كفاكم الله شرّ الأمراض ... هذا ما نودّ أن نتمناه لكم ولكنّ جميعا في مفتتح هذه السنة الجديدة، فالمرض يقصم الظهر ويُعيق استمرار الحياة على سجيتها فلا يعود للفرد أي اهتمام أمام البحث عن أسباب الشفاء من العلل... مثقلة بأزمة كلى حادة صاحبتي خلال رحلة شاقة الى اليمن في الفترة الماضية، تلقيت خلالها علاجا مستعجلا من لدن الأشقاء في عدن ، عدتُ محملّة بنصيحة تتبع أصل الداء في بلدي ... فقصدت المستشفى الجهوي بمساكن حيث تعوّدت التداوي (أنا أصيلة قرية الكنائس ) ... هناك لقيت من كل العاملين أطباء وأعوان مخبر وصيادلة كل العناية والاهتمام فأجريت لي التحاليل والصور في زمن قياسي واستعرض أسباب مرضي أكثر من طبيب أودّ أن أشكرهم جميعا...، وأنا إن كنت أو حزتُ هذه العناية في مستوى أوّل لكبر المستشفى وحسن تجهيزه أمام قلّة المرضى ممّا يسمح بخدمات متميزة كما ربطته في مستوى ثان بطيب معشر قريبتي مسؤولة قسم المخبر هناك مع زملائها وزميلاتها وقد رافقتني في مختلف مراحل الكشف الطبي إلا أنني لاحظت أنه سلوك عام لكل العاملين هناك ومع كل المرضى دون تميّز... مفاجأتي السارة تفاقمت لما قصدت المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة بعد أيام لإجراء كشف بآلة المفراس «السكانار» طلبته الطبيبة التي عاينت حالتي في مستشفى مساكن للتأكد من حقيقة المرض الذي ألمّ بي قلت مفاجأة سارة لأن مستشفى فرحات حشاد بسوسة الذي يقدم خدماته للمرضى منذ عقود ويستقبل آلاف المرتادين يوميا في مختلف أقسامه الخارجية والداخلية لم يشذّ عن قاعدة حسن التعامل مع المرضى رغم الزحام ، أخلاق عالية وجدناها عند أعوان الشباك للتسجيل : وجدناها عند عم الناصر ذاك الكهل الهاش الذي يستقبل وثائق المرضى المقبلين على المرور «بالسكانار» فيوجههم ويواسيهم بترحاب نادر، ووجدناها عند السيدة أسماء كما سمعت زميلاتها ينادينها أسماء كانت وهي تعد المريضات «للسكانار» بحقنهن بدواء معلوم، كانت تعاملهن بلطف وحنوّ يليقان بملائكة الرحمة، كانت تتفاعل مع ألمهن وتراعي أسباب راحتهن وتتوقف عن الحقن إذا أصابهن الألم... كانت بحق ملاكا شفيفا رفيقا رحيما بالمرضى الذين واللواتي يتشرّبون رقّتها بامتنان لأنهم في أمس الحاجة للمواساة ... درصاف الممرضة التي تعد المرضى للكشف بتمديدهم على مصطبة الصورة، كانت هاشة وضحوكا وهي تساعدهم على خلع ملابسهم وعلى التمدد برفق، تكلمهم بأدب ورقة مذهلين. أما الدكتورة «سهير الصريدي « طبيبة الكشف بالأشعة فلها كل الشكر وقد سألناها عن إسمها الصغير وأسماء زميلاتها حتى نوجه لهن التحية أننا تعودنا أن نقول للمجيد أحسنت، تعودنا أن لا نغبط حق من يجتهد كما تعودنا أن لا نجاوز مع من لا يخلص في عمله.. شكرا إذا للدكتورة الصريدي التي كانت تطمئنني عن صحتي هادئة واثقة ومرحبة، شكرا لها وهي تعامل كل المرضى بما يليق برفعة الطبيب في سهره على راحة المحتاجين لحنوّه ... شكرا أسماء ودرصاف وعم الناصر ونعيمة ... شكرا لهن ولهم أولائك المخلصات والمخلصين في أعمالهم ... شكرا للمجتهدين في راحة الناس بكل من المستشفى الجهوي بمساكن والمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة ... شكرا لأن السلوك الراقي مع المرضى يعوز الكثير من مراكز الاستشفاء في بلادنا ... شكرا لهذه الأخلاق الراقية وهذا الواجب المهني النادر خصوصا وأن أكثر التوانسة قد اختاروا المنظومة العمومية للتداوي .