كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة: اعداد خطة عمل بكافة الولايات لتفادي توسع انتشار الحشرة القرمزية ( فيديو )    انس جابر تغادر بطولة مدريد من الربع النهائي    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    عين دراهم: إصابات متفاوتة الخطورة في اصطدام سيارتين    الحكومة تبحث تقديم طلب عروض لانتاج 1700 ميغاواط من الطاقة النظيفة    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    كمال دقّيش يُدشن مركز إقامة رياضيي النخبة في حلّته الجديدة    باقي رزنامة الموسم الرياضي للموسم الرياضي 2023-2024    القصرين: ايقافات وحجز بضاعة ومخدرات في عمل أمني موجه    تراجع عدد الحوادث المسجلة ولايات الجمهورية خلال الثلاثي الأول لسنة 2024 بنسبة 32 %    طلبة معهد الصحافة في اعتصام مفتوح    بمناسبة عيد الشغل: الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية مجانا    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    على متنها 411 سائحا : باخرة سياحية أمريكية بميناء سوسة    نجلاء العبروقي: 'مجلس الهيئة سيعلن عن رزنامة الانتخابات الرئاسية إثر اجتماع يعقده قريبا'    القبض على شخص يتحوّز بمنزله على بندقية صيد بدون رخصة وظروف لسلاح ناري وأسلحة بيضاء    الليلة: أمطار غزيرة ورعدية بهذه المناطق    صفاقس: اضطراب وانقطاع في توزيع الماء بهذه المناطق    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    تحذير رسمي من الترجي التونسي لجمهوره...مالقصة ؟    الترجي الرياضي: نسق ماراطوني للمباريات في شهر ماي    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    بنزرت: حجز أكثر من طنين من اللحوم    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    سوسة: حجز كمية من مخدر القنب الهندي والإحتفاظ بنفرين..    أسعار لحم ''العلوش'' نار: وزارة التجارة تتدخّل    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    خبراء من الصحة العالمية يزورون تونس لتقييم الفرص المتاحة لضمان إنتاج محلي مستدام للقاحات فيها    اتصالات تونس تفوز بجائزة "Brands" للإشهار الرمضاني الأكثر التزاما..    عاجل/ تلميذ يعتدي على أستاذته بكرسي واصابتها بليغة..    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    الحماية المدنية: 18 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب "خطر إرهابي"..#خبر_عاجل    زيادة ب 14,9 بالمائة في قيمة الاستثمارات المصرح بها الثلاثي الأول من سنة 2024    تونس: تفاصيل الزيادة في أسعار 300 دواء    هام/ هذا موعد اعادة فتح معبر رأس جدير..    تفاقم عدد الأفارقة في تونس ليصل أكثر من 100 ألف ..التفاصيل    بطولة إيطاليا: جنوى يفوز على كلياري ويضمن بقاءه في الدرجة الأولى    عاجل : الأساتذة النواب سيتوجّهون إلى رئاسة الجمهورية    هدنة غزة.. "عدة عوامل" تجعل إدارة بايدن متفائلة    مفاوضات الهدنة بين اسرائيل وحماس..هذه آخر المستجدات..#خبر_عاجل    توزر...الملتقى الجهوي للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد    صدر حديثا للأستاذ فخري الصميطي ...ليبيا التيارات السياسية والفكرية    في «الباك سبور» بمعهد أوتيك: أجواء احتفالية بحضور وجوه تربوية وإعلامية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    محاكمة ممثل فرنسي مشهور بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير فيلم    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي (رئيس حزب «تيار المحبّة») ل«التونسية»:لو كان الشعب رافضا لبن علي لما منح أصواته ل «نداء تونس»!
نشر في التونسية يوم 19 - 08 - 2015


أريد نصيبي من أصوات التجمّعيين
لو مزّق الغنوشي استقالتي لتراجعت عنها
سامح الله
حمادي الجبالي!
