باتت اللقاءات الدبلوماسية التي يجريها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حثيثة، حيث تكثّفت لقاءاته مع زعماء عدة دول، خلال الزيارات المتكررة للجزائر، التي حظي فيها باستقبال رسمي من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واتصالاته الخارجية التي يجريها، إضافة إلى حضوره في مؤتمر دافوس الذي لا تحضره سوى الشخصيات الوازنة أو رؤساء الدول. ومؤخرا انتقل رئيس حركة النهضة بدعوة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى الجزائر لمناقشة الملف الليبي في إطار البحث عن حلّ توافيّ يجنّب الدولة الليبية مزيد الانقسام. إلى ذلك عقد رئيس الديوان برئاسة الجمهورية الجزائرية أحمد أويحيى، اجتماعا غير معلن مع القيادي الإسلامي الليبي البارز علي الصلابي والتأم في منزل راشد الغنوشي. كما توجه الغنوشي إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أين ألقى كلمة وتحّدث عن الوضع الاقتصادي في تونس والظاهرة الإرهابية والإسلام الديمقراطي. أضف إلى ذلك طلب راشد الغنوشي من السعودية الوساطة بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين في مصر. كلّ هذه التحركّات اعتبرها مراقبون تدخل تحت طائلة نية الغنوشي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتحضيراته لخوض الرهان الانتخابي المقبل، في حين اعتبرها الغنوشي "تندرج ضمن ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية التي لا تعوض الدبلوماسية الرسمية للدولة." وفي هذا السياق أفاد القيادي بحركة النهضة، العجمي الوريمي، أنّ كلّ تحركات الغنوشي تأتي في إطار مسؤوليّته كرئيس للحزب الثاني في الحكم والحزب الأول في البرلمان. ونفى الوريمي في تصريح لحقائق أون لاين، ما يعتبره البعض دبلوماسية موازية أو تحضيرات الغنوشي للترشح للانتخابات الرئاسية. وأكد الوريمي أنّ الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أمر ليس مطروحا البتّة في الوقت الراهن على مستوى رئاسة الحركة أو لدى أي قياداتها، في الوقت الراهن. واعتبر الوريمي أنّ راشد الغنوشي زعيم إسلامي ومفكّر وله كلمته وعلاقاته في مختلف الدول، واعتبر أنه يقوم بدور موكول له.