يكتسي قطاع التشغيل في تونس أهمية فائقة باعتبار المكانة المتميزة التي يحظى بها من خلال جعله أولوية وطنية ومحورا أساسيا للعمل التنموي وذلك ضمن مقاربة تعتمد تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي ورؤية استشرافية تستقري المتغيّرات الهيكلية التي يشهدها واقع الاستثمار والإنتاج وفي هذا الإطار تسعى جامعة قابس للانفتاح على محيطها الاقتصادي وتعمل على تسهيل إدماج خريجي التعليم العالي في الحياة المهنية وحثهم على الانتصاب للحساب الخاص من ذلك أنها أبرمت مع الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل بقابس اتفاقية شراكة في مجال التشغيل والعمل المستقل على إثر الزيارة التي أداها وزير التشغيل والادماج المهني للشباب في 13 جويلية 2009 إلى ولاية قابس، وتهدف هذه الاتفاقية إلى ضبط إطار التعاون بين الوكالة والجامعة في مجال الإعلام والتشجيع على العمل المؤجر والمستقل حيث تتعهد جامعة قابس بإعلام الطلبة و المدرسين و الباحثين بوجود مواعيد دورية تعنى بالإعلام حول التشغيل و العمل المستقل إلى جانب مساعدة الباعثين في إعداد الدراسات الخاصة بإنشاء مشاريعهم وذلك بتوفير المحيط العملي و العلمي و الاقتصادي لإنجاز المشروع وتمكين الوكالة من المشاركة في التظاهرات التي تنظمها الجامعة، ومن جهتها تتعهد الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل بتوفير المعلقات و المطويات و الأدلة و المنظومات المعلوماتية المتعلقة بتدخلات الوكالة في مجال التشغيل و العمل المستقل إلى جانب الإعلام حول برامج تشغيل الشباب و حول عروض الشغل و التربصات المتوفرة على الصعيد الوطني و الآليات المتوفرة لدفع العمل المستقل والمساهمة في تكوين أعضاء خلايا الإدماج بالكليات و المعاهد العليا الذين يتولون بدورهم تقديم الخدمات المطلوبة من طرف الطلبة للاندماج في الدورة. كما نظّمت خلية الإدماج المهني بجامعة قابس في نفس السياق تحت إشراف السيد عبد الكريم مصباح والي قابس وبالتعاون مع الغرفة التجارية والصناعية بالجنوب الشرقي والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل ووكالة النهوض بالصناعة والبنك التونسي للتضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسّطة مؤخرا بأحد نزل قابس يوما إعلاميا حول :«التعريف ببرامج التشغيل والانتصاب للحساب الخاص» لفائدة خرّيجي مؤسسات التعليم العالي والبحث بالجنوب الشرقي، وقد واكب هذه التظاهرة عدد هامّ من المتخرّجين الجدد (2009) من مختلف ولايات الجنوب الشرقي (قابس، مدنين، تطاوين) فكانت فرصة للتعرّف على برامج التشغيل وعلى سبل الانتصاب للحساب الخاص مرورا بآليات تمويل المشاريع والتحفيزات التي يوفّرها الجهاز البنكي عبر البنك التونسي للتضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسّطة وكذلك مرورا بالتساؤل عن إمكانية مواصلة الدراسة بالمرحلة الثالثة، فكان هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي تعبيرا من جامعة قابس على الحرص في أداء المهمّة الموكولة إليها وبحثها عن الامتياز من خلال محاولة ملاحقة التغيّرات السريعة التي تعرفها أسواق الشغل والعمل المستقل وتعبيرا على استعدادها لتحسين مناهجها وتطويرها وتجديدها حتّى تيسّر لخرّيجيها الدخول إلى سوق الشغل وتلبي حاجات المجتمع الجديدة والمتجدّدة