نحن مع جبهة وطنية واسعة
هذه خفايا لقاءاتي بالسبسي والغنوشي والرياحي وابراهيم ومرجان والغرياني
حالة
الطوارئ لا تمنع التظاهر السلمي
حاورته: جيهان لغماري
كعادته، لم تمر زيارة الهاشمي الحامدي رئيس حزب «تيار المحبّة» الى تونس دون ان تشعل تصريحاته المواقع الاعلامية والاجتماعية، فالحامدي لم يفوت الفرصة ليعلن صراحة أنّه مستعد للعفو عن بن علي في صورة توليه رئاسة الجمهورية قائلا «لو حصل واتصل بي محامي بن علي سأطرح الأمر على رئيس الجمهورية والشيخ راشد الغنوشي وحسين العباسي وأفوّض الأمر ليهم» داعيا التجمعيين الى الانضمام بكثافة الى «تيار المحبة» الذي اعتبره حزبا يساريا محافظا والأقرب الى الحركة الدستورية في تونس.
الحامدي أصرّ على ان انضمام «تيار المحبة» إلى تنسيقية الاحزاب الحاكمة وتكوين قائمات مشتركة في الانتخابات البلدية سيكون في مصلحة البلاد والعباد دون أن يغفل عن بقية الأحزاب المعارضة بما فيها «الجبهة الشعبية» ودعوتها للقاء والتفاهم.
بقية التفاصيل في السطور التالية: زيارة أخرى الى تونس ولقاءات سياسية وإعلامية متعددة، ماذا يحمل الهاشمي الحامدي في جرابه هذه المرة ؟
أحمل إرادة وتصميما على الاستمرار في المساهمة في خدمة الشأن العام. بلادنا تونس الغالية تمر بظروف صعبة أمنية واقتصادية ومحتاجة الى تكاتف جهود كل أبنائها خاصة الطبقة السياسية. هذه الأخيرة لها مسؤولية أكبر لأنها تجمع أغلب الذين لديهم حدّ من التفويض الشعبي (الشعب الذي انتخبهم ). هذا ما ينطبق على «تيار المحبة» الذي له شرف التمثيل في البرلمان وينطبق أيضا عليّ كشخص بما انني حللت في المركز الرابع في انتخابات الرئاسة . يجب أن نكافئ هذا التفويض بمزيد من العمل والبذل لصالح المجموعة الوطنية بروح التعاون مع شركائنا في الوطن . جئت الى تونس هذه المرة لتنظيم عمل «تيار المحبة» بطريقة أفضل وللاستعداد للانتخابات البلدية المقبلة.
يعني زيارة عنوانها «الانتخابات البلدية وتيار المحبة»؟
مضبوط . لأن الانتخابات البلدية ستكون معركة انتخابية أصعب من التشريعية والرئاسية . إذا افترضنا ان الانتخابات ستنظم في نوفمبر 2016 (توقيت مبدئي) فإنّه علينا الاستعداد لها منذ الآن لأنها ستكون لها انعكاسات على حظوظنا في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة .اذا تمكّنّا من تعزيز موقعنا في الانتخابات البلدية فإنّ حظوظنا لتحقيق نتائج افضل في انتخابات قرطاج وباردو ستكون أوفر.
قلتم إنه في صورة فوزكم في الانتخابات الرئاسية القادمة هذا التصريح اثار الكثير من الجدل على المواقع الاعلامية والاجتماعية ستستخدمون صلاحياتكم الدستورية لتمكين بن علي من العودة إلى تونس والعفو عنه لقضاء بقية حياته في بلاده، ألا تعتبرون أن هذا التصريح مجازفة منكم وقد يعاقبكم عليه الشعب في الإنتخابات؟
أريد ان أكون صريحا مع الشعب وأن أمارس السياسة بقدر من الجرأة والصراحة لا على وزن ما يطلبه المستمعون. هنا أريد التذكير بمثال: في سنة 2011 كان الشعب التونسي معبأ تعبئة قوية جدا لصالح الثورة الليبية رغم تدخل «الناتو» وانا وقتها كنت اعلنت صراحة تحفظي على أية ثورة يشارك فيها «الناتو» . قلت لا استطيع ان أتحمس لتغيير تقوده طائرات الحلف الاطلسي في دولة عربية ينتمي اليها عمر المختار وواجهتُ الرأي العام التونسي . كما أذكر جيدا ان اخي النائب في المجلس التأسيسي محمد يوسف الحامدي اتصل بي وقال لي بالحرف الواحد «أرجوك جاملْ الرأي العام التونسي لأنه في اتجاه واحد مع الثورة والناتو» . الآن حصحص الحقّ وثبت أن «الناتو» كان وراء الثورة الليبية لكن الناس تعاطفوا مع الثورة رغم تدخل الحلف الأطلسي. أمّا انا فقد تمسكت بموقفي رغم آثاره الانتخابية.
