«الصباح» تزور مطعم المركب الجامعي بالعاصمة رفقة فريق مراقبة صحية تونس الصباح: "حرصا من ديوان الخدمات الجامعية على تقديم أكلة غذائية سليمة ومتوازنة للطلبة ، يسهر فريق من الفنيين الساميين في التغذية وفي حفظ الصحة على احترام قواعد الصحة المتعلقة بالمواد الغذائية ( عند التزود والحفظ والإعداد والتوزيع والاستهلاك.) هذه الكلمات نقرأها في موقع ديوان الخدمات الجامعية للشمال على شبكة الانترنيت وفي مطويات موجهة إلى الطلبة.. ولكن كيف تتم المراقبة وما هي الشروط الواجب توفرها في المطاعم الجامعية وهل حدث أن أصيب طلبة بتسممات غذائية جراء تناولهم لأكلات في مطاعم جامعية. وهل حقا يتم استعمال "الكربوناتو" في الطبخ وهل يتم إعداد المأكولات باللحوم المجمدة.. هذه بعض الأسئلة التي طرحناها على مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية وعلى أخصائيين في التغذية وحفظ الصحة وعلى مدير مطعم جامعي بالعاصمة زرناه أمس للتعرف على ظروف إعداد الأكلة الجامعية رفقة فريق مراقبة صحية من إدارة حفظ صحة الوسط ومن إدارة الطب المدرسي والجامعي.. كما تحدثنا إلى عدد من الطلبة رواد هذا المطعم الجامعي واستمعنا إلى آرائهم بشأن الأكلة الجامعية فكان هذا النقل الذي تطالعون تفاصيله في الورقة التالية.
في مطعم المركب الجامعي: ماذا عن طريقة إعداد الوجبات الغذائية؟ أردنا أن تكون زيارة المطعم الجامعي فجائية لكن ذلك لم يحصل.. فخلافا للزيارات السابقة التي أجرتها الصباح بصفة فجائية رفقة فرق المراقبة الصحية لمطاعم عمومية ومحلات بيع مواد غذائية فقد تطلبت زيارة المطعم الجامعي الحصول على موافقة الإدارة نظرا لأن فريق حفظ الصحة سيكون مصحوبا بصحفية ومصور.. ولكن إعلام إدارة المطعم تم قبل ساعة أو ساعة ونصف من موعد الزيارة وهو وقت لا يمكن فيه تجاوز الاخلالات إن وجدت وفق ما أكده أعوان المراقبة الصحية الذين اصطحبونا في هذه الزيارة وهما السيد شكري بوخذير مهندس ومراقب صحي في إدارة حفظ الصحة والسيدة آمال زبدة فني سام في حفظ الصحة بإدارة الطب المدرسي والجامعي.. وتمت خلال هذه الجولة التي أجريناها بكافة أرجاء المطعم الجامعي التثبت من شروط حفظ الصحة والنظافة بجميع المسالك أولها الفضاء الخارجي الذي يودع فيه المزود المواد الغذائية وهو مفصول عن المطبخ وبعد أن يتم نقل تلك المواد إلى صناديق نظيفة تابعة للمطعم تنقل المواد الحساسة منها مثل البيض الياغرت والأجبان واللحوم والأسماك بسرعة إلى غرف التبريد المخصصة لكل واحدة منها وتنقل الخضر والغلال إلى قاعة أخرى لتنظيفها قبل وضعها في غرفة التبريد كما توجد فضاءات أخرى مفصولة واحد يحتوي على مواد النظافة والقدور والأطباق وغيرها من المستلزمات وفضاء آخر مخصص للمواد الغذائية المعبأة في أكياس مثل المقرونة والكسكسي والملح وعلب الطماطم والمصبرات وغيرها وفضاء مخصص للزيت وأخر لغسل الخضروات بآلة معدة للغرض وفضاء آخر يمنع فيه الدخول منعا باتا إلا على العاملين فيه وهو مخصص لإعداد السلطة