"عمره 14 سنة فقط: نابغة تونسي يتقن 6 لغات ويؤلف الكتب ومكلف بمهمة عالمية"، "أمير الفهري عمره لا يتجاوز 14 عاما.. ومتحصل على 25 جائزة أدبية"، "أمير الفهري معجزة الأدب سينشر قريبا كتابه الثاني".. كل هذه العناوين وغيرها تناولتها مواقع اخبارية تونسية حول الطفل النابغة أمير الفهري الذي من المنتظر أن يجري امتحان الباكالوريا في عمر ال15 سنة في فرنسا. مقالات وحوارات أجريت مع هذا الطفل كان يمكن أن تقيم الدنيا ولا تقعدها لو نشرت في بلاد تُجِلّ العلم وترعى حقوق الطفل. ولعل آخر تصريحات الفتى الموهوب لأسبوعية الشارع المغاربي بتاريخ 3 جويلية الجاري، أكبر دليل على الجريمة المرتكبة في حقه في بلده تونس، إذ أكّد أنه عانى كثيرا في المدارس التونسية قبل أن ينتقل رفقة والديه إلى فرنسا. وأشار في ذات التصريحات إلى "أنه سبق لأحد معلميه أن منع كل زملائه في القسم من مخاطبته بسبب رفضه الالتحاق بدروس خاصة يقدمها المعلم وتعرض نتيجة لذلك للكثير من الادعاءات الزائفة، وانهار ذات مرة وصدم بشدة حينما عنفه مدير المدرسة لفظيا ووصفه بأبشع النعوت، لافتا إلى أن عائلته رفعت دعوى قضائية ضدّ المدير".. لقد عاتبني أكثر من صديق منذ حوالي عام حين نشرت مقالا عنوانه "مدارسنا خطر على أطفالنا".. فما قولكم أصدقائي في مثل هذه الجريمة؟ لو كنت مسؤولا في هذه البلاد، واطلعت على تفاصيل ما تعرض إليه أمير (قبل أن تحتضنه فرنسا ويستقبله الرئيسان، السابق فرانسوا هولوند والحالي مانوال ماكرون، والرئيس التونسي السبسي)، إذن لبحثت عن ذلك المعلم ولأحلته على التقاعد، مهما كان عمره، فهو وأمثاله خطرون على الأطفال..