علّق الدبلوماسي السابق والقيادي في حركة مشروع تونس... علّق الدبلوماسي السابق والقيادي في حركة مشروع تونس سمير عبد الله على تصريحات سفير فرنسابتونس أوليفييه بوافر دارفور أمس الجمعة والتي قال فيها إن صفاقس همّشت تاريخيا بسبب المركزية. وبيّن عبد الله، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم السبت 14 أكتوبر 2017، أن هناك عرفا دبلوماسيا واتفاقيات تنص على أن السفير المعتمد لدى دولة ما له واجب التحفظ وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدولة التي هو معتمد لديها مؤكدا أنه ليس من حقه التعليق بما يمس الشأن الداخلي لبلد الاعتماد. وأضاف أن دور السفير يتمثل في تحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الدولة التي يمثلها والدولة المعتمد لديها واصفا تصريح السفير الفرنسي أمس ب"الصادم" بالنظر إلى الظرفية التاريخية التي تمرّ بها تونس. وأوضح أن تونس تعيش ظرفا انتقاليا صعبا وتشهد تجاذبات سياسية حادة مبرزا أن أحزابا معيّنة تسعى إلى تأجيج النعرات الجهوية وخلق استعداء الجنوب على الشمال. وتابع قائلا إنه يتم التركيز على صفاقس التي تعدّ قاطرة التنمية والتي تشكل مثالا في العمل والجد لخلق هذا الاستعداء، علاوة على تواتر التصريحات السلبية التي تؤجج هذه النعرات، وفق تصريحاته. وأكد محدثنا أن الموقف المنسوب للسفير الفرنسي، فضلا عن كونه مرفوضا، يعدّ تدخلا أصبح بموجبه السفير طرفا في تجاذبات سياسية داخلية. وأبرز أن هذا الأمر يضرّ بالسيادة الوطنية لتونس وبالعلاقات التونسية الفرنسية التاريخية مشددا على "أن سفير فرنسابتونس بهذا التصريح جعل نفسه محلّ جدل سياسي وداخلي لا مصلحة فيه لتونس ولأي طرف". وأشار إلى أنه " منذ 14 جانفي 2011 استغلت أطراف ضعف الدولة والتحديات الاستثنائية التي تواجهها للاستقواء" لافتا إلى النشاطات المكثفة لسفراء دول أوروبية وخليجية يتدخلون في الشأن الداخلي ويدعمون جمعيات. وقال عبد الله إن القانون التونسي والدولي يمنع ذلك موضحا أنه على السفير المعتمد بدولة ما أن يبلغ وزارة خارجيتها بنشاطاته التي يعتزم القيام بها وعند توجهه إلى أي جهة. ولفت إلى دخول سفراء لمقرات سيادة من معتمديات وولايات مشددا على أن "استباحة مقرات السيادة وعقد جلسات عمل بها أمر مرفوض ولا يجب أن يحصل". وذكر سمير عبد الله بالمذكرة التي كان قد أصدرها رئيس الحكومة يوسف الشاهد التي تذكر بقواعد العمل الدبلوماسي وتمنع مسؤولي الدولة من اللقاء بسفراء أجانب دون إعلام وزارة الشؤون الخارجية وهي الطرف الذي يتعامل معه السفير الأجنبي. وأكد أنه مع تطوير العلاقات الثقافية وفتح مراكز وتسهيل الخدمات للمواطنين في الجهات ولكن مع احترام قواعد العمل الدبلوماسي والسيادة الوطنية. وجدد تذكيره بمبادئ واجب التحفظ واحترام سيادة البلد المعتمد لديه السفير وضرورة إعلام وزارة الخارجية بالأنشطة التي سيقوم بها وعدم اتخاذ مواقف تجعله جزءا من التجاذبات وعرضة للنقد. وأضاف أنه على السفير الفرنسي أن يكون ممثل الدولة الفرنسية في تونس ولا يجب أن تصبح فرنسا دولة خصما لفريق سياسي ما، مؤكدا أن هذا الأمر يجب أن ينطبق على الدول الأوروبية والخليجية. وختم عبد الله بالتأكيد على ضرورة تصويب المسار الدبلوماسي وإعلام الدبلوماسيين بحقوقهم وواجباتهم تجاه تونس وذلك من باب تقويم الدولة كي تسترجع هيبتها الداخلية وتجاه البعثات الدبلوماسية والخارج، على حدّ قوله. يذكر أن سفير فرنسابتونس صرّح في حوار لإذاعة الديوان أمس الجمعة بأن "صفاقس همشت تاريخيا بسبب المركزية". وأكد السفير " أن صفاقس تعد عاصمة علمية واقتصادية"، مشددا على "أهمية تعزيز الشراكات الموجودة بين عدد من المؤسسات الجامعية في صفاقسوفرنسا".