قوم ربّات البيوت بتخزين أنواع شتّى من الخضر والغلال والعصير يتمّ آستعمالها عند الحاجة وكثيرمن النساء اللواتي يعملن يقمن بطهو عدة وجبات على مدى عدد أيام الأسبوع ويحفظنها في بيت التبريد فهل تفقد هذه المواد الغذائية قيمتها الغذائية أم تحافظ على مكوّناتها الأساسية بحفظها في الثلاجة خاصة وأننا نعلم أن «الجلبانة» و«الفول» و«القنارية» و«القناوية» و«البقدونس» و«الجزر» وعصير البرتقال والليمون والفراولة والطماطم و«الهريسة العربي» كلها مواد غذائية يتمّ حفظها في بيت التبريد بالثلاجة ويقع استعمالها يوميا وخاصة في شهر رمضان حسب الحاجة دون علم منّا بمدى صحة هذا السلوك وفي هذا الإطار توجهنا بالسؤال إلى الدكتور عبد الرزاق معمّر إخصائي بالمعهد الوطني للتغذية لإستفساره عن فترة تجميد المواد الغذائية وشروط حفظها.
الفرق بين التبريد والتجميد وفي بداية حوارنا حاول الدكتور عبد الرزاق معمّر توضيح الفرق بين التبريد Refrigération الذي توفّره الثلاجة العادية والتجميد Congelation الذي يتطلّب درجة تبريد تساوي 18 درجة تحت الصفر الشيء الذي لا يتوفر في بيت الثلاجة العادية التي لا تتجاوز درجات حرارتها الصفر درجة وفي كلتا الحالتين يمكن حفظ المواد الغذائية لكن بالتأكيد فترة الحفظ تختلف حسب نوعية الطريقة فإن كانت الطريقة المعتمدة هي التبريد وهو أساسا الطريقة المستعملة تقريبا في جلّ البيوت فإن حفظ المواد الغذائية بأنواعها لحوما كانت أو خضرا أو غلالا أو أي نوع من أنواع المواد الغذائية فلا يمكن أن تتجاوز عشرة أيام كأقصى تقدير واذا مازاد عن ذلك فيمكن أن يفسد المادة الغذائية خاصة اللحوم وبعض الغلال كالبرتقال والليمون وتصبح ضارة لذا يؤكد الدكتور عبد الرزاق معمّر على ضرورة تجنّب حفظ المواد الغذائية في بيت التبريد بالثلاجة لأكثر من عشرة أيام حتى لا تفقد قيمتها الغذائية ولا تتلف ويشير الدكتور عبد الرزاق معمّر أن عصير الغلال مثلا يفقد تقريبا فيتاميناته الجملية بحفظه في بيت التبريد في حين يفقد المربّي قرابة ٪40 من قيمته الغذائية أما بالنسبة للحوم فإنها تتلف تماما بعد عشرة أيام من الحفظ أما بالنسبة للخضر فإنها إضافة الى أنها تفقد قيمتها الغذائية فإن طعمها ولونها أيضا يتغيّران ان تجاوزت مدة الحفظ عشرة أيام لأن جميع أنواع «الفيتامينات» حساسة للضوء والحرارة وتتبخّر بمجرّد تعرضهما لهذين العنصرين.
التجميد يحافظ على القيمة الغذائية وبعد أن تعرّفنا على مدة وكيفية الحفظ في بيت التبريد في الثلاجة في درجات حرارة تتراوح بين الأربع درجات والصفر درجة بقي أن نتعرّف على فترة وكيفية الحفظ بطريقة التجميد حيث يفيدنا الدكتور عبد الرزاق في هذا الإطار بأن التجميد يحافظ على الفيتامينات لمدة سنتين دون فقدان شيء منها في درجات برودة لا تقلّ عن 18 درجة تحت الصّفر. وبهذا الخصوص توجّهنا بالسؤال الى الدكتور لإستفساره عن الإنعكاسات الصحية السلبية للتجميد وعن مدى صحّة الدراسات القائلة بإمكانية الإصابة بأمراض سرطانية جراء إستعمال المواد الغذائية المجمّدة فأفادنا أنه لا خوف من تجميد المواد الغذائية مادمنا لا نستعمل مواد كيميائية للحفظ والخزن وأشار الى أن التجميد أنجع طريقة للمحافظة على القيمة الغذائية للمواد الغذائية لمدة زمنية طويلة ومن المستحسن الإبتعاد عن الحفظ في بيت التبريد للثلاجة لفترة أطول من عشرة أيام ويضيف الدكتور مؤكدا على ضرورة استعمال المادة المجمّدة مباشرة بعد إخراجها حتى لا تفسد ونضطرّ لإتلافها وحتى لا نستعملها وهي غير صالحة.
الشروط الصحية للحفظ ويشير الدكتور عبد الرزاق معمّر أن الحفظ سواء في بيت التبريد بالثلاجة أو بطريقة التجميد تخضع لعدة شروط حتى ينجح الحفظ ولا تتلف المواد المخزّنة من ذلك ضرورة أن تكون المادة التي نروم حفظها في حالة جيّدة يتمّ تنظيفها وإزالة كل الشوائب منها ووضعها في بلاستيك غذائي مخصّص للحفظ وليس في بلاستيك عادي ويضيف مصدرنا أن بعض الناس لا يتّبعون الطرق الصحية للحفظ من ذلك تجميد السمك دون تنظيفه رغم أن في ذلك مضرّة للمستهلك بسبب «تعفن» أمعاء السمك وتحلّلها داخل اللحم ما ينجرّ عنه تغير في لون وطعم السمك بعد طهوه فمن المستحسن تنظفيه قبل حفظه وتجميده ونفس الشيء ينطبق على اللحوم فقبل حفظها يجب تنظيفها وتقسيمها حسب رغبتنا في بلاستيك غذائي ولم يقتصر الدكتور على إفادتنا بكيفية وشروط الحفظ بل حاول مدنا بطرق جديدة مستعملة في أوروبا خاصة منها فرنسا وهي طريقة Le blanchiment التي تستوجب وضع الغلال بعد قطعها وإزالة لبها في ماء يغلي وإخراجها مباشرة وحفظها وتجميدها بعد ذلك وهذه الطريقة تكون جدار حماية للغلال