قالت مصادر ديبلوماسية تونسية لحقائق أون لاين إن قرار ألمانيا بتغييب تونس عن المؤتمر الدولي حول ليبيا هو عقوبة دبلوماسية دولية ضد تونس بسبب مواقف رئيس الجمهورية قيس سعيد من قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأكدت ذات المصادر رفيعة المستوى، خيّرت عدم الكشف عن هويتها، إن ألمانيا ودولا أخرى ستشارك في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ستحتضنه برلين عاقبت تونس دبلوماسيا وأقصتها من مؤتمر دولي يهم دولة جارة لها بسبب عزل رئيس الجمهورية قيس سعيد وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي من منصبه بتهمة تطبيعه مع الكيان الصهيوني.
واتسمت العلاقات التونسية الأوروبية بالبرود منذ صعود رئيس قيس سعيد إلى رئيس الجمهورية علما وأنه قد اعتبر في حلمته الانتخابية بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية أن التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمى. ولم تفسر ألمانيا إلى حد اليوم لتونس سبب عدم توجيهها دعوة لها للمشاركة في مؤتمر برلين ولم تقدم لرئيس الجمهورية التونسي قيس سعيد توضيحات كافية، وفق ذات المصادر.
وعبرت تونس التي تتقاسم حدودا بطول أكثر من 450 كلم مع ليبيا عن “استغرابها الكبير” من عدم دعوتها الى مؤتمر برلين المنتظر الأحد.
وأعرب أحمد شفرة السفير التونسي لدى ألمانيا في حوار مع موقع تلفزيون “دوتشيه فيله” الألماني عن “استغراب كبير” من إقصاء بلاده من مؤتمر برلين.
وقال " إلى حد الآن لم نفهم ولم نتفهم هذا الموقف، ولم نفهم أي توضيحات أو مبررات بشأن إقصاء تونس، وما قدم للجانب التونسي غير مقنع".
وفي 29 أكتوبر 2019، تمت إقالة خميس الجهيناوي بعد التشاور بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية قيس سعيد يرجح بسبب اتهامه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفي المقابل، قال وزير الخارجية التونسي السابق خميس الجهيناوي، إنه استقال من منصبه، بعد تأكده من استحالة مقابلة رئيس الجمهورية قيس سعيد، وعدم حضوره اللقاء الذي جمع الرئيس بوزير الخارجية الألماني بقصر قرطاج بطلب من الرئاسة.
ونفى الجهيناوي حينها وجود علاقات دبلوماسية أو تطبيع مع إسرائيل خلال تسعينات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه شغل خطة ممثل تونس على رأس مكتب العلاقات مع إسرائيل، وتم استدعاؤه لاحقا وإنهاء مهامه في هذا المكتب وتعيين شخص آخر مكانه لمدة سنة واحدة، بعد أن تبين للدبلوماسية التونسية آنذاك سعي حكومة بنيامين نتنياهو لتقويض عملية السلام.
وتحادثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم 6 جانفي الجاري مع رئيس الجمهورية قيس سعيد في اتصال هاتفي، تمحورت الوضع في ليبيا ومسار مؤتمر برلين، دون أن توجه دعوة لتونس للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر.
ووجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم 6 جانفي الجاري دعوة رسمية إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور المؤتمر، في حين لم يتم توجيه الدعوة لتونس.
وستحتضن برلين مؤتمرا دوليا حول ليبيا يوم 19 جانفي الجاري بمشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين علاوة على ألمانيا باعتبارها الدولة المنظمة.
كما سيشارك في المؤتمر كل من تركيا، وإيطاليا، بالإضافة إلى مصر والإمارات والجزائر و الكونغو وطرفي النزاع في ليبيا وهما فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، بالإضافة إلى أمير الحرب خليفة حفتر.
وستشارك منظمات دولية على رأسها الأممالمتحدة وبعثتها إلى ليبيا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.