لا شيء يضاهي فرحة المرأة عندما تعلم أنها حامل، ولكن خوفها من الحمل ومن الوحم ومن الانجاب وما بعد الانجاب قد يجعلها تحس بالإرهاق والتعب الشديد والتوتر مما يولّد ظهور أعراض أخرى تسمى بالوحم، ويتغير سلوكها وتصرفاتها وتكثر طلباتها مما ينفر الزوج من زوجته وتثقل كاهله بالمصاريف وكعادتها خرجت الإعلان إلى الشارع التونسي واتصلت بأهل الاختصاص لمعرفة هل هناك مرض اسمه الوحم فكان التحقيق التالي: تقول في هذا الصدد السيدة ليلي المتزوجة منذ 6 سنوات أن مزاجها كان في فترة حملها كان شديد التقلب وكثيرة الغثيان وأضافت قولها ان فترة الوحم كانت أصعب الفترات التي عاشتها في حياتها حيث عندما تتذكرها تكره نفسها مضيفة أنها كرهت رائحة عطر زوجها وكانت دائما تتخاصم معه من اجل عدم استعمال هذا العطر. أما السيدة أحلام التي حدّثتنا عن حملها الأول فهي تقول «على الرغم من فرحتي الكبيرة بحملي الذي حدث بعد أربع سنوات من الزواج فقد حصلت لي أشياء غريبة جعلتني أفكر في التخلص من الجنين ولولا مساعدة زوجي لي وتفهمه لتخلّصت منه». وتضيف السيدة نبيلة: «فجأة أصبح مزاجي متقلبا ومكتئبة في معظم الوقت، أشكو من كل شيء ومن لا شيء، كرهت بيتي وملابسي ورائحة العطر والماكياج رغم عشقي الكبير لهذه الأشياء، وتحوّل زوجي في نظري إلى شخص أكرهه فلم أعد أحتمل أي شيء منه حتى رائحته لدرجة انني طلبت منه عدم النوم معي في نفس الغرفة». الفحم والصابون والرمل تذكر فايزة فترة حملها الأول فتقول «انني أثقلت كاهل زوجي بطلباتي التي لا تنتهي وكلما لبى طلبا إلا وطلبت شيئا أخر وأتذكر إنني في ليلة من الليالي كان زوجي نائما أيقظته من نومه وطلبت منه أن يحضر لي «صحفة لبلابي» فجن جنونه.. ثم ابتسمت وقالت «إنني كنت ألتهم بعض القطع من الفحم تنتابني الرغبة في تناول الفحم». أما بالنسبة إلى السيدة فاطمة 35 سنة فحدثتنا عن فترة حملها قائلة إنها كانت تشتهي أكل الصابون الأخضر والرمل. تعددت الشهوات والسبب واحد «فترة الوحم» التي أرهقت الحوامل وأزواجهنّ ولهذا اتصلت الإعلان بأهل الاختصاص لمعرفة أسباب ذلك. رأي أهل الاختصاص وفي هذا الصدد اتصلت الإعلان بالدكتور محمد الصافي أخصائي في أمراض النساء والتوليد الذي أكد انه لا يوجد مرض اسمه «الوحم» وإنما هذه أعراض تظهر على النساء الحوامل في الفترة الأولى من الحمل وهناك من تتواصل معها طوال الفترة وتتمثل في الغثيان والدوخة وآلام في المعدة والرأس وتغير حاسة الشم فتصبح الحامل تكره الروائح كالعطر ومواد التجميل والمأكولات وتظهر هذه الأعراض بدرجات متفاوتة نظرا لنفسية المرأة الحامل للتغير الحاصل في جسمها وذلك لعدم تقبلها لفكرة الحمل لما له من متاعب وصعوبة الإنجاب وأيضا تريد جلب الأنظار إليها ويبقى جسمها يتصارع مع الجنين باعتباره جديدا عليه. وأشار الى ان هناك حوامل لا تظهر عليهنّ هذه الأعراض نظرا