أنا أرى أن العفو سلاح في السياسة. قال النبي عليه الصلاة والسلام «من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن». افهمها في اطار عبقرية الرسول كزعيم سياسي استخدم العفو مع ألدّ اعدائه سلاحا لتوحيد الصف العربي وقتئذ في تلك اللحظة الحاسمة أي فتح مكة. اكثر من طبّق هذه النظرية النبوية في العصر الحديث «نيلسون مانديلا» مع البيض، مدّ إليهم يده وبَنَى جنوب افريقيا جديدة معهم. سؤال يطرح نفسه في تونس: هل سنبني تونس بالانتقام والاستمرار في موضوع القصاص؟ أم سنبني تونس بالعفو وفتح صفحة جديدة؟ هل أفضل لتونس أن يقضي رئيس سابق من رؤسائها حياته في المنفى كما كان شأن محمد مزالي وهو احد زعماء تونس ام سنعامل بن علي كما عامل هو خصومه السياسيين؟. وأتذكر أني توسطّتُ لمزالي عند بن علي وأخذ الامر مدة طويلة جدا ليوافق بن علي على الغاء الاحكام.
المسألة سهلة «بوس خوك وسامحو ...» ألا ترى في ذلك تشريعا للفساد والافلات من العقاب؟
في السياسة هذا جائز. أتذكر جيدا عندما تصالح في السودان «النميري» مع الصادق المهدي كانت بينهما دماء ومع ذلك اجتمعا للمصالحة في بورصة السودان ودشّنا مرحلة سياسية جديدة . بن علي كان رئيسا لتونس مدة 23 سنة واملاك كثيرة استُرجعَتْ منه ومن عائلته. بقي هو كشخص هل سيعيش ويموت في السعودية أم يمكن للشعب التونسي أن يعفو عنه ويسمح له بالعودة؟ . رأيي الشخصي هو أنّ العفو من شيم الكرام والعفو بلا قيد أو شرط !.
تقصد بلا محاسبة وإسقاط كل القضايا والاحكام؟
سأجيب عن سؤالك بهذه الطريقة : تخيلي ان الرئيس محمد مرسي في العام الاول عفا عن الرئيس مبارك وأذن له بالهجرة الى السعودية وقال خلاص أريد طيّ صفحة الماضي بدل رفع شعار القصاص؟ . انا في رأيي هذا القرار كان سيساهم في ان يكون محمد مرسي في قصر الاتحادية وليس في سجن من سجون مصر ببدلة الاعدام . النبي صلّي الله عليه وسلم يقول «ما زاد الله عبدا بعفو الا عزّا» وهو صادق لا شك في ذلك. العزّ سيكون للشعب التونسي .
تعتقدون انّ الشعب التونسي الذي لفظ بن علي ومنظومته سيقبل العفو عنه؟
أنا اقترح على الشعب التونسي ممارسة العفو عند المقدرة . والعفو جُرِّبَ في السياسة ونفع . هنا أريد أن أذكرك بأن الشعب التونسي أعطى الاغلبية في التشريعية والرئاسية لأقرب حزب لبن علي حتى لا نغالط انفسنا !. أقرب حزب للتجمع الدستوري الديمقراطي هو «نداء تونس». «نداء تونس» فاز في الانتخابات التشريعية بالمركز الاول وفاز مرشحه في الانتخابات الرئاسية . اذا كان الشعب التونسي كما تظنين، رافضا لبن علي لَمَا منح اصواته ل «نداء تونس» ولفاز حزب «المؤتمر» مثلا اكثر الاحزاب تمسكا بالقطيعة مع النظام السابق. هناك تحولات موجودة في الساحة لكنّ موقفي بنيته على اجتهاد شخصي لا ألزم به الناس بل اقترحه على الشعب ويجب ان نتشاور مع البرلمان والاحزاب السياسية .
