نظمت اتصالات تونس يوم الاربعاء 15 نوفمبر 2017، حفلا بأحد النزل بضفاف البحيرة أعلنت فيه عن تجديد الشراكة والتعاون مع جمعية المدنية في ما يتعلق ب"برنامج فاطمة" للنقل المدرسي الموجه لتلاميذ الأرياف، وذلك بإشراف كل من الرئيس المدير العام لاتصالات تونس محمد فاضل كريّم ورئيس جمعية المدنية لطفي مڤطوف وسط حضور مسؤولين من الجهتين وعدد من ممثلي وسائل الاعلام. وشهد الحفل، عرض شريطين وثائقيين قصيرين حول النتائج الإيجابية التي نجح البرنامج في تحقيقها في مدرسة التلميذة "فاطمة" باعتبارها ملهمة رئيس جمعية المدنية الأولى في إطلاق مبادرة النقل المدرسي لتلاميذ المناطق الريفية والنائية، قبل أن تصبح اتصالات تونس شريكا فاعلا في هذه المبادرة التي تحولت إلى برنامج متكامل شمل على مدى 3 سنوات أكثر من 10 آلاف تلميذ تتكفل اتصالات تونس بما يقارب 4 آلاف تلميذ من بينهم. النتائج حفّزت على التجديد... وتجسد الجهد الكبير المشترك بين الطرفين في تقلص معدل غيابات التلاميذ المنتفعين ب"برنامج فاطمة" من 45% إلى 3.6% إضافة إلى تحسن معدلاتهم ونتائجهم الدراسية بشكل ملحوظ، علاوة على خلق مواطن شغل للسواق المتواجدين في الجهات المنتفعة بهذا البرنامج. وذكّر الرئيس المدير العام لاتصالات تونس فاضل كريم في كلمة ألقاها بالمناسبة، بالقصة التي مثلت انطلاقة الشراكة مع جمعية المدنية منذ 3 سنوات عندما استمع إلى تصريح لرئيسها لطفي مڤطوف على إحدى الإذاعات التونسية بخصوص برنامج النقل المدرسي الذي انطلقت في تفعيله الجمعية ثم اتصل به مباشرة بهدف دعم هذه المبادرة لما لمسه من توافق بين رؤية الجمعية ورؤية اتصالات تونس كمؤسسة مواطنة تسعى للإضافة في عديد المجالات ومن أهمها التربية والتعليم. وأفاد كريم أن اتصالات تونس أخذت على عاتقها نقل 3900 تلميذ خلال السنوات الثلاثة الفارطة موزعين على 20 مدرسة في 8 ولايات إضافة إلى المساهمة في دعم التلاميذ خلال العودة المدرسية الفارطة من خلال توفير الأدوات المدرسية لما يعادل ألف تلميذ، لافتا إلى أن ما أثبتته التجربة في المرحلة الأولى من الاتفاقية من نتائج إيجابية هو الذي حفّز اتصالات تونس على المواصلة في نفس النهج وتجديد الاتفاقية مع جمعية المدنية دون تردد بهدف مزيد دعم هؤلاء الاطفال الذين يمثلون مستقبل البلاد، على حدّ تعبيره. التزام ثنائي متواصل... ومن المنتظر أن يشمل برنامج النقل المدرسي خلال السنوات القادمة من الاتفاقية 6 آلاف تلميذ وتلميذة أي بمعدل ألفي تلميذ سنويا موزعين على 13 ولاية على غرار باجة وبنزرت وجندوبة والقصرين والقيروان وقبلي والكاف والمهدية ونابل وسليانة وسيدي بوزيد ومنوبة وزغوان، هذا وأعرب محمد فاضل كريّم عن تطلّعه لمزيد التعاون مع جمعية المدنية في مشاريع أخرى لما فيه منفعة للبلاد. من جهته أكّد لطفي مقطوف أن فكرة "برنامج فاطمة" انطلقت من وعي جدّي بالخطر المحدق بالأطفال في تونس والمتمثل الانقطاع المبكر عن التعليم حيث تبين الأرقام الرسمية انقطاع 155 ألف تلميذ عن الدراسة في سن مبكرة كل سنة وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع نسبتي البطالة والانحراف، مشيرا إلى أن العدد الأكبر لهؤلاء المنقطعين موجود في المناطق الريفية والنائية بسبب المسافة الكبيرة التي تفصل بين منازل هؤلاء الأطفال والمدارس التابعة لتلك المناطق. وأفاد بأن الهدف الرئيسي من جعل الاتفاقية مع اتصالات تونس تمتد على 3 سنوات هو ضمان نجاح المبادرة واستمرارية انتفاع التلاميذ المعنيين ببرنامج فاطمة بالنقل المدرسي على المدى الطويل والوصول إلى النتائج المرجوة، مشيرا إلى أن الجمعية، بالإضافة إلى الدعم الذي توفره اتصالات تونس، تؤمن يوميا نقل أكثر من 10 آلاف تلميذ إلى مدارسهم، كنتاج لعمل امتد على 7 سنوات هدفه الوحيد القضاء على عدوّ تونس المتمثل في الجهل، على حد قوله. وعبّر مقطوف في هذا السياق عن سعادته بالشراكة مع المشغل الوطني للاتصالات لدورها كمسؤول اجتماعي حقيقي وكفاعل اقتصادي رائد في مجال التكنولوجيات.
