ينصّ برنامج البرامج في صفحته الخامسة تحت عنوان «مدرستنا أمام رهانات جديدة «استنادا للفصل التّاسع من القانون التّوجيهي للتّربيّة والتّعليم المدرسي على أنّ الثّورة العلميّة المتواصلة وانفجار المعارف وتسارع تطوّر العلوم وتجدّدها ...وظهور تكنولوجيا المعلومات والاتّصال وما يمكن أن تحمله من تغيّرات عميقة في المشهد التّربوي بما توفّره من مصادر جديدة للمعرفة ... فبعد أن كان دور المدرسة مقتصرا على ضمان استمرارية قيم المجتمع وتهيئة الأجيال للاندماج فيه صارت مدعوّة إلى تحقيق هذا وتحقيق مهام أخرى من أهمّها إكساب المتعلّمين كفايات مستديمة وفضائل التّعلّم الذّاتي والتّعلّم مدى الحياة بعيدا عن التّلقين ... وتطبيقا لهذا التّوجه جهزّت وزارة التّربية والتّكوين جلّ مدارس البلاد الابتدائيّة إن لم نقل كلّها بأجهزة حواسيب وسخّرت لها عددا هامّا من التّقنيين لبرمجتها وصيانتها كما وضعت برامج للتّكوين في مختلف البرمجيات الأكثر استعمالا في مدرستنا سواء على مستوى الإدارات الجهويّة أو على مستوى المدارس الصّيفيّة فشمل هذا التّكوين جزءا هاما من المعلّمين إلى جانب زملائهم المكلّفين بالعمل الإداري ومع حصول الشّريحة الثّانية من المتكوّنين على أوّل أبجديات برمجيّة معالجة النّصوص اشتد التّنافس بينهم في مجال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتّصال في إدارة مدارسهم وتنظيم العمل بها فتضخّم ملف «للإطلاع والإمضاء» بمختلف الوثائق مذكّرات داخليّة وبطاقات وجداول طالعُ كل وثيقة منها الجمهوريّة التّونسيّة وزارة التّربيّة والتّكوين وأسفلها طابع المدرسة وإمضاء المدير لتأخذ شكلا رسميّا يلزم وزارة الإشراف نفسها ومن شكل هذه الوثائق نمر إلى الخوض في مضامين البعض منها على سبيل الذّكر لا الحصر لنبدأ بمذكرّة داخليّة تحت عدد كذا بتاريخ كذا موضوعها مقاييس إسناد الشّهائد التقديريّة للتشجيع وشهادة الاستحسان وشهادة الامتياز وبعد التّحيّة التّربويّة يمكن للمعلّم أن يقرأ شرح المقاييس متبوعا بملاحظة مفادها لا يقع الجمع بين شهادتين على غرار من يكتب على وسادة توضع تحت الرّأس عند النّوم ولسائل أن يسأل إلى أيّ مرجعيّة قانونيّة؟ منشور وزاري في الغرض _ تستند مثل هذه المذكرّة ؟ وهو ما يجعل الموضوع برمّته من مشمولات المجلس البيداغوجي الّذي لم يحض للأسف في أغلب المدارس إلاّ بتحرير محضر تكوينه. ومن المذكرات الدّاخليّة إلى بطاقات الحضورات الّتي نستغرب حضورها مع نهاية اختبارات الثلاثي الثّالث فكلّنا يعلم من متقاعدنا إلى المنتدب منّا حديثا أنّ الحضور في قطاع التّعليم قاعدة لا يتطلبّ إمضاء يثبته وأن الغياب استثناء له إجراءاته من الإعلام بالغياب في آجاله القانونيّة إلى الإعلام باستئناف العمل ومع هذه البطاقات يأتي جدول متابعة العمليّات المتّصلة بسير الامتحانات نذكر منها تحيين البطاقات المدرسيّة وإعداد قائمات أقسام السّنة الموالية وتعمير قائمة المتحصّلين على جوائز ولفّ الجوائز وهي عمليّات دأب المعلّمون على إنجازها في جوّ تعاوني يليق بالأسرة التّربويّة لكنّ أن تصبح هذه العمليّات واجبا مقنّنا بوثيقة رسميّة يمضيها المعلّم وينفّذها فالفيصل بيننا القانون الأساسي الذي ناضل من أجله قطاع التّعليم الأساسي طويلا قبل الحصول عليه والذي ينصّ فى مشمولات المعلّمين بمختلف أصنافهم على أنّهم مطالبون بالمشاركة في مجالس الأقسام وفي سير الامتحانات وما أبعد سير الامتحانات عن تحيين البطاقات المدرسيّة ومن ذلك الجدول إلى تلك الجداول الّتي تشرئبّ لها أعناق المعلّمين مع بداية كلّ سنة دراسيّة منقطعة الأنفاس في انتظار التّعرّف على ما يخفيه لهم التّنظيم البيداغوجي الجديد من مفاجآت قد تكون سارّة للبعض ومحبطة للبعض الآخر وفي هذا المجال سنكتفي بالرّجوع إلى منشور وزير التّربية والتّكوين الصّادر في غرّة جويلية للسّنة التّاسعة بعد الألفين المتعلّق برزنامة السّنة الدّراسيّة المقبلة والذّي ينصّ على التحاق المدرّسين بمراكز عملهم يوم الاثنين الموافق للرّابع عشر من شهر سبتمبر من نفس السّنة لتدارس المسائل البيداغوجيّة والتّنظيميّة المتعلّقة بالسّنة الدّراسيّة الجديدة لا لتسلّم تناظيم بيداغوجيّة معدّة مسبقا تفعيلا لدور المجلس البيداغوجي الّذي ينصّ عليه القانون التّوجيهي للتّربية والتّعليم في فصله الثّالث والثّلاثين سيّدي المدير كن كالوزير ولسوف تلقى من المعلّم كلّ التقدير وفي انتظار أن نلتقي في حلقات تكوينيّة في استعمال برمجيّات تنجز تلك الوثائق والجداول الّتي تثقل كاهلك مع نهاية كلّ سنة دراسيّة بمجرّد أن تنزل بها نتائج الامتحانات تقبّل زميلي فائق عبارات احترامي وتعاطفي وتضامني.