عادة ما يتم التخلص من النفايات العضوية في مصبات المراقبة مما يترتب عنه كثير من التلوث خاصة من جراء إنبعاث غازات مضرة بطبقة الأوزون وللإستفادة من هذه المواد العضوية والتقليل من نسبة التلوث قام مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة بعدة أبحاث لتثمين النفايات الغنية بالمواد الحضرية القابلة للتخمير ولتوليد الطاقة الكهربائية والحرارية هذه الدراسات أثبتت نتائج هامة من شأنها إحداث تغييرات جذرية على مستوى تحويل الفضلات الى طاقة كهربائية وحرارية وتقليص المشاكل البيئية والصحية وبما أن أسواق الجملة تفرز أطنانا من النفايات العضوية التي تضر ماديا بالصناعيين والنجار وبيئيا بالانسان أحدث مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة مؤخرا مشروعا بيئيا مثمرا بالتعاون مع الصناعيين والتجار لبتثمين النفايات حسب الخصائص المحلية وإتخذ سوق الجملة ببئر القصعة كنقطة بداية وأنموذج لتطبيق هذا التصور التكنولوجي الذي توصل اليه المركز بإعتبار أن هذا السوق ينتج يوميا 25 طنا من الفضلات العضوية التي تساهم حسب الابحاث في إنتاج 1800م2 من الغاز يوميا منها 60٪ من غاز الميتان الذي يحوّل الى طاقة كهربائية وحرارية. في الثلاثة أشهر القادمة المشروع سيدخل حيز التنفيذ وفي هذا الخصوص أفادنا السيد فاضل المهيري مدير التحويل والتجديد التكنولوجي أن هذا المشروع في سوق الجملة ببئر القصعة سيساهم في إنتاج قرابة 380 كيلو واط من الطاقة منها 180 كيلو واط كهرباء وقرابة 200 كيلو واط حرارة بإمكانها تغطية 30٪ من الحاجيات للطاقة بسوق الجملة هذا ويشير السيد فاضل المهيري أن الاشغال ستنطلق في الثلاثة الاشهر القادمة بعد أن لاقت إستحسان الصناعيين والتجار خاصة وأن هذا المشروع سيساهم في تقليص كلفة جمع ونقل وردم الفضلات في المصبات المراقبة التي قدرت ب 650 ألف دينار سنة 2009 والتي من المتوقع أن تصل الى 971 ألف دينار سنة 2020. تحويل الفضلات الى كهرباء وحرارة ونظرا لأهمية هذا المشروع البيئي لم يقتصر مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة على سوق الجملة ببئر القصعة بل الابحاث والدراسات جارية وسيتم تعميم هذا المشروع على الأقل حاليا في أسواق الجملة بكل من سوسة وصفاقس وبنزرت ونابل بعد بئر القصعة والذي يفرز كل سوق منها بين 6 و 15 طن يوميا وفي هذا الاطار قامت وزارة البيئة والتنمية المستديمة ببعث مشروع بتركيز وحدات للتثمين الحراري في الحين الذي يعمل فيه المركز الدولي لتكنولوجيا البيئة بكل جدية على إحداث الدراسات والبحوث اللازمة لتنفيذ هذا المشروع وحسب مصادرنا الخاصة سيتم الإنتهاء من هذه البحوث خلال سنة 2010 كما يؤكد لنا السيد فاضل المهيري أن هذا المشروع البيئي المثمر سيعمم بعد ذلك على جل المصانع والمعامل المفرزة للنفايات العضوية وحاليا تم إنجاز دراسات لتحويل فضلات معامل اليوغورت وشركات اللحوم الى كهرباء وحرارة ويضيف مصدرنا أنه في الوقت الراهن ستتكفل وزارة البيئة والتنمية المستديمة بالقيام بالدراسات والبحوث في حين ستهتم الشركات الكبرى والمصانع والمعامل المفرزة لهذه النفايات بتكلفة هذا المشروع وذلك لأهمية هذا الانجاز ونتائجه المفيدة ماديا وصحيا. نتائج باهرة توصلت دراسات وأبحاث مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة إلى كثير من النتائج الباهرة للتقليص من التلوث البيئي واستغلال النفايات العضوية في توليد الطاقة الكهربائية والحرارية ومن ذلك تحويل أكسيد الكربون إلى ماء يتبخر بدوره وجزء من هذه الغازات ك»المتان» و» الميتانول» تحول إلى كهرباء وحرارة كما أفادنا السيد خالد شلبي مسؤول بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة هذا وقد تفاعلت وتجاوبت كثير من الشركات الكبرى ذات الصبغة التجارية والصناعية مع هذا المشروع البيئي المثمر هذه الشراكة أكدتها شركة» بولينا» من خلال حرصها على خلط فضلات الدواجن ب» سير» الخشب وفي ظرف 45 يوم يتحول إلى أسمدة يمكن استغلالها في مزارع بولينا والاهم من طل هذا من سينتفع بهذه الطاقة الكهربائية والحرارية وبهذا الخصوص أفادنا السيد فاضل المهيري أن الطاقة المحولة سينتفع بها أسواق الجملة أو ستباع للشركة التونسية للكهرباء والغاز