عاد السيد الهاشمي الحامدي رئيس حزب "تيار المحبة... عاد السيد الهاشمي الحامدي رئيس حزب "تيار المحبة" ( "العريضة الشعبية" سابقا ) إلى إطلالاته الإعلامية بعد غيابه مدة قصيرة عن المنابر الإعلامية واصفا حضوره في قناة الحوار التونسي- التي أعلن سابقا عن مقاطعته لها - مع المنشط نوفل الورتاني ب"صفحة جديدة" مع القناة وهو ما يفسر اهتزاز الرجل و حبه الكبير للظهور الإعلامي. يمكن أن نعذر هذا التونسي البريطاني عن حبه الشديد للمنابر الإعلامية فهكذا حال كل السياسيين ولكن كان من المنتظر من الحامدي بعد "الصفحة الجديدة" التي تحدث عنها أن يجدد خطابه الإعلامي وأن يتخلى عن الشعبوية التي ملّ منها التونسيون فخمس سنوات من الخطاب الأجوف ولغة الخشب كانت كافية لمعرفة حقيقة كل البرامج الوهمية التي يسوق لها "تيار المحبة"، شخصيا كنت أعتقد أن الحامدي تعلم من دروس الانتخابات السابقة وفهم الرسالة وسيعتمد على خطاب جديد يحاول من خلاله استرجاع القليل من ثقة بعض مناصريه الذين انتخبوه سابقا ولكن يبدو أن صديقنا ثقيل الظل لم يجد حلولا أخرى للتماهي في التسويق الشعارات المنمقة إلا بالخطاب الشعبوي والسياسوية الموغلة في السفسطة، فلا حديث عنده سوى دغدغة عواطف الفقراء و المساكين الذين بقوا مجرد رقم انتخابي يلعب حوله السياسيون ويزايدون به على بعضهم البعض في متاجرهم السياسية، وتذكيره من حين إلى آخر بأنه سيترشح إلى الانتخابات القادمة و سيكتسح البرلمان وسيحكم قرطاج عن طريق مليوني صوت التي سيمنحها إياه الفقراء كما يتوهم. حضور الحامدي في الحوار التونسي و بعدها في قناة التاسعة و لا ندري في أي الإذاعات تكلم أيضا لا يدل على أنه نضج سياسيا بعد تجربة ما بعد الثورة فالحديث عن "قلبان الطاولة" على النهضة و النداء كما يقول لم يتجاوز شعبوية بغيضة لا تدل إلا عن حقد لم يتجاوز الوعي السياسي المطلوب لتقديم خطاب سياسي علمي وتحليلي عن مشاكل تونس التي تعانيها جراء زواج المتعة بين هذين الحزبين، ولاتدل إلا على الافتقار إلى برامج جدية يمكنها منافسة الاستقطابات الحادة في الساحة السياسية فهل يعقل أن يواصل سياسي خطابه المهترئ نفسه بعد كل المتغيرات السياسية التي حصلت منذ سنة 2014 إلا إذا لم يكن في جعبته إلا تلك البذاءة التي لم تعد تنطلي على التونسيين. ولأننا نعيش عصر البذاءة بكل تجلياتها يستضيف لنا السيد برهان بسيس شخصا يدعي أنه سياسي يزخر برنامجه الانتخابي بعاهات يصعب حصرها و يستحيل تقويمها من قبيل تزويج القاصرات وبناء جسور كتلك التي يتحدثون عنها في حكايات المصباح السحري. بالإضافة إلى الحجم الهائل من السب و الشتم و الخطاب المشين و الألفاظ النابية التي يستحي أحدنا أن يسمعها في الشارع. ومع كل ذلك يصر هذا الشخص على أنه عنوان للسياسة وأنه يجرؤ على الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة فأي بذاءة سياسية نتجرعها كل يوم من أمثال هؤلاء؟ ألا يرحمونا من مرضهم المزمن ويتركوا حال الشعب للشعب. مشهد آخر أثار الكثير من القرف في الشارع التونسي وهو ماقاله السيد نبيل القروي عن حافظ قائد السبسي في ذلك التسجيل الذي قيل إنه مسرب من جلسة خمرية يتحدث فيها القروي عن طموحات ابن الرئيس الذي يعتبر نفسه زعيما و منقذا لتونس بما أن أباه زعيم أنقذ البلاد وله الحق في وراثته حسب كلام القروي في التسجيل. ولايهمنا هنا نوعية الجلسة التي كان فيها القروي و لا بأي أسلوب تحدث فهي تبدو جلسة خاصة لا تختلف في طبيعتها عن جلسات طيف هائل من التونسيين فما يثير الاستغراب هنا هو تذمر البعض من تلك الألفاظ و لم يتذمروا من نشر مقاطع من جلسة خاصة منشورة عن قصد لغايات مفهومة ، بل يهمنا ما قيل عن السبسي الابن الذي يتوهم أنه زعيم وطني ومن حقه حكم تونس لمجرد أن أباه أسس حزبا هزم به حركة النهضة ثم تحالف معها و بالتالي حسب النظرية السياسية لصاحب "الباتيندا" فإن تونس "ملك السيد الوالد" و له الحق في حكمها. فإلى أي قاع هم ساقطون؟ وما كل هذه البذاءة التي يسوقونها إلينا صباحا مساء و تسمعها قبل الصباح و بعد المساء و لا تنجو من سماعها يوم الأحد؟ أم أن البذاءة شغلهم الشاغل الذي لهوا فيه حتى امتهنوا السياسة؟