في فصل الشتاء تبرز بعض المهن فهناك من يختار بيع المطريات وهناك من يختار بيع الجوارب والقبعات الصوفية لكن مع حلول فصل الصيف تبرز كذلك بعض المهن الظرفية كبيع المثلجات والكريمات الواقية من الشمس والنظارات والعطورات وغيرها من المهن التي تزدهر في فصل الصيف وتلقى رواجا كبيرا وإقبالا واسعا الاعلان وكعادتها إختارت أن ترصد هذه المهن الظرفية من خلال جولة إنطلقت من شوارع العاصمة. الحنة والحرقوس مورد رزقي السيدة سعاد كانت منهمكة في عملها لم تعبأ لا بحرارة الطقس ولا بنظرات المارة سألناها وكانت إجابتها مختصرة وبعجالة وحول هذه المهنة تقول أنها تعشق رائحة «الحرقوس» منذ صغرها وتضيف كنت أرسم في البداية بالقلم وفوق الورق وعندما آنست في نفسي الكفاءة طلبت مني والدتي المواصلة وكانت تشجعني على العمل والحمد لله أحصل على أجرة طيبة خلال الموسم الصيفي وحول الاسعار تقول محدثتنا أنها مناسبة جدا فمثلا الحنة على الطريقة الخليجية والحرقوس في اليدين والساقين ب 150 دينار هذا بالنسبة للعرائس أما «عرف الحرقوس» فبين 2500 و 5000 حسب نوعية العرف فهناك فرق بين العرف العادي والعرف بالرش. أنشطة تجارية في إحدى الأنهج المزدحمة بتونس العاصمة إختصت بعض المحالات في بيع القبعات والنظارات الشمسية ونقاط أخرى لبيع المشروبات والحلويات والمثلجات، محمد أمين شاب يزاول دراسته بالتعليم الثانوي إختار في فصل الصيف أن يبيع النظارات الشمسية كان يتفنن في ترصيف بضاعته يقول «إني أنتظر فصل الصيف على أحر من الجمر لأبيع بضاعتي وحول مصدر هذه البضاعة يقول أشتريها من الاسواق ويشاطره الرأي كذلك الشاب ماهر حيث يقول إن فصل الصيف هو فصل إزدهار مبيعات الافراح ومستلزمات الاصطياف وبعد طول فترة الدراسة فإن الانسان في حاجة إلى التغيير وتحصيل المال وشراء بعض الاشياء وأنا شخصيا أستغل فصل الصيف لبيع مستلزمات الافراح من البخور والأكواب والمثلجات والمشروبات أما السيد خالد فقد إختار بيع القبعات حيث صفف بمحله كل أشكال وألوان القبعات من الحجم الصغير إلى الحجم الكبير وعن مهنيته يقول إنها ظرفية وتستجيب لمتطلبات الحرفاء. من الفطائر والفريكاسي إلى المكسرات والحلويات والمثلجات يقول العم محمد أن النشاط يتغير حسب طبيعة المواسم ففي فصل الشتاء أبيع الفريكاسي والبيض المسلوق واللبلابي والفطائر أما في فصل الصيف فإنني أغير نشاطي وأخصصه لبيع المثلجات للعابرين يقول إن حرارة الطقس توفر لي بعض المداخيل حيث يكتظ دكاني بالمارة لشراء المثلجات ومن المثلجات الى المشموم حيث إلتقينا بالشاب غيث الذي كان يختبئ من حرارة الشمس تحت ظلال شجرة عبقت رائحتها عن بعد إقتربنا منه وكان ينتقي الياسمين بكل سرعة وحرفية رغم صغر سنه وأما الآنسة سنية فقد إختلفت طريقتها في البحث عن العمل حيث تقول بعد إنتهاء الموسم الدراسي أتابع يوميا عروض العمل المتوفرة في الصحف ولقد وجدت عملي بعد عرض طالعته في إحدى الصحف وتضيف «صحيح أن الشهرية على قدها لكن هذه المهنة ظرفية» وتضيف الآنسة سنية أن الفتيات بإمكانهن إيجاد عمل في المحلات التجارية الكبرى أو في مراكز النداء وفي الشركات الخاصة بصفة ظرفية أما بالنسبة للذكور فإن حظوظ العمل أوفر لديهم إذ بإمكانهم بيع القبعات والنظارات أو المثلجات وبإمكانهم العمل كمنقذين بصفة ظرفية في الشواطئ. النشاط الموسمي فرصة لتحمل المسؤولية يشير الاستاذ الجامعي بسام البرقاوي أن المهن الصيفية وخاصة منها الظرفية والتي يستغلها البعض لتحصيل المال من الممكن أن تفتح آفاقا كبيرة لإثبات شخصية الفرد كما تحفز الشباب على تحمل المسؤولية وعادة هذه الفئة تنجح في حياتها العملية كما أن الانشطة الظرفية من الممكن أن تخلق ديناميكية وطرق وأساليب عديدة في العمل وفي التعامل مع الآخرين فهي من الممكن أن تفتح آفاقا أوسع لمهن أخرى وبإمكانها كذلك تنشيط المنظومة الاقتصادية ويضيف محدثنا أن هناك العديد من الشباب والفتيات من لا يستطعن مقاومة الفراغ ويعتبر أن المهن الموسمية فرصة لملئ الفراغ وإثبات الوجود وحول طبيعة هؤلاء الشباب الذين يستغلون الموسم الصيفي للعمل يقول أنهم يتميزون بالديناميكية كما أن تجربتهم الموسمية تخوّل لهم النجاح مستقبلا في حياتهم العملية