لقاؤكم بمحمد الغرياني يتنزل في إطار دعوة التجمعيين إلى الالتحاق بحزبكم؟ أم لجمع أكثر ما يمكن من الأصوات ربما في الانتخابات القادمة وأساسا البلدية؟
بصراحة شديدة ، اثبتت الانتخابات التشريعية والرئاسية السابقة انه لا يمكن ل «تيار المحبة» منافسة «نداء تونس» و«النهضة» الا بالانفتاح في خطابه على أوسع شرائح الشعب التونسي . 200 الف صوت في الانتخابات الرئاسية لا تكفي لحكم تونس ونحن نريد ان نحكم تونس ونطبق برنامجنا الانتخابي .هذا الأمر يفرض عليّ سؤال: من أين سآتي بكتلة أصوات اضافية ل «تيار المحبّة»؟ واحد من الاجوبة البديهية، مِنَ الناخب الدستوري والتجمعي . في انتخابات 2014 لمن صوّت مليونا ناخب تجمعي؟ الأرجح أنهم صوتوا ل «نداء تونس» ثم «النهضة» وأنا اريد صراحة نصيبا من هذه الكتلة الصوتية ! ولا أحد يلومني على ذلك لأن «تيار المحبة» يقدم البرنامج الافضل للناخب التجمعي . أريد ان أوصل رسالة للناخب التجمعى بأن «تيار المحبة» يرحب بك ويريد صوتك واذا اعطيته صوتك فإنه يخدم تونس. ولقائي بمحمد الغرياني كان في هذا الاطار.
هل قبل الغرياني الانضمام لفكرتكم؟
أنا أريد الأصوات . إجابة محمد الغرياني تنبني على هذا المعطى السياسي الذي ذكرته لك إضافة الى علاقتي الشخصية به فهو كان واليا على سيدي بوزيد و سفيرا لتونس في بريطانيا وكنت على اتصال به هناك. الذي استطيع أن أنقله عن السيد الغرياني انه يرحب بفكرة انفتاح «تيار المحبة» على التجمعيين وانه سيساعد بالنصيحة والرأي .
يعني قبل؟
( موش مائة بالمائة)، هو عبّر عن تفهمه وارتياحه للفكرة.
وهل قابلت الزنايدي ومرجان؟ ماذا كان موقفهما؟
الزنايدي تحدثت معه بالهاتف واتفقنا على اللقاء في تونس أمّا مرجان فتحدثت معه عن الانتخابات البلدية وقلت له اني أمد له يدي للتنسيق في الانتخابات البلدية للدخول في جبهة موسعة وقائمات مشتركة. هو ابلغني بأنه منخرط في جهود ترتيب البيت الداخلي للعائلة الدستورية وتوحيد صفوف الدساترة وطلب مني تأجيل الحديث عن مسألة التنسيق الى ما بعد الانتهاء من المهمة خلال شهرين. من حيث المبدإ لا مانع لديه في ان تكون هناك قائمات مشتركة بين حزبينا في الانتخابات البلدية.
مَن من التجمعيين عبر لكم عن رغبته في الانضمام الى حزبكم أو قبل بجبهة واسعة؟
في الوقت الحالي انضمت الينا السيدة منيرة العكريمي وهي عضوة سابقة في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي لدورتين منذ 2003 ، اصبحت عضوا في المكتب السياسي للحزب والتقيت بنشطاء آخرين من «التجمع».
ماذا تقصدون بأن التجمعيين لم يجدوا أنفسهم مرتاحين في «نداء تونس»؟
ما قلته هو أنّ التجمعيين الذين لم يجدوا انفسهم في «نداء تونس» أو «النهضة» أو «المبادرة» ولم ينخرطوا في هذه الاحزاب ويبحثون عن بديل، هؤلاء مرحب بهم في «تيار المحبة» واغتنم الفرصة لأوضح أني لست بصدد استقطاب عناصر منتمية الى «نداء تونس» أبدا لم أفكر في ذلك ولا أنوي ان اقوم بذلك. أريد ان يطمئن الاخوة في «نداء تونس» من خلال هذا الحوار ان هذا الامر ليس واردا في نيتي ابدا. انا اتحدث عن تجمعيين ليسوا في «نداء تونس» أو في «النهضة» ولم يستأنفوا نشاطهم السياسي ...هؤلاء هم الذين ابحث عن اصواتهم وادعوهم الى المساهمة في نشاط «تيار المحبة».
