شهدنا خلال السنوات السابقة وخاصة في المحطات الانتخابية حروبا سياسية تكسر كل حدود أخلاقيات العمل السياسي واحترام المواطنين. وكانت تدار بملفات إما مسربة أو مفبركة أما اليوم فتحولنا الى سلاح جديد. تونس- الشروق: «ملفات فساد» ربما هي أكثر الكلمات التي طبعت الحملات الانتخابية منذ سنة 2011 الى اليوم. وكان كل طرف سياسي يرغب في إبعاد خصم ما إما يقوم بتسريب ملفات فساد تخصه او يقوم بفبركة قصص وملفات حول فساد ذلك الخصم شخصا كان أم حزبا. وفي هذا السياق كانت هناك العديد من الأمثلة حتى أنّ بعض الإشاعات التي روجت عن بعض السياسيين مازالت الى حد اليوم تعتبر حقيقة لدى البعض عندما تسألهم عنها رغم جهود الطرف المعني في التكذيب أو التقاضي واثبات براءته عن طريقة أحكام باتة الا أن تأثير الإشاعة أو الملفات الملفقة كان أكبر من تأثير الحقيقة. وبالفعل نجح البعض في عرقلة سياسيين وأحزاب بتلك الطريقة. اليوم يدور جدل كبير حول سلاح آخر يدخل في خانة التسريبات. لكنها بالصوت والصورة وقد أثير الجدل إثر تسريب فيديو لرئيس كتلة النداء وممثله القانون لشق الحمامات سفيان طوبال وبعيدا عن مدى صحة ما نسب الى طوبال من اتهامات فإنّ الأثر المطلوب والمرجو من التسريب واضح وهو ضرب هذا الشق من النداء. وربما لذلك وجهت الاتهامات من جماعته مباشرة الى عائلة رئيس الجمهورية والى حركة النهضة ووزارة الداخلية. ويمكن أن نقول إننا انتقلنا من حرب الملفات الى حرب الفيديوهات في الساحة السياسية. وكانت في وقت سابق سربت تسجيلات صوتية أخرى سواء عن حافظ قائد السبسي أو نبيل القروي لكن ليست بتأثير الصوت والصورة في هذه الحالة الجديدة. ربما يتساءل البعض عن السبب في توقع تغير الصراع السياسي المنحط من حيث الأساليب والأهداف واستمرار هذا الصراع بنفس الشاكلة والاجابة هنا سهلة فلم تعد تفصلنا عن الانتخابات التشريعية والرئاسية الا بضعة أشهر والساحة السياسية مشتتة ولا وجود لوضوح في نوايا التصويت وبالتالي ونظرا إلى ضيق الوقت سيعمد عدد من السياسيين إلى تلك الوسائل لإضعاف خصومهم وتشويههم وإبعادهم عن السباق الانتخابي. هي سياسة تذكرنا بسيناريوهات اشتهرت بها الافلام المصرية فترة التسعينيات عندما يتم إرسال راقصة الى البطل. ويتم تصويره معها من أجل ابتزازه. لكن نحن هنا بعيدا عن تلك الصور التي رسمها خيال المخرج نحن في واقع تضبطه قوانين منها قانون حماية المعطيات الشخصية الذي لا يستفيد منه السياسيون فحسب وإنما حتى عموم المواطنين. كما أنه هو الضامن ليعيش السياسي حياته بشكل عادي ولا يتقوقع على نفسه خوفا من أن يسقط في شراك من يتحينون الفرص لتصويره في أوضاع تعتبر أخلاقية. كما أن التوغل أكثر في مثل هذا الصراع قد يؤثر حتى على الناخبين الذين رأينا كيف أن هيئة الانتخابات نجحت في تسجيل مليون جديد في صفوفهم قد يدفعهم ذلك الانحطاط السياسي الى العزوف مجددا عن المشاركة في الانتخابات. ورأينا في الانتخابات البلدية مثلا كيف كانت نسبة العزوف كبيرة وحتى الأحزاب بررت جانبا كبيرا منه بانحطاط الخطاب السياسي. اذن يمكن أن نعتبر أنّ الحرب القادمة ستكون مدمرة وكل طرف مسته تلك الحرب سيعمل على استعمال نفوذه أيضا من أجل الرد على الأطراف التي سيرى أنها مسؤولة عما حصل له وتتحول الساحة السياسية في ظرف انتخابي الى ساحة لحرب أخلاقية ليس الهدف منها التنافس على برنامج إنقاذ البلاد وانما على من يزيح خصمه عبر فيديو مسرب ونشر الغسيل القذر للخصوم السياسيين. أطراف مستها حرب الملفات المهدي جمعة حزب البديل محسن مرزوق حركة مشروع تونس رفيق عبد السلام حركة النهضة ياسين العياري، عضو مجلس النواب خالد بن قدور، وزير الطاقة السابق هشام الحميدي، كاتب دولة للطاقة يوسف المداني التيار الديمقراطي الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية سليم الرياحي، رئيس الاتحاد الوطني الحر سابقا فاضل عبد الكافي، وزير المالية السابق أنس الحطاب، نداء تونس علي العريض حركة النهضة عصام الشابي الحزب الجمهوري حافظ قائد السبسي، نداء تونس