قليلة هي المرات التي احتل فيها النادي البنزرتي المرتبة الأولى بعد خمس جولات عن انطلاق البطولة ونادرة هي المواسم التي أنجب خلالها دلفين الشمال حارسا للشباك من الطراز المتميز وصاحب مهارات عالية كالتي يتمتع بها الحارس الشاب فاروق بن مصطفى الذي استضفناه ليحدثنا في الحوار التالي عن بداياته وطموحاته ومسيرة ناديه هذا الموسم. كيف تفسر الوجه الممتاز الذي ظهر به النادي الرياضي البنزرتي إلى حد الآن؟ - الفريق يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين الشبان شعارهم الانضباط وطموحهم الأول والأخير تطبيق التعليمات ولعب الكرة في إطار جدي ونظيف دون فلسفة أو حسابات وهو ما يفسر محافظتنا عن جدارة واستحقاق على الصدارة منذ انطلاق الموسم ،ولا ننسى كذلك حرص الإطار الفني ومن ورائه الهيئة المديرة على توفير كل ممهدات النجاح من خلال الاحاطة بكل حاجيات اللاعبين من منح وتدخلات متنوعة. وما هي العوامل التي ساهمت في تألق الحارس فاروق بن مصطفى؟ - أنا محظوظ جدا لأنني تعلمت أبجديات الكرة منذ الأصناف الصغرى تحت إشراف نخبة من المدربين أذكر منهم شكري البجاوي ومحمد بن مسعود وعبد الجليل المحواشي وحسني الزواوي ، وفي المنتخب الوطني كنت سعيدا بتأطير سليم بن عثمان ومنذر الكبير وماهر الكنزاري ولا أنسى طبعا بصمات المدرب العربي الزواوي في صقل موهبتي أحمد بورشادة يعتبر أنك مازلت «ناقص خدمة «، فبماذا تعلق؟ - ما دام هذا الكلام جاء على لسان حارس ممتاز كأحمد بورشادة فهذا يعني أن الملاحظة في محلها وباعتباري حارس شاب فأنا مطالب باحترام رأيه والعمل بنصائحه كما أنني كذلك أسعى دائما لتطبيق ملاحظات ونصائح منذر علمية الذي عادة ما يتدخل خلال التمارين لتقويم أخطائي. ماذا تقول عن زميليك حلمي بن عثمان وأحمد العمراني؟ - رحلة القيروان أثبتت أن النادي البنزرتي يعج بالمواهب الصاعدة والعناصر الممتازة في مختلف المراكز والخطوط بما في ذلك حراسة المرمى والدليل تألق الحارس الشاب أحمد العمراني الذي عوضني كأحسن ما يكون في حراسة المرمى والفرصة ستكون مواتية لزميله حلمي بن عثمان في قادم المقابلات . كيف تفسر حصولك على ثلاثة إنذارات بعد أربع جولات فقط؟ - الإنذارات الثلاث حصلت أثناء اللعب ولم تكن لأسباب أخلاقية أو تصرف مشين تجاه الحكم أو المنافس وأتمنى أن تغفر لي جماهير النادي البنزرتي صغر سني الذي لم يبلغ الواحد والعشرين فضلا عن اندفاعي التلقائي ودفاعي اللامشروط عن زي الفريق. هذا الأحد تستقبلون مستقبل القصرين والفرصة ستكون سانحة لتصدر الطليعة وانتظار عثرة للنجم الساحلي في لقائه بالترجي .ما هو تعليقك؟ -على الورق فريقي ينطلق بمعنويات مرتفعة وبأسبقية الأرض والجمهور للخروج بنتيجة المباراة التي تعني تأكيد الوجه المشرف الذي قدمناه إلى حد الآن ،وبخصوص مباراة النجم والترجي فإن كرة القدم لا تعترف بالتكهنات المسبقة والدليل هزيمة النجم ضد الترجي في ثلاث مناسبات مختلفة خلال الموسم الفارط .وعموما التركيز على مباراة مستقبل القصرين أهم بكثير من المتابعة الموازية لمباراة سوسة . بعد القصرين تستقبلون النادي الصفاقسي قبل التحول إلى سوسة فهل تعتقد بأن النادي البنزرتي قادر على إحداث أول منعرج في بطولة هذا الموسم؟ - مسألة الهروب والمنعرج والمجاوزة مصطلحات قد تهم السياقة والرياضات الميكانيكية لكنها لا تهم بالضرورة النادي البنزرتي الذي يتدرب في أجواء يسودها الهدوء والأريحية ولعب الكرة للكرة في مناخ يغلب عليه الانشراح والتفاؤل مع تطبيق تعليمات المدرب حسب مقتضيات كل مباراة وما تتطلبه من تحضيرات واستعدادات متنوعة وقد تكون مباراة سوسة أسهل من الناحية النفسية أمام فريق مطالب بتدعيم نتيجة الترجي الرياضي لو ينتصر عليه، وقد يلعب ضدنا تحت ضغط جماهيره لو يتعثر ضد فريق باب سويقة أو أمام الشبيبة القيروانية في الجولة السابعة وفي كلتا الحالتين سيكون فريقي أكبر مستفيد من الناحية النفسية لأننا انتصرنا في كل تنقلاتنا . بصراحة ما هي طموحات النادي البنزرتي هذا الموسم؟ مردود الفريق في تحسن من جولة إلى أخرى وفي الأثناء سوف نسعى إلى لتدعيم هذا الوجه الطيب بدءا بتحسين عطاء ومردود كل الخطوط والثابت أن الفريق سيواصل لعب الهجوم خارج القواعد النجاعة الهجومية مع تهذيب التغطية الدفاعية ،وأمام جماهيرنا الوفية والغزيرة بملعب 15 أكتوبر فلن نساوم في النتيجة مهما كان اسم المنافس، وإذا لعبنا هذا الموسم من أجل الألقاب فإن ذلك لن يكون معجزة أو ضربة حظ.