قدم الفنان والممثل الكوميدي لطفي العبدلي... قدم الفنان والممثل الكوميدي لطفي العبدلي، ليلة أمس الأحد، عرضه "Abdelli Show: The last year"، وذلك في إطار مهرجان الياسمين برادس، بحضور جمهور غفير ومتنوع ملأ مقاعد ومدارج مسرح الهواء الطلق. هذا الجمهور الغفير الذي جاء يبحث عن ابتسامة ووقت ممتع وجد ضالته لدى لطفي العبدلي الذي استطاع أن يضحك الباحثين عن الترفيه لحوالي الساعة والنصف دون انقطاع. الممثل تطرق في عرضه "عبدلي شو" إلى واقع المجتمع التونسي وتحدث عن عدة ظواهر فيه بجرأته المعهودة التي تضحك آلاف التونسيين وينتقدها بعضهم باعتبارها تتضمن الكثير من الإيحاءات، إلا أن الفنان المتمرّس استغل هذه الانتقادات وحذّر جمهوره في بداية العرض من اللغة التي سيستعملها بأسلوب طريف زاد من منسوب الضحك. كما لم يفوت العبدلي الفرصة ليوجه انتقاداته الساخرة والجريئة للسياسيين والوزراء وبشكل خاص رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. إلا أنه استثنى رئيس الحكومة يوسف الشاهد معتبرا أنه يقوم بعمل جيد. ولئن أصاب لطفي العبدلي في الانتقادات التي وجهها لعديد الظواهر الاجتماعية ولمس عمق بعضها بأسلوب مضحك ومنتقد في آن واحد، إلا أن النزعة الذكورية غلبت بعض "اسكتشاته" فكان مثلا حديثه عن ما يسمى باللهجة التونسية ب"التكحيل" مبتذلا بعض الشيء وفيه تبسيط لمسألة التحرش التي تعاني منها جل النساء في تونس، رغم أنها عاد ليقول إن المرأة التونسية هي الأجمل في العالم العربي. من جهة أخرى، العبدلي بدا سيّدا على مسرحه ومتحكما بكافة التفاصيل التي تدور من حوله وكان جسده يتحرك ويتفاعل مع ما يقدمه . وعلى الرغم من أن حركته لم تهدأ على المسرح وحديثه لم يكد ينقطع، إلا أنه كان في الآن ذاته مركزا مع كافة جمهوره ويعلّق على ما يقوله أو يفعله كل واحد منهم بأسلوب ساخر. مما لا شك فيه أن لطفي العبدلي أصبح ظاهرة يتابعها الآلاف وإن انتقدوها. وقد نجح في خلق أسلوب خاص به حاول الكثيرون تقليده دون أن يتمكنوا من ذلك. ولعلّ تجاوز النزعة الذكورية وتسطيح مسائل على غاية من الأهمية كالتحرش سيزيد من نجاحه خاصة وأنه ليس بمجرد ظاهرة ستزول ولكنه فنان وممثل مسرحي له القدرة على المساهمة في إحداث تغيير فكري منتظر بأسلوب ساخر وكوميدي.
