الجديد في جراحة التجميل بتونس بات أمرا عاديا لا يثير أي استغراب وقد تطوّر هذا القطاع بشكل ملحوظ وتعزّزت السياحة الصحية في بلادنا وبلغ حجم الصادرات الصحية 320 مليون دينار سنة 2007.. كل هذا يبدو عاديّا اذا ما تعلّق الأمر بجراحة التجميل في القطاع الخاص أما اذا ارتبط الأمر بجراحة التجميل بالقطاع العمومي فيصبح التساؤل مطروحا من يتوجّه الى هذه العيادات؟ وهل لكل مواطن الحق في القيام بعمليات التجميل؟ والى من تعطى الأولوية؟ وماهي قيمة التكلفة كل هذه التساؤلات طرحناها على الدكتور علي العدواني رئيس قسم جراحة الوجه والتجميل بمستشفى شارل نيكول الذي أفادنا بجملة من المعلومات التي غالبا ما يجهلها المواطن التونسي الفرق بين التجميل والترميم وفي بداية حديثنا مع الدكتور علي العدواني حاول توضيح بعض المفاهيم التي تختلط في أذهان البعض مبررا الفرق بين جراحة التجميلChirurgie esthétique التي تجرى لغاية تجميلية بالأساس كتغيير شكل الأنف أو شدّ الوجه أو شفط الدهون أو إبراز الثديين.. عن الجراحة الترميمية Chirurgie réparatrice التي تجرى عادة في حالة التشوّهات الخلقية أو في حالة حدوث حادث لغاية إعادة وظيفة العضو للحالة الطبيعية ثم تطرّق الدكتور العدواني الى سبب إدراج الجراحة التجميلية في القطاع العمومي في الحين الذي تفتقر فيه البلدان الأوروبية لهذا الإختصاص في مستشفياتها العمومية وذلك بقوله «ان إدراج هذا الإختصاص داخل المنظومة العمومية يخضع لكل القواعد الجراحية من فحوصات طبية وتحاليل مخبرية وأشعّة حسب متطلّبات الحالة ورغم ذلك فنحن لا نعطيها الأولوية لكننا غالبا ما نقوم بها لغاية تكوينية وتطبيقية بحتة ولا تتجاوز جراحة التجميل ٪10 من جملة نشاطاتنا في قسم جراحة الوجه والتجميل وعلى 900 حالة في السنة نجري تقريبا خمسين جراحة تجميلية وقد شمل هذا النوع من الجراحات تقريبا كل المستشفيات الإستشفائية الجامعية من ذلك صفاقس - المنستير - سوسة».. التكلفة مماثلة للأقسام الأخرى كما أفادنا الدكتور علي العدواني أنه بإمكان أي شخص التوجه الى هذا القسم وطلب القيام بجراحة تجميلية والفريق الطبي بعد دراسة الحالات المسجّلة في جدول بإمكانه القيام بالبعض منها والإختيار يكون حسب نوعية الحالات الأكثر نفعا للأطباء المتربصين أما البعض الآخر فيقع اختياره من منطلق انساني وهذا ينطبق على الفئات العمرية والإجتماعية المختلفة. وبخصوص التكلفة فهي لا تختلف عن إجراء أي عملية أو علاج في قسم آخر.. وعن قيمة الأدوات الطبية ونسبة تطورها أفادنا الدكتور علي العدواني أن هذه الجراحة لا تتطلّب أدوات طبية مختلفة كثيرا ورغم ذلك فإن الضروري والمهمّ متوفر في قسم جراحة الوجه والتجميل وسلطة الإشراف لا تتوانى عن توفير كل ما يتطلّبه هذا القسم وبهذا الخصوص يتوجّه الدكتور علي العدواني بجزيل الشكر لسلطة الإشراف وفي خلاصة حديثنا أفادنا مصدرنا بأنه تمّ إنشاء جمعية جراحة التجميل منذ سنة ونصف والى جانب كونه رئيس قسم بمستشفى شارل نيكول فإنه يمثل أيضا كاهية رئيس جمعية جراحة التجميل بتونس وقد قامت هذه الجمعية بتظاهرة علمية حول شدّ الوجه في جانفي 2009 وحاليا هي في طور التحضير لتظاهرة حول جراحة تجميل الأنف وتجميل الثديين يوم 9 و10 أكتوبر والجديد أن هذه التظاهرة ستهتمّ في اليوم الأول بالجانب النظري لكن اليوم الثاني سيكون تطبيقيا بحتا وذلك بإجراء العمليات الجراحية التجميلية بحضور عديد الكفاءات والأطباء المتربصين