وبعدها تحولنا إلى المطبخ وعاينا كيفية إعداد الأكلات وراقب أعوان الصحة درجات حرارة الطهي وهي مهمة جدا لأن الحرارة تقضي على الميكروبات إن وجدت كما تحولنا إثر ذلك إلى قاعة مخصصة لوضع الخبز وقطعه.. وإلى الفضاءات المخصصة لتوزيع الأكلات الجامعية على الطلبة والفضاء المخصص لغسل الأطباق ولاحظ الفريق المرافق لنا أن هناك إمكانية لإجراء اختبار يبين هل أن الأطباق نظيفة بالفعل وهل أزيلت منها مواد التنظيف كليا أم بقي قليل منها عالق فيها ويمكن أن يتسبب في مضار صحية للطالب.. أكلة الأساتذة بعد الانتهاء من زيارة مختلف فضاءات المطعم الجامعي بالمركب الجامعي بالمنار زرنا فضاء آخر مخصص لتقديم الوجبات الغذائية للأساتذة وقالت لنا المختصة في التغذية بالمطعم الجامعي وهي السيدة سهام الطويل إن الاساتذة يتناولون نفس الأكلة التي تقدم للطلبة باستثناء وضعها في صحون عوضا عن الأطباق. وبينت مرافقتها السيدة نجلاء الخضراوي وهي بدورها مختصة في التغذية بهذا المطعم الجامعي أن جميع القدور التي تستعمل في المطعم الجامعي هي من الإينوكس وقد تمنع استعمال الأواني المصنوعة من الأليمنيوم وبينت أن هناك حرص على أن تكون الأكلة الجامعية متوازنة. وعن محتويات طبق أمس قالت إنه يتكون من مرق خضر مدبش وطاجين تن سلطة وبرتقالة.. وهو من الناحية الغذائية كاف.. وعمل فريق المراقبة الصحية على التثبت من تاريخ صلاحية المواد الغذائية الموجودة هناك ومن جودتها ومن درجات حرارة بيوت التبريد وقالت السيدة آمال زبدة إن الأعوان العاملين في المطاعم الجامعية مدعوون إلى القيام بفحوصات طبية دورية تثبت سلامتهم من الأمراض ولاحظت أن نتائج التحاليل يجب أن تكون متوفرة في إدارة المطعم الجامعي ودعا المهندس شكري بوخذير إلى التأكد جيدا من نظافة الأطباق. واستحسن المراقبان الخدمات المقدمة في المطعم وتوفر شروط النظافة وحفظ الصحة.. 3 آلاف أكلة يوميا بين مدير المطعم الجامعي السيد فيصل صفر أنه يتم يوميا إعداد 3 آلاف أكلة جامعية في وجبة الغذاء وهي الوجبة الوحيدة التي يقدمها المطعم وأن هناك حرص كبير على توفر جانب السلامة والنظافة وأن هناك عدة مصالح تراقب المطاعم الجامعية وطبيب بيطري يراقب اللحوم ونفى استعمال الكربوناتو واللحوم المجمدة وبين أن المطعم لا يحتوي على ثلاجات للتجميد بل يحتوي على بيوت تبريد.. كما أن كميات الدجاج التي يتم جلبها تطبخ في اليوم نفسه ولا يسمح بوضعها في الثلاجة واستعمالها في اليوم الموالي.. وعن سؤال يتعلق بنوعية الشكاوى التي تصله من الطلبة أجاب أن الطلبة لهم أفكار مسبقة تتمثل في استعمال الكربوناتو في طهي الأكل واستعمال اللحوم المجمدة وهو خطأ ويحاول المدير اقناع الطالب بذلك ويصطحب البعض منهم في جولة داخل مطبخ المطعم ليتأكدوا بأنفسهم مما يوجد في الداخل. كما يشتكي الطلبة من مكونات الطبق فهم يحبذون الكسكسي والمقرونة وكل ما يؤكل بالملعقة على المرق والجاري وتصل كلفة الطبق على حد قوله إلى دينار ولكن الطالب لا يدفع سوى 200 مليم..