ان الناظر الى ظاهرة وحم النساء والمتأمل فيها يجد من العجائب ما يصعب تصديقه ومن المؤكد أنه لم يسلم بيت أو زوج إلا وعاش الظاهرة عن قرب بكل سلبياتها وإيجابياتها ومن المؤكد أيضا أن خروج الجنين الى حيز الوجود ينسي الوالدين كل متاعبهما السابقة وحول «فترة الوحم» وعلاماتها توجهنا بالسؤال الى الدكتور محمد أنور الرياحي ليشرح لنا أهم الاسباب فقال ما إن تكتمل فرحة الزواج حتى تبدأ مشاكل فترة الوحم الذي تختلف صعوبته من إمرأة الى أخرى دون إستحضار مسألة الوراثة في الامر فكم من بنت عانت الوحم عكس أمها والعكس أيضا صحيح . فلا دخل للعوامل الوراثية حيث أن السبب الرئيسي يعود الى التغيرات الهرمونية المصاحبة للوحم والتي يرافقها تغير يؤدي الى إثارة شهية المرأة الحامل وذلك عن طريق تناول بعض المأكولات الغريبة مثل «الفحم أو الصابون» حيث تشتهي الحامل هذه الاشياء الغريبة لأن رائحتها تثير فيها ذكريات معينة ويربط الدكتور هذه الفترة بالاسباب النفسية والعضوية حيث يقول : إن الوحم يرتبط بالحالة النفسية للمرأة ليتمظهر عبر مظاهر تتجلى في كرهها لروائح أو أطعمة أو رؤية أشيا ء معينة كانت تحبها من قبل كما انها قد تشتهي شم أو رؤية أو تناول أصناف أخرى كانت تكرهها كما يمكن أن يكون صورة من صور الاكتئاب النفسي من ذلك الرغبة في لفت نظر الزوج للاهتمام بها بالاضافة الى التغير في تركيبتها الفيزيولوجية لذا تتغير الرائحة عند المرأة الحامل كأن تشتم من زوجها روائح لا تتحملها مما يتسبب في كرهه وحول التفسير العلمي والطبي لهذه الفترة يقول الدكتور أنور أن الوحم عند المرأة ليس مفتعلا «كما يذهب في آعتقاد البعض وخاصة الرجال» فقد أظهرت آخر الدراسات العلمية أن التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث في جسم المرأة نتيجة التغير في نسبة الهرمونات المختلفة هي المسؤولة عن الوحم. الاصابة بالكلف يشير مصدرنا الى أن كلف الحمل يصيب حوالي 50 الى 70 بالمائة من الحوامل في الاشهر الاخيرة من الحمل ويتميز كلف الحمل بظهور بقع بنية فاتحة محددة الشكل بالوجه في الناحيتين ولا يظهر هذا الكلف الا في المناطق المعرضة للشمس لذا ابتعاد الحامل عن أشعة الشمس قدر المستطاع أمر ضروري لتجنب هذه الاصابات. ويؤكد الدكتور أنور أن فترة الوحم هي بالفعل فترة الشهور الاولى من الحمل وتتطور لدى بعض الحوامل من الشعور بالغثيان والرغبة في التقيء ويرجع ذلك الى أسباب فيزيولوجية ونفسية كما أن الخلايا العصبية المسؤولة في المخ عن حاسة الشم تجعلها أكثر حساسية لبعض الروائح باستحبابها أو النفور منها وحول لجوء بعض السيدات الى تناول الفحم والصابون والطباشير فيفسر الدكتور ذلك بفقدان المرأة حاسة الذوق حيث يتغير الطعم عند المرأة الحامل كأن تنبعث روائح كريهة من الفم ولهذا السبب تلجأ المرأة الى تكسير هذا الطعم وذلك عن طريق تناول هذه المأكولات الغريبة. من طرائف الوحم إن الحديث عن ظاهرة الوحم يجعلك تتوقف بالضرورة عند عدة طرائف لحوامل جعلت سؤالنا عن الفترة التي مرت بها أثناء الوحم فتقول السيدة لطيفة «بربي لا تذكرني» اصعب فترة في حياتي هي فترة الوحم فقد تناولت أشياء لا تخطر على البال حيث أكلت الصابون الاخضر كما كنت دائمة الشجار مع زوجي الذي تحملني طوال فترات الوحم أما سنية متزوجة وأم لطفلين فتقول في فترة الوحم التي مررت بها كنت مسالمة مع زوجي وكنت كثيرة النوم ولا أجد وقتا للحديث معه وتروي لنا بثينة طرفة مرت بها أثناء تلك الفترة حيث تقول عند حفل زفاف أحد الاصدقاء كان زوجي يجلس بجانبي ويحادثني وماراعني إلا أن النعاس أخذني فنمت جالسة فوق الكرسي أما سناء فتقول أن أختها قد تناولت الفحم والصابون وكانت تشتهي غلالا في غير موسمها ودائمة الشجار مع كل أفراد العائلة وكانت أيضا كثيرة النسيان وتضيف كنت أتجنبها قدر المستطاع حتى لا تنشب بيننا الخلافات. أضرار ناجمة عن بعض الاطعمة الورق والفحم والصابون والخروب والطباشير كل هاته المواد لها مضاعفات خطيرة تؤدي حتما الى إلتهابات معوية وعسر هظم مزمن أما قصاصات الورق فتسبب التسمم بالرصاص وفقر الدم أما أكل الطباشير أو جير الحائط أو قشر البيض يؤدي الى حدوث التهابات الاغشية المبطنة للمعدة وأكل الصابون فيؤدي الى اسهال مزمن وما يشبه الحروق الكيميائية بالفم والمعدة أما بالنسبة للسيدات اللواتي يتوحمن بشم «البنزين والدهن» فهن معرضات للاصابة بنوبات ربو