواذ على المؤسسات الصناعية وإنما سيمتد ليشمل المدارس والمستشفيات والجامعات معتبرا ان خصخصة المؤسسات لن يلحقنا من ورائه إلا مزيدا من الفوضى والصعوبات الاجتماعية والأزمات.
وأكد من جانب آخر حاجتنا جميعا إلى رأس مال وطني يجعل من أولى اهتماماته ترسيخ مجانية التعليم والصحة وكل المرافق الضرورية للمواطن وليس إثقال كاهله بأخطاء جهات لا تمت له بصلة واستغرب في مقاربة عميقة الدلالات كيف يؤثر على سبيل المثال إعصار في أمريكا على دخل المواطن في تونس! وكذلك استهداف الأزمة الاقتصادية فقط للعمال دون أرباب العمل الذين مكنتهم التشريعات غير المتوازنة من مجال اكبر للربح والتظاهر بالخسارة لتجنب تمكين العمال من حقوقهم ! ورأى في ذلك انتقال للأزمة من دائرة التصور إلى الواقع ، وطالب الجميع بتحمل أعبائها والمشاركة الجدية والمسؤولة في بحث مخارج لها لا تكون على حساب الشغالين مشيرا في هذا الباب إلى مئات المؤسسات التي أغلقت وآلاف العمال الذين أصبح مصيرهم غامض وتنامي ظاهرة السمسرة باليد العاملة والبطالة الفنية والتقاعد المبكر معتبرا ذلك معضلة حقيقية تهدد الاستقرار الاجتماعي الذي نوليه أهمية كبيرة في منظمتنا العتيدة التي ولدت مناضلة وشامخة وصارمة في دفاعها عن حقوق الشغالين وكرامتهم مثلما هي مشجعة لحماية المؤسسات وبحث سبل تواجدها وديمومة نشاطها وقال ان هذا ما يميزنا كطرف نقابي يلتزم بالمبادئ ويتجنب التصعيد ويشجع على الحوار الرصين الذي فيه صالح الجميع على عكس الطرف الإداري مثلما هو الحال في الستيا الذي بلغ به استخفافه بالطرف النقابي في المفاوضات حد التراجع عن اتفاقات يفترض أنها محسومة وقال ان هذه الأسلوب في التفاوض لن يفل من عزائمنا كطرف نقابي على مواصلة النضال الجاد والمسؤول من اجل تحسين المقدرة الشرائية للشغالين ولأعوان الستيا وتحقيق نسبة زيادة في الأجور تستجيب لطموح الاعوان وتضحياتهم . وأكد ان كل ما سيقرره الاعوان على ضوء الاجتماع العام سنتبناه كاتحاد جهوي ونقابة أساسية بحذافيره قائلا لا سلطة في الاتحاد يمكن ان تعلو على سلطة العمال.
هذا وكشف الأخ محمد الجدي بأسلوب برقي سريع أهم العوائق التي حالت دون تقدم المفاوضات الاجتماعية الخاصة بالشركة التونسية لصناعة السيارات ومن أهم ما جاء على لسانه قوله خاطئ من يعتقد أننا شرعنا بعد في التفاوض حول الزيادات لأننا مازلنا نبحث في الترقيع مع طرف يفاوضنا بالمائة مليم ويحاول تجنب الخوض في المسائل الترتيبية وهذا من الطبيعي ان لا يدفع بالحوار إلى الامام فكان الإضراب بيومين وكانت هذه اللحمة والتضامن بين النقابيين الذين نشكر عليهما الطرف الإداري بالمناسبة !
الأخ عبد السلام جراد يبدي
تعاطفه مع أعوان ال : ستيا
في غمرة نشوة أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات في الاجتماع العام وذلك بعد النجاح الساحق للإضراب الذي اقره الطرف النقابي بيومين، نزل خبر المتابعة الدقيقة من الأخ المناضل عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لوضعية الاعوان في الستيا بردا وسلاما على أفئدة مئات الاعوان داخل القاعة . وقد زاد ارتياحهم حين ابلغهم الأخ محمد الجدي أيضا تحيات الأخ الأمين العام ومساندته لهم في نضالهم المشروع
وانشغاله لتعثر مفاوضاتهم بسبب تصلب الطرف الإداري وهنا تعالت الهتافات بالمجد والحياة للاتحاد فلم نكن نسمع سوى «بالروح بالدم نفديك يا اتحاد» و «اتحاد مستقل والشغيلة هي الكل».
لائحة
مباشرة عقب الاجتماع صدرت لائحة عن أعوان الشركة التونسية لصناعة السيارات بسوسة ممضاة من قبل الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي أكدوا فيها أنهم بعد تدارسهم لأوضاعهم المهنية وخاصة ما آلت إليه المفاوضات الاجتماعية فإنهم يسجلون ما يلي :
* نجاح الإضراب ليومي 17 و 18 مارس 2009 والذي فاقت نسبته .%99
* تحية للأعوان كافة على تحليهم بالانضباط وروح المسؤولية في الدفاع عن مطالبهم المشروعة
* تصلب سلط الإشراف وعدم إدراكها لمطالب العمال
*استعداد الاعوان للدفاع عن مطالبهم المشروعة بكل الطرق القانونية ومن بينها الدخول في إضراب ثان بيومين أوكلت مهمة تحديد تاريخه للمكتب التنفيذي الجهوي
*اعتزاز الاعوان بمساندة المكتب التنفيذي الجهوي والجامعة العامة للمعادن والفرع الجامعي على مواقفهم المشرفة أثناء المفاوضات الاجتماعية وكذلك خلال الإضراب
* تمسك الاعوان بمنظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.