كانت جريدة الشعب قد انفردت في الإبان بنشر تفاصيل المهازل الإدارية المتكررة في شركة النقل بالساحل ، وكنا قد حذرنا منذ أسبوعين ونبهنا إلى خطورة الأوضاع بعد وصولها إلى طريق مسدود أصبح يوحي بانفجار قريب للوضع خصوصا مع تعرض عدد من أعوان شركة النقل بالساحل إلى انتكاسات نفسية من جراء الظلم والقهر المسلط عليهم دائما من نفس المسؤول الذي سبق وتعرضنا له وهو رئيس مصلحة الموارد البشرية بالشركة الذي تمادى في خصم جزء من الرواتب الشهرية لبعض الأعوان بل وأصبح يتباهى بذلك ويتمادى فيه. وكنا قد طالبنا في مقال سابق بتدخل سريع من الرئيس المدير العام للشركة لفض هذا الإشكال وإيقاف هذا الاستغلال الفاحش للأعوان قبل أن تستفحل الأمور ويضطر الطرف النقابي الذي صبر بما فيه الكفاية لممارسة ما يراه صالحا من أساليب نضالية لإيقاف مهزلة شرم الرواتب هذه واستعادة الحقوق المغتصبة للأعوان. ولكن يظهر أن مقولة العزري أقوى من سيدو هي السائدة في شركة النقل بالساحل حيث واصل رئيس مصلحة الموارد البشرية استهدافه للأعوان ومن بينهم الاخ توفيق قريسة الذي استهدف المسكين في راتبه بما فيه الكفاية ، وتحمل اهانات هذا المسؤول بما فيه الكفاية ، وحين تراكمت عليه ضغوطات الحياة والعائلة والعمل ومصاريف المناسبات الأخيرة صرخ مستسلما منهزما أمام زملائه في العمل « يا ناس خوذولي حقي..راني باش نموت ..راني مظلوم « ولم تمضي ساعات قليلة على هذه الحادثة حتى جاء الخبر الصاعقة الذي هز أعوان شركة النقل بالساحل وهو هلاك السائق توفيق قريسة في حادث بالحافلة. وتشير المعطيات الثابتة التي بحوزتنا أن النقابة الأساسية كانت قبل وفاة المرحوم قد رافقته لإتمام إجراءات استلام مستحقاته المالية المتخلدة بذمة رئيس مصلحة الموارد البشرية مثلما أمر بذلك الرئيس المدير العام ولكن رئيس المصلحة كالعادة تسلطن وزمجر ورفض وتحاشيا لتصعيد الموقف من النقابة وعد الهالك بحلحلة قضيتة مع راتب شهر فيفري الذي تم شرمه كالعادة بدون وجه حق وعندها خرج المرحوم من عقله وخرج من هذه الدنيا تاركا 5 أبناء وقلبه اسود على شركة من أغنى الشركات في تونس طمعت في جزء من راتبه ومن رواتب غيره من الأعوان المغلوبين على أمرهم والذين استغلهم هذا المسؤول وأعادهم إلى عبودية العصر الحجري. هذا وقد حمل أعوان الشركة بلا استثناء مسؤولية هلاك زميلهم إلى رئيس مصلحة الموارد البشرية والغموض الذي أصبح يلف مسالة صرف الرواتب وشرمها كما حملوه مسؤولية الشارة الحمراء التي رفعوها في انتظار القيام باجتماع عام يتم على ضوءه الدخول في إضراب شرعي يحدد تاريخه الاتحاد الجهوي الذي بالمناسبة ابلغ تعازيه الحارة إلى كل أعوان الشركة في فقيدهم الغالي كما قدم التعازي إلى النقابة الأساسية واعدا بايلاء قضية شهيد الظلم والقهر في شركة النقل بالساحل المرحوم توفيق قريسة ما تستحقه من اهتمام ومحاسبة المتسببين في وفاته والطامعين في كراسي فاخرة على حساب رواتب الأعوان.