أيّام كان الفرن العالي واقفا كانت الشركة عالية، فلا أصول ثابتة متداعية ولا أصول جارية متجمّدة ولا أموال ذاتية سالبة ولا ديون مدوّنة، ولمّا هوى هوت معه كلّ الأصول... ومن الأصول الحيوية نذكر مادة «الخردة». فإن كان بالأمس الفحم الحجري وخامات الحديد هي المواد الأولية الرئيسية للشركة، حيث أولت لهما الفولاذ كل الاهتمام من تزويد وخزن فاليوم تعتبر »الخردة« العمود الفقري لنشاطها فبزوالها تزول الشركة. ورغم أهمية »الخردة« فإنّ الشركة لم تولها الإهتمام الكلّي حيث ملأت هذه المادة كل الفضاءات المحيطة بالمصنع حتى أصبحت حزاما يضغط على أنفاسها ولما وقعت في المأزق أجبرت المزودين على إفراغ حمولاتهم أمام الأفران بقضاء يوما كاملا في انتظار دور كل واحد منهم، فإنّنا نرى أنّ هذه الطريقة مرهقة ومتلفة للوقت وبقطع النظر عن المخزون الهائل الذي بحوزتنا فإنّنا نخشى غدا أن نركع لهم عند أفوله ولتعلم هذه الإدارة ان هؤلاء المزودين هم دعامة الحاضر والمستقبل وقد وجب الحفاظ عليهم. فكان على الشركة من جهة أن تتوخى طريقة التكويم في الخزن على غرار الفحم الحجري وخامات الحديد وبذلك توفّر فضاءات شاسعة تستغلها في خزن »الخردة« التي ترد كل يوم على الشركة فتربحهم وقتا كبيرا ومن جهة أخرى تزود الأفران من المخزون بعد مراقبة جيّدة وبذلك تجنب قطاع الصلب كوارث مدمّرة على غرار ما حدث في صيف 2009، علما وأنّ مادّة »الخردة« تحمل أتربة وحجارة ومواد مشعّة وقوارير غاز ومواد قابلة للإنفجار. على الإدارة العامة درس هذا الموضوع بكل جديّة قبل فوات الأوان.