تكاد الأزمات لا تنقطع داخل حزب حركة نداء تونس... تكاد الأزمات لا تنقطع داخل حزب حركة نداء تونس منذ فوزه في الانتخابات التشريعية سنة 2014 ، ومغادرة مؤسسه الباجي قائد السبسي نحو قصر قرطاج، إذ تأججت "نيران الحروب" داخله حتى أنّ دخانها انبعث أحيانا من القصر، وتناحرت الروافد الدستورية واليسارية فيما بينها حتى أضحى نداء تونس "ندائين" و"مشروع". ويوما بعد يوم يحتدّ صراع الأجنحة وتشتد وتيرة التجاذب بين "شقوق" الحزب ، ورغم خروج الأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق وتأسيسه لحركة مشروع تونس فإنه لم "يتحرر" من رابط الصراعات "التاريخية" التي شهدها حزب نداء تونس. وقد تداول رواد الصفحات الاجتماعية الأحد مقتطفا من فيديو مسرب نسب لمالك قناة نسمة والقيادي السابق في حركة نداء تونس نبيل القروي وهو يعترف بفضله في وصول رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لقصر قرطاج وفي "الإطاحة" بالأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق ولم يخلو التسجيل المسرب من هجاء لنجل الرئيس والمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي إذ اكد القروي أنه يريد ان يخلف والده في الحكم. وأثار هذا التسريب جدلا واسعا في صفوف المتابعين للشأن السياسي وأدر الكثير من التعليقات من بينها تعليق الامين العام لحركة مشروع تونس و"ضحية" القروي محسن مرزوق. وقال مرزوق إنّ هذا الموضوع لا يستحق تسريب فيديوات أو التحدث عنه لأنّ الجميع يعرفون هذا الموضوع ويعلمون أنّ هنالك حملة شرسة شُنت ضدّه عندما كان أمينا عاماً لنداء تونس وأنّ هذه الحملة كانت قائمة على الإشاعات. وأضاف أنّ كل هذا حصل فعلاً وأنّ الإشاعات لم تُضعفهم اِطلاقاً بل بالعكس تماماً لأنّه "إذا كنا موش قاعدين نخدمو راهم موش لاهين بينا"، قائلاً "واصلوا الاشاعات والأكاذيب فنحن مازالنا نعمل ولن نُقسّم التونسيين". وفي شطحة جديدة من شطحات رئاسة الجمهورية، تم مساء أمس إصدر بيان "تكذيب" لما ورد في بيان حركة مشروع تونس بخصوص "تنسيق" محسن مرزوق مع الباجي قائد السبسي حول زيارة وفد من حركة مشروع تونسلبنغازي ولقائهم للمشير خليفة حفتر وأكّدت رئاسة الجمهورية أنّه لم يتم التنسيق معها أو وزارة الشؤون الخارجية في هذا الخصوص مبينة أن "الامر اقتصر على اتصال هاتفي صباح اليوم الاربعاء 22 فيفري 2017 من بنغازي بليبيا للإعلام بتواجد وفد حزبي لمقابلة المشير خليفة حفتر، لدعم مبادرة رئيس الجمهورية حول التسوية السياسية الشاملة في ليبيا." وثمنت في ذات البلاغ كل المساعي الرامية لإنجاح المبادرة الرئاسية لحلّ الأزمة في ليبيا، داعية جميع المتدخلين في هذا الملف الى أهميّة التنسيق مع المؤسسات الرسمية في الدولة لضمان أوفر حظوظ نجاح هذه المبادرة، وتؤكد في هذا السياق أن وزير الشؤون الخارجية هو المخوّل رسميا بتنفيذ السياسة الخارجية لتونس. والمطّلع على بيان حركة مشروع تونس، سيلاحظ أن مرزوق لم يشر في البيان أنه نسق مع رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية، لكنه في المقابل تحدّث عن إعلام رئيس الجمهورية قبل هذا اللقاء وعن أنه سيلتقيه ليعلمه بمحتوى الزيارة. وأكد أن حركة مشروع تونس لا تلعب أي دور يدخل في صلاحيات العنوان الرئيسي للدبلوماسية التونسية أي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجة التونسية. ويبدو أن بيان رئاسة الجمهورية المتزامن مع التسريب المنسوب لنبيل القروي، والذي يرمي إلى "تكذيب " الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق و"انتقاد" اللقاء الذي جمعه بحفتر، حلقة جديدة في سلسلة صراع الأجنحة داخل نداء تونس الذي ما انفك يتشظى ويتفتت ولا تشرف فيه الأزمة على نهاية.