هل اتصل بكم بن علي للتوسط له للعودة الى تونس؟
لا لم يحصل أي اتصال.
حتى مع محاميه؟
لا أبدا ...نهائيا
يعني مبادرة العفو عنه كانت تلقائية وعفوية؟
أجل تلقائية وعفوية
لو حصل واتصل بك بن علي للتوسط له للعفو عنه والعودة الى تونس هل ستقبل؟
أنا عملي في السياسة أريده شفافا للرأي العام وشعاري «الحيلة في ترك الحيلة» ...لو حصل واتصل بي محامي بن علي سأطرح الامر على رئيس الجمهورية والشيخ راشد الغنوشي وحسين العباسي وأفوّض الأمر اليهم.
دعم حزبك للحكومة ووقوفه الى جانبها كان مشروطا بقبول التحالف الرباعي الحاكم بتوسيع السند السياسي لها عبر انضمامكم له؟
كان غير مشروط، الحبيب الصيد تشاور معنا ايام تشكيل الحكومة خلال اجتماع اول ثم اتصل بنا لاجتماع ثان لكنه الغي وفهمنا آنذاك انه قرر عدم تشريكنا في الحكومة . جلسنا نتناقش ماذا نفعل الآن وغضبنا من عدم تشريكنا لأن لدينا تفويضا انتخابيا يؤهلنا لذلك لكن قلت لاخواني في «تيار المحبة» ان سمعة الحبيب الصيد طيّبة وأن اختياره مناسب. ثانيا هذه الحكومة فيها «النداء» والاسلاميين وهذه مسألة رمزية جدا لأنها رسالة باتجاه المصالحة الوطنية والوحدة والشراكة. عندما نضعها في سياقها العربي نجدها تجربة مناقضة لتجربة الاقصاء والتهميش والقمع . فقلت لهم يجب علينا ان ندعم هذه الحكومة ومعنى الشراكة الوطنية كبديل عن معنى الاقصاء والفتنة الاهلية . لذلك قررنا ان ندعم الحكومة ونقف الى جانبها دون شروط وشعارنا في ذلك كل عمل جيد تقوم به الحكومة سندعمه وكل مواطن نقص وخلل سننبه اليها .
انتهت مهلة ال 48 ساعة التي أعلنتموها حتى يقبل التحالف الحاكم بقبولكم رسميا وبوضوح ومع ذلك لم تعلنوا أي موقف، هل تمطّطتْ مهلتكم ؟ ولماذا؟
بنينا المهلة على أساس أن هناك اجتماعا لتنسيقية الاحزاب الحاكمة يوم الاربعاء الفارط لكن تم تأجيل اجتماع التنسيقية فأصبحت مهلتنا مرتهنة باجتماعها . وفي أول اجتماع التنسيقية سيتم البت في مقترحنا. مصلحة تونس تقتضي منهم الترحيب ب «تيار المحبّة» وان يفرحوا بأن يضم «تيار المحبة» جهوده الى جهودهم وطاقاته الى طاقاتهم. اذا قالوا لا هم اختاروا ونحن نريد ان يعرف الشعب التونسي اننا مددنا يدنا للتعاون وهم رفضوا.
في حال رفض مطلبكم، ستستمرون في دعم الحكومة؟
سنستمر بنفس المنهاج.
