أعلنت الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية مؤخرا عن نتائج دراسة وبائية هامة قامت بها بالتعاون مع مخابر «قلاكسو سميث كلاين» حول مرض الربو بالمغرب العربي وهي دراسة بعنوان «نظرة شاملة عن مرض الربو وواقعه في المغرب العربي» لأول مرة في شمال إفريقيا وتحديدا في بلدان المغرب العربي وهي تونسوالجزائر والمغرب وكانت الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية قد أعلنت عن نتائج هذه الدراسة خلال ندوة صحفية نضمتها بمناسبة اليوم العالمي لمرض الربو الموافق ليوم 4 ماي في جهة البحيرة. وفايات بالجملة وتشير إحصائيات المنظمة العالمية للصحة أن مشكل الربو يعتبر مشكلا حقيقيا للصحة العمومية إذ يصيب أكثر من 300 مليون شخص ونسبة تفشي المرض تبقى هامة حتى في المجتمعات المتقدمة رغم العلاجات ويقضي الربو على قرابة 250 ألف مريض سنويا في العالم وهو ما يجعل ضرورة التحكم في المرض أمرا ملحا خاصة وأنه مرض مزمن من السهل التحكم فيه والتخفيف من وطأته في صورة فهمه جيدا وإتباع نصائح الطبيب. ويصيب مرض الربو القصبات الهوائية وتظهر أعراضه في شكل صعوبة في التنفس مصحوبة «بتصفير» في الصدر مع ضغط في القفص الصدري وكثرة السعال مع العلم وأن عامل الوراثة له دور كبير في الإصابة. نتائج الدراسة الدراسة الهامة التي قامت بها الجمعية أثمرت مجموعة من النتائج تأكد من خلالها أن نسب المرض في إرتفاع متواصل خاصة مع توفر أرضية ملائمة للإصابة وإضافة الى العامل الوراثي يلعب تغير نمط العيش دورا هاما في تحفيز الإصابة. وهذه الدراسة أنجزت على إمتداد 3 سنوات بهدف تقدير معدل إنتشار الربو في البلدان المذكورة وقد أجريت على عشرة آلاف شخص من شرائح عمرية مختلفة وأثبتت نتائج هذه الدراسة أن إنتشار المرض في تونس يقدر بنحو 6.4 ٪ لدى البالغين والاطفال وفي الجزائر بلغ 3.4 ٪ وفي المغرب ٪3.8 ومن الواضح أن هذه النتائج متقاربة بحكم تقارب الظروف المناخية والاجتماعية والاقتصادية والملحوظ أن تواتر المرض لدى الرجال والنساء متشابه ولكن نسبة إصابة الاطفال في إرتفاع. وفي أغلب الحالات نجد أن المريض لا يهتم مراقبة حالته بصورة دورية مع غياب الثقافة الكافية بخصوص المرض وهذا ما تعكسه الارقام إذ أن ٪3.9 فقط من المرضى يحرصون على المراقبة وهذا ما يفرض ضرورة التحسيس أكثر فأكثر بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه والتحكم فيه ففي 60 ٪ من الحالات يمكن علاج المرض أو تخفيف حدته في حالة الحفاظ على بعض النصائح والحرص على المراقبة المستمرة. مواد مهيجة ومن المهم الاشارة الى وجود فرق بين الحساسية والربو فهما حالتان مختلفتان وغالبا ما يخلط المريض بينهما ومن المواد المحفزة لحدوث الربو إضافة الى عامل الوراثة نجد عوامل أخرى منها نمط العيش مثل العيش في الشقق التي تنقصها التهوئة ومن الاسباب كذلك إستعمال المواد الكيميائية وهي مواد مهيجة وتناول المواد الحافظة والملونات وإستعمال الأدوية بكثرة وهذا هو الوجه الآخر للأدوية إذ يمكن أن تكون سببا لظهور الربو