يمثل مقهى الأندلس بتستور أحد المعالم التّراثية الهامة التي تتصدر مدخل المدينة قبالة الجامع الكبير وبطحاء المدينة الأندلسية التي يؤمها السّائحون من التونسيين والأجانب على السواء. ورغم سعي أبناء تستور من النشطين في المجتمع المدني من سنوات طويلة لإعادة البريق لهذا الفضاء في إطار الدفاع عن مشروع المسلك السياحي برمته، فإنّه قد ظلّ قيد المشاريع المتراكمة على المكاتب دون صدى يُسمع لمطالب أبناء الجهة، حتى أضحت حالة هذا المعلم التراثي في صورة تبعث الأسى في القلوب.
غير أنّ الجهود التي بذلها المجلس البلدي المنتخب السنة الماضية برئاسة محمد المانسي منذ شهر أكتوبر 2018 التأمت بمقتضاها جلسات متتالية بين رئيس بلدية تستور والرئيس المدير العام لوكالة إحياء التراث كمال البشيني، لتتوج بزيارة ميدانية لمعالم المدينة في نفس الشّهر.
وقد تواصلت متابعة هذا الملف بالتعاون مع الرئيس المدير العام الحالي لوكالة إحياء التراث رؤوف النجّار حتّى ترجمت إلى قرار أثلج صدور أبناء الجهة يتمثل في إعادة تهيئة مقهى الأندلس وتحويله إلى مركز لتقديم التراث الثقافي لمدينة تستور.
وقد توجهت الوكالة مؤخرا بطلب عروض تحت 09/2019 في الغرض، ومن المنتظر حسب تصريح محمد المانسي أن تُستوفى أشغال التهيئة في الأشهر المقبلة من السّنة الحالي، وسيكون للبلدية دور متابعة الإصلاحات المقترحة ذات النمط العصري مع المحافظة على خصائص المعمار وجماليته وهو ما يمكن أن يساهم في دعم السياحة الدّاخلية للجهة.