أجمع عدد من الخبراء والدبلوماسيون والجامعيون من المشاركين ضمن فعاليات الدورة 23 للمنتدى الدولي ل"حقائق" على ضرورة صياغة خيارات جديدة لتجاوز الآثار المترتبة عن جائحة كورونا وخاصة في المجالات الصحية والاقتصادية. وركزت جلسات المنتدى، التي انطلقت يوم الخميس في مدينة الحمامات بحضور سفراء أجانب وخبراء في الاقتصاد والمالية، على الآثار الجيواستراتجية لأزمة كوفيد في الفضاء الاورومتوسطي.
وقال رئيس منتدى حقائق الدولي، محمد الطيب الزهار، في تصريح لحقائق أون لاين، إن هذه الدورة خصصت لمناقشة آثار جائحة كورونا على جميع المجالات للتوصل إلى صياغة مقترحات للتخفيف من حدتها على القطاع الاقتصادي والصحي.
وأكد الزهار أنه سيتم رفع المقترحات إلى السلطة وأصحاب القرار للاستئناس بها، مؤكدا أن الدورة ستتواصل لمدة يومين وستنعقد ضمنها خمس جلسات عمل حضورية وعن بعد.
وشدد الزهار على أن حضور دبلوماسيين أوروبيين وصينيين في المنتدى فسح المجال لنقاشات عميقة بشأن الخيارات الممكنة للقيام بالاصلاحات اللازمة لكل القطاعات المتضررة من الجائحة، معتبرا أنه قد حان الوقت لتفكر تونس في السياسات واستراتيجيات الإنقاذ لما بعد فترة تفشي فيروس كورونا.
ومن جانبه، أكد ممثل منظمة فريدريش ايبارت الألمانية بمكتب تونس، هانريك مايار، أن الجائحة ستفرض التعاون بين الدول المتوسطية لإعادة إحياء الأمل في المستقبل وتجاوز الصعوبات بمختلف أشكالها لجعل منطقة المتوسط فضاء للشراكة لا حاجزا بين الضفتين.
ولاحظ مايار أن الأزمة التي خلفتها حائجة "كوفيد" خلقت تحديات جديدة أمام كل بلدان العالم، ودفعت جميعها إلى إيلاء الأهمية الكبرى للتعاون الدولي.
وبدوره، قال سفير الاتحاد الأوروبي بتونس، ماركوس كورنارو، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات المنتدى، إن الاتحاد الاوروبي أعد استراتيجية جديدة تخص المنطقة المتوسطية لتكون بمثابة خارطة طريق عمل الاتحاد خلال السنوات القادمة، مبرزا أن هذه الاستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة.
وتتضمن الاستراتيجية الجديدة، وفق كونارو، عدة محاور رئيسية، أولها تجديد الالتزام المشترك بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات، إضافة إلى محاور أخرى تتعلق بدعم البلدان لرفع التحديات الأمنية في علاقة باللاجئين والهجرة غير النظامية، فضلا عن محاور أخرى تتعلق بتعزيز قدرة البلدان على مواجهة التغيرات المناخية وآثارها السلبية على المنطقة.
وأبرز المسؤول الأوروبي أن الاتحاد موّل برنامج "كوفاكس" المتعلق بمجابهة فيروس كورونا وساعد العديد من البلدان على الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وشدد كورنارو على أهمية الاستفادة من الفرص التي يتيحها التعاون الأورومتوسطي لتعزيز الصلابة الاقتصادية والاجتماعية من خلال الانتقال الرقمي، والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، منوها إلى أن الاتحاد الأوروبي اهتم كثيرا بهذين المحورين كأهم دعائم التخفيف من حدة أزمة "كوفيد".
في سياق متصل، اعتبر سفير اسبانيابتونس، غيارمو ارديزون غارسيا، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات المنتدى، أن مجابهة الآثار المترتبة عن أزمة "كوفيد" يحتاج إلى تفعيل دور مكونات المجتمع المدني في الفضاء الاورومتوسطي للخروج بحلول جديدة وشاملة.
ولاحظ أن أزمة كوفيد طرحت تحديات جيواستراتجية جديدة على منطقة المتوسط وخاصة في مجالات الصحة والاقتصاد والمجتمع.