انعقد، يوم السبت 27 نوفمبر 2021، المجلس الوطني لاتحاد الشباب الشيوعي التونسي في دورته الواحدة والعشرين تحت عنوان "هيا نسحق الظلام". وقد تداول في الوضع السياسي العام بالبلاد وانعكاسات الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحّية التي قد تعود الى واجهة الأحداث على كل الطبقات والفئات الكادحة والشعبية وخاصة منها الشباب ومآل تطور هذه الاوضاع المرشحة للتفاقم في المرحلة القادمة. وفيما يلي مخرجات المجلس وفق بيان صادر عنه: "يؤكد المجلس الوطني أن الأزمة التي تمرّ بها بلادنا حاليا هي الأخطر بكل المقاييس منذ سقوط الدكتاتورية خاصة بعد انقلاب 25 جويلية الفارط واجراءات 23 سبتمبر المنقضي (الأمر 117) واللذان مركزا كل السلط بيد شخص قيس سعيد وبسطا نفوذه وسلطته الفردية في كل المجالات (اقالات، تعينات،....) دون أي سلطة رقابية، خطوة أراد (قيس سعيد) بها حسم الصراع السياسي بين مكونات منظومة الحكم لصالحه الشخصي. إن الوضع السياسي بتونس اليوم على درجة عالية من الخطورة خاصة بعد تحويل قيس سعيد والنهضة صراعهم حول الحكم من صراع سياسي فوقي الى صراع ميداني (صراع شرعيات) وهو ما لا يستبعد تطور الأوضاع في أي لحظة تدريجيا الى حرب أهلية، خاصة مع ما يقوم به قيس سعيد من خطوات جدية في اتجاه الارتداد الكلي على المكاسب القليلة للثورة والعودة التدرجية لدكتاتورية جديدة خصوصا بعد إلغاء العمل بدستور 2014 واعداد العدة لقانون انتخابي جديد ونظام سياسي جديد (نظام "الديمقراطية القاعدية")، كل ذلك أمام غياب لأي برنامج اقتصادي واجتماعي لقيس سعيد وحكومته من شأنه أن يحسن أوضاع الفئات والطبقات الكادحة والمفقرة خاصة مع العجز الكبير في تعبئة الموارد المالية للميزانية التكميلية لسنة 2021 و ميزانية 2022 والتي الى حد الآن لم تطرح للنقاش ونحن على بعد أسابيع على نهاية السنة الحالية. من جهة أخرى تمر البلاد بأزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة حيث بلغت المديونية ال 120 بالمائة من الناتج الداخلي الخام وارتفعت نسبة البطالة لتفوق ال 12 بالمائة وتفاقمت نسبة الفقر لتصبح بين ال 30 و ال 35 بالمائة هذا اضافة الى انهار كلي للخدمات والقطاعات (صحه، تعليم، نقل،....). كل تلك الأرقام والمؤشرات ستكون فاتورتها باهضة جدا على حياة المواطنات والمواطنين وذلك عن طريق مزيد اثقال كاهلهم/ن عبر تنفيذ مزيد الإجراءات التقشفية المملاة من المؤسسات المالية (المانحة للقروض) والهادفة إلى رفع الدعم وما ينجر عنه من ارتفاع للأسعار وغلق باب الانتدابات في الوظيفة والقطاع العموميين والتفويت في المنشآت العمومية وغير ذلك من الإجراءات المدمرة. ومن المؤكد أن قيس سعيد وحكومته لا رد لهما على الفئات والقطاعات التي تتحرك من أجل حقوقها سوى سياسة التسويف أو القمع أو الحلول الترقيعية (عقارب، القانون 38, الحضائر،...). وعليه فإن المجلس الوطني لاتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 1- يؤكد تجنده الدائم لخدمة قضايا الشعب التونسي وخاصة قضايا الشباب بمختلف فئاته الكادحة والمفقرة والمعطلة عن العمل في المدينة والريف، وهو يدعم من موقعه هذا كافة النضالات الشبابية في مختلف الجهات والقطاعات من أجل الحق في الشغل والكرامة والحرية. ويدعو مجددا كافة مناضلاته ومناضليه إلى الانخراط في هذه النضالات والعمل على تنظيمها وصهرها في تيار واحد ضد خيارات منظومة الحكم اللاشعبية واللاوطنية التي يمثلها اليوم قيس سعيد من أجل إسقاطها وبناء تونس جديدة. 2- يجدّد رفضه الشديد لطريقة تعاطي قيس سعيد وحكومته مع أهلينا بعقارب وكل مناطق الجمهورية المطالبين ببئة سليمة والرافضين لسياسات الحكومات المتعاقبة في التعاطي مع ملف النفايات. 3- يؤكد على رفضه لشكل التعاطي اللامسؤول من طرف قيس سعيد وحكومته مع ملف المعطلين عن العمل خاصة بعد تصريحه بنيته في إلغاء قانون 38. 4- يؤكد تمسكه ب: مسار استكمال هيكلة الاتحاد العام لطلبة تونس ودعوته عموم مناضلاته ومناضليه الناشطين في هذه المنظمة العريقة إلى الالتفاف حول منظمتهم والانخراط والمشاركة في الندوة الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس التي ستنعقد في 04 ديسمبر 2021 وإنجاح هذه الخطوة الأولى في مسار المؤتمر الوطني القادم للمنظمة الطلابية المنظمة الوطنية التّلمذية ويدعو عموم الجماهير التّلمذية لاستكمال بنائها. 5- يهيب بشباب تونس وبفعالياته السياسية والمدنية والحقوقية من أجل الوقوف صفا واحدا والتصدي لكل محاولات ارساء دكتاتورية جديدة تحت شعار "الشعب يريد" والتصدي الدائم لكل سياسات التفقير والنهب والقتل العمد والارتهان والاقتراض التي انتهجتها كل الحكومات المتعاقبة والمتواصلة إلى اليوم عن طريق قيس سعيد وحكومته والتي لن تؤدي إلا إلى مزيد التفريط في خيرات الشعب التونسي ومقدراته. 6- يجدد دعمه لنضال الشباب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب بمناسة احياء ذكرى "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" ويهيب بكل القوى الوطنية والتقدمية في تونس بأن تتصدى إلى كل خطوات التطبيع الرسمية وغير الرسمية في ظل صمت أنظمة الخيانة والتطبيع".