حكومة الوحدة الوطنية التي تدعون إليها، من المفترض ألاّ تكون حكرا على الرباعي الحاكم حاليا، فماذا عن اتصالاتكم ببقية الأحزاب المحسوبة على المعارضة؟
في زيارتي السابقة كنت قد تحدثت مع مصطفى بن جعفر ومحمد الحامدي وحرصت على التواصل معهما. في هذه الزيارة قابلت زياد لخضر وطلبت منه تنظيم لقاء مع «الجبهة الشعبية» ومناقشة امكانية التعاون بين «الجبهة الشعبية» و«تيار المحبة» في الانتخابات البلدية كإحدى الخيارات المطروحة . عن طريق «التونسية»، أجدد الدعوة للسيد زياد لخضر لترتيب موعد لنتناقش حول التعاون في الانتخابات البلدية.
لديكم نقاط التقاء ؟
نحن الاثنان نتبنى برنامجا اجتماعيا يساريا . ولا يخفى عليك ان «الجبهة الشعبية» تبنت رسميا رؤية «تيار المحبة» في منحة البطالة ودافعت عنها في البرلمان وهذا يدل على أن هناك أواصر قربى قوية ومتينة تؤهلنا للتعاون.
ماذا فهمتم من لقائكم برئيس الجمهورية؟
كنت أطمئن على علاقتنا مع الجزائر لأني سمعت ان هناك توترا وقد طمأنني الرئيس على ذلك وأكد أن هناك سوء فهم وقد زال . كما عرضت على الرئيس افكار الجبهة الوطنية للانتخابات البلدية وكيف تجاوب حزب «تيار المحبة» مع دعوة الرئيس الى فكرة الوحدة الوطنية من خلال ان يتقدم الرباعي الحاكم زايد «تيار المحبة» بقائمات مشتركة في الانتخابات البلدية .
رئيس الجمهورية مع فكرة توسيع التحالف الرباعي؟
ليس لي حق الحديث باسم السيد الرئيس لكن الذي فهمته منه انه مع كل ما من شأنه تعزيز الوفاق الوطني والوحدة الوطنية لأنه يرى ان ظروف بلادنا صعبة وتتطلب تكاتف جهود الجميع.
ولقاؤكم بالشيخ راشد الغنّوشي؟
عرضت عليه فكرة انضمامنا للتنسيقية وقد أكّد لي أن حركة «النهضة» موافقة دون تحفظ . وهذا موقف تشكر عليه «النهضة» ويعبر عن المسافة التي قطعت منذ ايام الجفاء والقطيعة 2011 . وتناقشنا ايضا حول امكانية دخولنا مع الائتلاف الحاكم للانتخابات البلدية بقائمات مشتركة . الشيخ راشد قال انهم منفتحون على الفكرة رغم ان الوقت مازال مبكرا، ومستعدون لمناقشتها في اجتماعات قادمة. احساسي ان الاحزاب تشعر ان الانتخابات مازالت بعيدة بينما انا اتعامل مع الانتخابات البلدية كأنها غدا وينبغي ان نبدأ منذ الآن للترتيب لها لأنها ستكون اصعب بكثير من الانتخابات التشريعية.
ومع محسن مرزوق كيف كان اللقاء؟
كان لقاء وديا وأخويا ومثمرا. كان موقفه من انضمام «تيار المحبة» موقفا جيدا. قال لي انه مستعد ان يعطيني موافقة كتابية وبادر خلال الاجتماع بالاتصال بحزب «آفاق تونس» ليحثه على قبول انضمام «تيار المحبة» الى تنسيقية التحالف الحاكم. احيي السيد محسن مرزوق واعتبر «نداء تونس» حزبا مهما في الساحة السياسية. عندما كانت هناك خلافات في شهر مارس الماضي كنت تحدثت في منابر اعلامية كثيرة وقلت ان من مصلحتنا بقاء «نداء تونس» متماسكا ومتحدا وهذا ما اكرره اليوم واطلب من الاخوة القياديين في «نداء تونس» ان يحافظوا على وحدتهم لان حزبهم مهم وكلما بقي قويا كلما انعكس ذلك على الشأن العام.
هل التقيت مع حزب «آفاق» الذي يقال أنه يرفض التحاقكم بالتحالف الحاكم؟
لم أشعر بذلك عندما قابلت ياسين ابراهيم رئيس الحزب رغم ان هذا الشعور كان يتملكني قبل المقابلة. لكن «افاق تونس» لم يكن لديه أي تحفظ بل كانوا يريدون مزيدا من التواصل مع «تيار المحبة» وفهم اكثر لصيغة التحاقنا بالائتلاف لكنّي شعرت بعد اللقاء انهم موافقون وسمعت الاخ فوزي عبد الرحمان في احدى الاذاعات يقول ان المبدأ مقبول وأنّه موافق عليه.
