مثلت الثورة التكنولوجية مرحلة هامة في حياة الإنسان وبفضل هاته التكنولوجيات الجديدة والابتكارات تمكن العقل البشري من التطور والتجديد وفيما اختار البعض عرض ابتكاراته عبر شاشات العالم اختار البعض الأخر تسويق ابتكاراته واختراعاته عبر الأنترنات وعلى مواقع الفايس بوك هذا الموقع الاجتماعي الذي يهدف صاحبه من خلاله الى تكوين صدقات مع طلاب جامعة هارفارد الأمريكية تحول اليوم إلى موقع يساعد الموهوبين والمبتدئين على صقل مواهبهم وتطوير قدراتهم ولهذا السبب امتلأت هاته المواقع بشبكة من الاختراعات والمخترعين لتسويق أفكارهم ولتشجيع الأطفال على الابتكار والتفكير المنظم . وفي جولة صغيرة عبر مواقع الأنترنات نلمح هذا الكم الهائل من المبتكرين من كافة الأعمار والأجناس حتى أن الأطفال لقوا حظهم في هذا المجال كما وفرت الأنترنات موقعا بالمبتكرين والمخترعين هو www.inventionshow.com يتيح لأصحاب الابتكارات تحسين مهاراتهم كما عمل البعض الأخر على استثمار الفايس بوك في أعمال الخير للقيام بأعمال تطوعية في المجتمع واستفاد البعض الأخر من أصحاب المواهب ماديا وذلك عبر استغلال أفكاره لأغراض أخرى ونذكر في هذا الصدد الأغنية التي بثتها الطفلة على شبكة الأنترنات والتي جنت من خلالها أرباحا وفيرة نتيجة استغلالها في إحدى الومضات الاشهارية وكذلك الشهرة العالمية التي جناها البعض الأخر من الأنترنات وهذا مايجعلنا نعترف بان عالم الأنترنات أتاح فرصة هامة للعديد من الشباب للتعريف بأبداعاتهم ومشاريعهم التي تحقق أهدافا مشتركة تصب في صالح الجميع غير أن البعض الأخر من الشباب اختار توظيف بعض المواقع سلبا ومن بين التجاوزات اللاأخلاقية استغلال بعض الصور لنجوم عالميين دون إذن منهم في مقاطع وصور إباحية كذلك التشهير بالفتيات وانتهاك خصوصياتهن أيضا ترويج أكاذيب وأخبار مغالطة للرأي العام ولنا أن نستحضر مثال إشاعة خطف الأطفال التي استغلها البعض للتشويش والترهيب عبر مواقع الأنترنات هاته القصة التي تورطت فيها امرأة ادعت خطف ابنتها وبثت هاته المعلومة عبر شبكة الأنترنات غير انه وبتقصي الأمر تبين ا ن هاته السيدة تروج أكاذيب زائفة وهو ما عرضها للتبعات العدلية ولعل من الأمثال الأخرى والتي يمكن ذكرها هو انتحال شخصية الممثل التونسي احمد الأندلسي وذلك بنشر صورته ووضع معطيات شخصية مزيفة الهدف منها الابتزاز والتحيل.. وكثيرة هي الأمثلة التي تندرج في هذا الإطار. ان هاته الممارسات اليومية من شانها أن تؤدي إلى نتائج وخيمة سيما إذا ارتبطت بالأطفال نظرا لعدم اكتمال النضج الفكري لديهم وهو ما قد يؤثر سلبا على شخصيتهم خاصة عند مشاهدتهم لومضات منافية للأخلاق أو عند سماعهم لكلمات غير مهذّبة مثل الأغنية التي قام بأدائها مجموعة من الأطفال والتي احتوت كلماتها على ألفاظ تنمّ عن تدنّي لغوي وأخلاقي مثل «اذهب من قدامي»، «تقرقش من قدامي» ومن هنا تصبح الرقابة العائلية ضرورة ملحة حتى يتم استغلال الأنترنات على الوجه الأمثل وتكون بذلك وسيلة للابتكار لاوسيلة للانحراف