تواجه عديد العائلات التونسية مشكل ملل أبنائهم من الدراسة حتى أن الأمر في بعض الأحيان يصل الى حد الانقطاع عنها وهو ما يؤرق الأبوين بل ويعتبرونه مشكلة عصيبة لابد من إيجاد حل لها باللجوء الى النصح والتحاور والعنف أحيانا لمعرفة أسباب موقف الأبناء المعادي للدراسة وللاطلاع على مختلف جوانب الموضوع إتجهت الاعلان الى الدكتور مصدق جبنون المختص في طب النفس لدى الطفل والمراهق يقول الدكتور جبنون إن أسباب الملل من الدراسة عديدة ومتنوعة وهي ذاتها تنطبق على الاطفال الذين يزاولون تعليمهم منذ السنوات الاولى الى تلاميذ المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وحتى طلبة الجامعات. لماذا الملل؟ ويحدّد السيد مصدق جبنون أسباب السأم من الدراسة ويقول أنه من الممكن أن يرجع ذلك الى المؤسسة التعليمية في حد ذاتها كأن تكون هندستها المعمارية غير ملائمة أو كأن يكون تزويق الأقسام غير مناسب وغير مشجع على الدراسة. كذلك عدم التنظيم والفوضى يجعل من الدراسة شيئا غير مرغوب فيه بحيث يصاب بعض الاطفال بنوبة من البكاء وبحالة من العصبية عند الاستعداد للذهاب الى المدرسة. ومن أسباب الملل من الدراسة كذلك الخوف من مفارقة المحيط العائلي نظرا لما يتميز به من راحة مفرطة وهدوء في أوساط بعض العائلات وهو ما ينجر عنه عواقب وخيمة على الطفل إذ يترتب عن ذلك عدم تمكن الصغار من التعود على الحياة في أوساط مختلفة وعدم تمكنهم من التأقلم والإندماج في الأوساط الإجتماعية بداية من رياض الاطفال الى مختلف المؤسسات التعليمية الأخرى. وسائل الترغيب في الدراسة وإضافة الى كل ذلك فإن للمربين ورجال التعليم دور بالغ الأهمية في الترغيب في الدراسة إذ أن مدى كفاءتهم وقدراتهم على كسب إهتمام التلاميذ بالمواد التي تدرس من أهم مقومات «الشغف» بالدراسة علما وأن حسن إختيار البرامج المدرسية وحسن إختيار النصوص تساهم بشكل لا يستهان به في جلب إهتمام التلاميذ خاصة عندما يتم مراعاة الجوانب الجمالية للكتب المدرسية ومن حيث نوعية الورق ونوعية الصور وألوانها. كما أن دروس التدارك المبالغ فيها ترهق التلاميذ وتضعف قدراتهم على التركيز وهو ما ينجر عنه التعب الشديد وهي «مخنقة» بالنسبة للكثيرين. من دواعي الإخفاق الدراسي ويؤدي الملل من الدراسة إذا لم تتم معرفة أسباب الإخفاق الدراسي الذي عادة ما يرتبط بعدم الاستقرار العائلي أو رفقاء السوء إلى عواقب وخيمة. غير أن ذلك ليس فقط ما يحيل الى التهاون في الدراسة بل واللامبلاة بها إذ أن نسبة غير ضعيفة على حد تعبير الدكتور مصدق جبنون، تصاب بالسأم من الدراسة ونلاحظها خاصة عند الاطفال الذين يشتكون من إضطرابات في التعلم كأطفال dyslexie أو ما يعبر عنه بعسر القراءة كما نلاحظ الملل عند الاطفال الإكتئابيين الذين غالبا ما يتميز محيطهم العائلي بمناخ عنيف ومتقلب أو في صورة غياب العطف والحنان اللذين يجب أن يزود بهما الأطفال لضمان إستقرارهم النفسي وبالتالي عدم مواجهة مشاكل التحصيل الدراسي. ويجب التأكد في هذا الصدد من أن أغلب التلاميذ يقبلون على التعلم تحت تشجيع المحيط ويتمظهر ذلك بالفرح بالنجاح والإرتقاء. ورغم كل ما يتمتع به أطفال تونس من حقوق إلا أن نشر ثقافة حقوق الطفل تحتاج الى مزيد الدعم للإحاطة بكل من يواجه مشكلة مهما كان نوعها (دراسية، عائلية، إجتماعية