لماذا طرحتم الآن فكرة انضمامكم الى الائتلاف الحاكم ؟
لأني وجدت نفسي أدافع عن الحكومة باستمرار وادعو الى هدنة اجتماعية لصالح الحكومة حتى تعمل . فقلت في خاطري لو انني معهم لجمعت جهدي الى جهودهم لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
هل التقيتم بسليم الرياحي ثم ما هي الحصيلة؟
تطرقا ايضا الى امكانية التعاون في الانتخابات البلدية . وعرض علي السيد سليم الرياحي فكرة الدخول الى الانتخابات البلدية بقائمات مشتركة فاقترحت عليه فكرة تكوين جبهة موسعة ووعدته أن أفكر في الاقتراح الذي قدمه بناء على نتائج المشروع الذي قدمته ويبقى المقترح احد الخيارات والسيناريوهات المحتملة امام حزبنا.
«يساري محافظ» هكذا قدّمتم حزبكم «تيار المحبة»، تعريف هجين على اليسار واليمين التقليدييّن في تونس، فلو توضّحون أكثر؟
حزب «يساري محافظ» يعني ان برنامجه الاجتماعي يحسب على المدرسة اليسارية لانه يرفع شعار العدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء . منحة البطالة التي تبناها المنجي الرحوي في مناقشات البرلمان هي فكرة «تيار المحبة». أما «محافظ» فنقصد بذلك ان الحزب يتبنى برنامجا يساريا دون ان نكون شيوعيين . نحن تيار محافظ على مذهب الحركة الدستورية في تونس ومتمسكون بهوية البلاد العربية الاسلامية.
الهاشمي الحامدي، شخصية تختفي ثم تظهر، أعلنتم استقالتكم من العمل السياسي والانغماس في العمل الجمعياتي ثم عدتم، لماذا هذه الرغبة في الحضور الشخصي أساسا؟
أردت ان اقول ان العمل السياسي ليس وحده المجال الوحيد الذي يمكن ان نساهم به في خدمة تونس. بعد الانتخابات كنا محتاجين الى فترة تقييم . وحاولت الانخراط في العمل الجمعياتي من خلال انشاء العيادات الشعبية لكن اعترضتني صعوبات كبيرة. مثلا قمت بترتيب اتفاق بتحويل مبلغ 50 الف دينار لأولمبيك سيدي بوزيد ومبلغ مماثل لاتحاد بن قردان ومتعهد بمبلغ مماثل لمستقبل القصرين. 150 الف دينار كان بإمكاني ان افتح بها عيادات شعبية في تلك الولايات ويتم توظيف ثلاث اطباء وممرضين وتوفير الخدمة مجانا للتونسيين لكن المسألة صعبة وتتضمن العديد من العراقيل وأنا أريد خدمة تونس من أي موقع.
إذن أنتم كائن سياسي بامتياز ولا يستطيع التنفس خارج الشأن العام؟
احتمال ...(ويغرق في الضحك ثم يتابع)، الذي اعرفه عن نفسي أني مهتم بالشأن العام وأعشق خدمة الناس وشؤونهم العامة.
الهاشمي، نهضوي سابق ودستوري/تجمعي حاليا؟
أنا انسان وسطي معتدل. عندما مات بورقيبة رحمه الله ترحمتُ عليه وقلت في مثل ذلك اليوم «نحن نتذكر كفاحه ونضاله من اجل تحرير تونس من الاستعمار ومن اجل بناء تونس المستقلة . «لم اتذكر السياسي الذي حرمني من وطني في اعز ايام شبابي واثرت في نفسيتي والجراح التي احدثتها في نفسي. انا ممتن لبورقيبة وللحركة الدستورية ولا يمكن ان انسى فضلها في تحرير تونس وبناء تونس المستقلة. وهذه سياستي منذ أيام بن علي. أنا لا أمارس السياسة بالأحقاد. أما الحركة الاسلامية (النهضة ) فأنا حاورت وتفاوضت مع بن علي من اجلهم وحتى عندما استقلتُ منها بقيتُ أكنّ لهم الحب. أحمد الله انّ الجفاء والخصومة اللّذيْن كانا بيننا في 2011 خفّا وتراجعا مع انّ ما يؤلمني هو أن ذلك ضيّع علينا الفرصة لتوحيد صفوفنا من خلال اغلبية مريحة تحظى بشعبية كبيرة وكانت ستحمي تلك التجربة من الهزات. سامح الله حمادي الجبالي الذي اغلق الباب امام فرصة تاريخية نادرة للتعاون بين «تيار المحبة» و«النهضة».