لتقبلهنّ فكرة الحمل وبهذا يكون الجسم قابلا للتغير الهرموني وبين أيضا ان الفتاة العزباء عندما تحمل لا تظهر عليها هذه الأعراض طيلة فترة الحمل نظرا لرغبتها في إخفاء حملها وهكذا يتحمل جسمها التغير الهرموني. وعن سؤالنا عن ظاهرة «الوحمة» التي تظهر على جلد المولود وتبقى عالقة به طوال حياته وتعتقد الأمهات والجدات بانها «وحمة « أي ان الحامل اشتهرت اكلة ولم تتناولها فتظهر على جسم مولودها فأجابنا السيد محمد إنها لاعلاقة لها بما تشتهيه الحامل. ويضيف قوله ان الوحمة هي عبارة عن تغييرات غير عادية تحدث فى التخليق لبعض الأنسج، ومن الممكن أن تصيب نسيجاً ما فى الجلد، فقد نجد للوحمة لوناً أحمر، فتكون نتيجة خلل ما أثناء تخليق الأوعية الدموية، وتتكاثر بشكل غير عادى فى مكان ما، أو تكون نتيجة خلل فى الخلايا الملونة، فتكثر فى منطقة ما، فتعطينا الوحمة البارزة فوق سطح الجلد وتكون اما حمراء اللون او سوداء اللون التي يمكن ان تتحول الى اورام سرطانية في بعض الحالات. ويضيف قوله ان الوحمة هي عبارة عن تجمع خلايا في شكل بقعة متفاوتة الأحجام. ويمكن للوحمة أن تكون مسطحة غير بارزة، ولكنها غالباً ما تكون بارزة فوق سطح الجلد، والوحمة قد تكون خلقية أو مكتسبة. وتجدر الإشارة إلى ان الوحمة الحمراء لا تتحول الى ورم سرطاني، ويمكن إزالتها وفقاً لرغبة الشخص بواسطة الليزر، في حين ان الوحمات السمراء أو السوداء اللون يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية في بعض الحالات. ومن جهة أخرى أكدت الأخصائية النفسانية هاجر كريشان بن حميدة أن تلك الميول الغريبة التي تنتاب بعض النساء خلال فترة الحمل الأولى كأكل الفحم والرمل والصابون لا نجدها إلاّ لدى المرأة غير المثقفة والتي تسكن الأرياف لعدم وجود أدوية وفيتامينات وتضطر لأكل مثل هذه الأشياء لأن جسمها أصبح خاليا من المواد المعدنية وشعورها بضرورة تعويض هذه المعادن من خلال تناول هذه المواد وأضافت قولها ان من الحوامل اللاتي يتناولن إحدى هذه المواد تبقى عالقة بهنّ حتى بعد الولادة حيث أشارت إلى انه لديها مريضة مازلت إلى حد الآن تأكل الفحم ودائما تضعه في حقيبتها ومن حين الى حين تأكل قطعة. أما بالنسبة لشهوات المرأة الحامل ووحمها فهي بيولوجيا لا أساس لها من الصحة فهي متولدة من الاكتئاب والتقلب في المزاج وخوفها من الحمل والولادة في الوقت اللاحق وتظهر علامات الحمل مثل « الدوخة» وغيرها لعدم تقبلها فكرة حملها. أما بالنسبة للشهوات فتضطر إلى فعل ذلك للدلال ولجلب عطف الآخرين ولفت أنظار الغير وخاصة الزوج حتى يهتم بها أكثر كما أنها تسعى دائما لإشعار نفسها وغيرها بالأهمية وفرض شخصيتها. وأخيرا فقط أجمع أهل الاختصاص انه لا يوجد مرض اسمه الوحم وان هذه الحالة هي حالة نفسية تريد المرأة الحامل من خلالها اكتساب الدلال والعطف من المقربين منها وخاصة زوجها