شهدت الساعات الأخيرة في مصر جهوداً واتصالات سياسية على مستوى رفيع، فى محاولة لإيجاد تسوية لأزمة اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى «رابعة العدوية» و«النهضة» بالقاهرة. وقالت جريدة المصري اليوم تحت عنوان " الفرصة الاخيرة" ان السلطات المصرية تسعى الى تجنب إراقة دماء أى مصرى إذا ما تعقدت الأمور وجرى فض الاعتصام فى الميدانين بالقوة، بينما صعّدت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها أمس من تحديها للنظام الجديد، ونظمت مسيرات فى العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات في ما أطلق عليه «جمعة ضد الانقلاب»، فى حين تستعد قوات الأمن لحصار اعتصامى «رابعة» و«النهضة» خلال ساعات، وانتهت وزارة الداخلية من وضع خطتها المقرر تطبيقها على مراحل، وصرح اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ل«المصرى اليوم» بأن مراحل وإجراءات الخطة ستعرض اليوم على مجلس الدفاع الوطنى لإقرارها، وقال إنه من المرجح صدور قرار من النيابة العامة خلال ساعات للتعامل مع الاعتصامين وفقاً للقانون. و كشفت مصادر مسؤولة ل«المصرى اليوم» عن أن الجهود والاتصالات الرامية إلى إيجاد حل سياسى للأزمة، يقودها الدكتور محمد البرادعى، نائب الرئيس، وقالت إن تلك الجهود تنطلق من أساس أنه لا عودة للوراء عن مطالب ثورة الشعب فى يوم 30 جوان، وأن نظام الرئيس المعزول محمد مرسى قد انتهى وأصبح فى حكم التاريخ، وتستهدف حقن الدماء و المضي قدما في العملية السياسية وفق خارطة الطريق. وأضافت المصادر أن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع بعض قيادات جماعة الإخوان تركز على فض الاعتصامين سلمياً، ودعوة المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول إلى العودة إلى منازلهم دون ملاحقة أو تعقب، فى مقابل الإفراج عن القيادات الإخوانية التى لم تتلطخ أياديها بدماء المصريين، وفقاً لما تقرره النيابة العامة، وعدم إقصاء المنتمين لجماعة الإخوان، وانخراطها فى العملية السياسية من خلال حزبها بعد الإقرار بشرعية النظام الجديد. وقالت المصادر إن هناك توافقاً بين أركان الدولة على عدم إغلاق الباب أمام الجهود السياسية، واعتبار فض الاعتصام بالقوة هو الخيار الأخير لحماية المواطنين وأمن البلاد من المخاطر، وأشارت إلى توقع قيام وزير خارجية قطر بزيارة للقاهرة خلال ساعات، ورجحت أن يلتقى المسؤول القطرى مع الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، للتوسط فى إقناعه بإنهاء الاعتصام سلمياً. من جانبه، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد محمد على أنه لا يوجد للمؤسسة العسكرية دور سياسى أبداً. وقال فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس «الفريق أول عبد الفتاح السيسى حين طلب تفويضا لمكافحة الارهاب والعنف لم يكن هذا التفويض مقترنا بتوقيت». و أعرب البرادعى، فى مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، عن أمله فى إسقاط الاتهامات الموجهة ل«مرسى» ما لم تتعلق بجرائم خطيرة، فى إطار ما سماه «صفقة كبيرة»، مضيفاً أن «السيسى» لا يفكر فى الترشح للرئاسة. من جهة أخرى، حاول عدد من أنصار مرسى، يتقدمهم الاطفال و النساء ، اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى، وأطلقوا الخرطوش واقتلعوا الأرصفة وأحرقوا سيارة شرطة، قبل ان يتمكن الأمن من تفريقهم بقنابل الغاز.