تولت في المدة الأخيرة إحدى الفضائيات والتي أصبحت كالفقاقيع تنبت بالمئات وهي في جلها اثقل من الهم على القلب تولت بثّ سلسلة شوهاء عن حياة صدام حسين اثارت لغطا ونقاشا ساخنا سواء في وسائل الاعلام او في الشارع لان المقصود هي شخصية ملأت الدنيا وشغلت الناس والقاصد هو صهيوني حاقد والاداة بعض الوجوه الممسوخة المحسوبة على تونس العرب والعروبة وذلك طيلة اربع حلقات بالتمام والكمال لم يستطع القضاء الإستعجالي ايقافها ووضع حد لبثها رغم طابعها الاستفزازي ومنحاها العدواني السافر على رمز من رموز امتنا العظيمة البطل الشهيد صدام حسين.. صدام حسين الذي فتح العراق على مصراعيه لكل عربي يطلب العلم وضمن له الأكل والسكن والكتاب والقلم ومجانية التنقل حيثما كان بأرض العراق ممّا أثار مغايض بني صهيون ولوى اعناقهم وحير مخططيهم وحكمائهم وسفه مقولتهم بان العربي لا يقرأ وان قرأ فلا يفهم، والحقيقة ان أكثر ما يخشاه الصهاينة ان يتعلم العرب، وما قتلهم للعلماء بالاغتيال الا في وارد هذا السياق... الحقيقة ان هذه المساحة لا تسمح بتعداد انجازات البطل الشهيد فهي لا تدخل تحت حصر ويشهد بها كل ذي بصر او بصيرة، الا ان الجدير بالملاحظة ان هذه السلسلة الشوهاء هي من انتاج صهيوني مريض حاقد اراد منها التمويه بشكل بدائي مفضوح حتى وهو يوظف بعض «الرقاصين» من الممثلين آملا وطامحا في تحقيق القبول وتمريررسالته الاعلامية الخبيثة بما يلمع صورته التي بانت على حقيقتها في عراق صدام الذي بصق في وجوههم وقال لهم: لا، بلغة عربية فصحى.. لا لتستريح جيشه وجعله قوة مكافحة للشغب فقط.. لا لتقسيم فلسطين.. لا للإعتراف باسرائيل. لا لضخ نفط العرب لاعداء العرب عبر خط حيفاء.. لا لتوطين الفلسطينيين خارج تاريخ وجغرافية فلسطين.. نعم قال: لا ومن قال: لا.. لا يموت.. وكانت الهجمة الشرسة وكانت الفلوجة وكان ابو غريب، وتحولت سماء العراق ارضا، وتحول طول العراق عرضا، واصبحت بغداد هبة الله في قاموس الفرس الى خرابة ينعق فيها البوم وينام على جبال من الجماجم، وتحول شعبها الأبي في عهد فارسه صدام الى متسول ينتظر الحسنات على موائد اللئام، وتحولت العراق الى نهب وافلاس بالكامل واذا السؤال: من اين تنزلت على العراقيين هذه الطيور الجارحة؟.. هو غياب صدام حامي الحمى والدار الذي وصفه «خنفشار» من المحسوبين على الممثلين التونسيين بالدكتاتور والطاغية وانه شارك في فضحه.. هكذا يا للعجب.. دكتاتور وصف لم يسلم منه عبد الناصر الذي مات وفي رصيده 13 جنيه.. لم يسلم منه بومدين الكبيرالذي حول الجزائر الى قوة كبيرة قبل ان تتآمر عليها خفافيش الظلام.. وغيرهما كثير.. نعم وصفه هؤلاء المشاركون في هذه المسخرة المليئة بالكذب والافتراء بأبشع الاوصاف والنعوت تبريرا لفعلتهم الشنعاء التي سوف تلاحقهم طوال حياتهم، هؤلاء الذي خزاهم الزميل عبد القادر المقري في تعليق له صدر اخيرا... هذه الوجوه التي وضعت نفسها في مقام الرخ والبيدق فشربوا أكبر مقلب في حياتهم ولم تشفع لهم ادعاءاتهم بالجهل تارة وعدم قراءة السيناريو تارة اخرى وغير ذلك من كلام البسطاء الذين غاب عنهم الناشط الذهني فقبلوا بدور سد الثغرات وملء الفراغات واداء وظائف «الرتوش».. الحقيقة ان هذه هي الوجوه لا تعرف للوطن معنى، فقط ينتسبون اليه بحكم بطاقة التعريف وقد رأيناهم في هذه المهمات الظاهرة منها والمستترة.. هذه «الارهاط الهابطة» التي طوّعت وجوهها لكل التلوينات وكادت تختص في «ابداع» البذاءات واشاعة التفاهة و»الشرمطة» وقلة الحياء في اعمال اصبحت مرفوضة في الغرب تحت ضغط جمعيات اخلاقية متنفذة. وجوه اساءت الى نفسها بجهلها فمن لا يثق بوطنه وامته وشعبه لا يثق بنفسه وهو على أتم الاستعداد لبيع ذمته بصحن عدس او بالفتات.. محكوم بمساحات شاسعة من الجشع والطمع والانانية وحب الذات كلفت الواحد منهم لعنة الملايين من التونسيين وغير التونسيين ممن شاهدوا هذه الرباعية.. ومرة أخرى «خزيت» على من باع ضميره واستهان بأمته ورموزها.. فقط، وحتى لا ننسى علينا جميعا مقاطعة كل عمل من هذا القبيل ومحاصرة كل من يسيء الى بلده وامته وشعبه ويتنكر لاصله وفصله ممن غاب عنه الاصل واستقوى بقلة الحياء... شكري لسلك المحامين الشرفاء.. للزملاء الصحافيين النبلاء.. بجريدة «الشعب» التي سبقت الجميع للتنبيه الى هذا البلاء... والخزي والعار لمن يقطنون هذا الوطن بالإيجار. عثمان اليحياوي