هل أنتم مع مشروع المصالحة؟
كل ما يقود نحو المصالحة نحن معه. المهم الاتفاق على التفاصيل التي لابد ان تراعي مبادئ العدالة والإنصاف ويجب ان نحرص على التوافق الوطني في مثل هذه الامور . وارجو من الاطراف القائمة على المشروع توسيع دائرة التشاور وألاّ يستعجلوا الأمر حتى يتحقق التوافق حوله.
كيف تعلقون على رفض المعارضة هذا المشروع وتهديدها بالنزول الى الشارع؟
هذا المشروع يحتاج مني مزيدا من التأمل والاطلاع خاصة على ملاحظات المعارضة حتى تتكون لدي اجابة شافية .
محسن مرزوق علّق على تهديد المعارضة بالنزول الى الشارع للاحتجاج، بالعمل غير المسؤول خاصة ان البلاد في حالة طوارئ؟
حالة الطوارئ لا يجب ان تفسر على انها تمنع التظاهر السلمي . يجب ان نحفظ لبلادنا تقاليدها الديمقراطية . الإرهابيون يريدون إسقاط التجربة الديمقراطية التونسية واذا قلنا اننا سنحارب الارهاب بمنع المظاهرات فإننا حققنا للإرهابيين ما يبتغونه . يجب ان نحافظ على فرادة التجربة التونسية وان نحترم دور المعارضة وننصت اليها.
«عفا الله عما سلف» إجابتكم عن علاقتكم ب «النهضة»، كأنّ المسألة شخصيّة وليست مبدئيّة سياسيّا؟
أنا لم أستقل من حركة «النهضة» لاختلافات ايديولوجية. لو ان الشيخ راشد الغنوشي رفض خطاب الاستقالة عام 1992 ومزقه وقال لي «لن اقبل هذه الاستقالة» لكنت على الارجح قد تراجعت عن تلك الاستقالة ...علاقتي ب «النهضة» لا يمكن ان ينظر اليها على انها عداوة سياسية ايديولوجية بل كانت خلافات شخصية تحصل في كل الاحزاب . كنت مستعدّا لو ان الشيخ راشد الغنوشي مزق الاستقالة وقال انه لن يقبلها للتراجع عنها، لكن للأسف وقتها «أضاعوني وأي فتى أضاعوا...ليوم كريهة وسداد ثغر» وتخلوا عني بسهولة. مع ذلك، طيلة نشاطي السياسي كانوا في قلبي وكنت احاول ان أرفع المأساة التي كانت مسلطة عليهم. اقسم بالله العظيم اني عندما اتيت الى بن علي في 1998 كنت خائفا على نفسي وكان حافزي رفع المظلمة وتخفيف معاناة الاسلاميين الذين كانوا بين السجون والمنافي.....وقد حاولت في 2008 مرة اخرى واقسم بالله العظيم ان برنامج الاتجاه المعاكس الذي ظهرت فيه ب «الجزيرة» كان هدفي منه تحريك ملف المصالحة وكان بوسعي الغاء البرنامج لأن قناة «الجزيرة» قالت لي اذا ترجعت انت عن البرنامج نلغي البرنامج وانا ضحيت بعرضي وسمعتي من اجل ان تطرح مسالة المصالحة في الحركة الاسلامية على الرأي العام التونسي والدولي. أرجو من الاخوة في «النهضة» ان ينظروا للتاريخ نظرة صحيحة وموضوعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.