يحلّ منتخب مصر ضيفاً على نظيره الغاني غداً الثلاثاء 15 أكتوبر في كوماسي في قمّة طاحنة ضمن خامس مباريات ذهاب الدور الحاسم لتصفيات إفريقيا لكرة القدم المؤهّلة لمونديال البرازيل 2014. إلى جانب أهميتها العالمية تكتنز المباراة أهمية فنية وبعداً قارياً لاسيما بين عملاقين ذاقا معاً الفوز بكأس إفريقيا إحدى عشرة مرّة، 7 لمصر و4 لغانا. وستكون المواجهة الأولى بين الطرفين في تصفيات المونديال والرابعة عموماً على المستوى الرسمي مع ثلاث مواجهات في نهائيات أمم أفريقيا، تضاف إلى 15 مواجهة ودّية، وفي المحصلة تفوّق عربي بثمانية انتصارات قابلها خمسة انحناءات، ومثلها تعادلات. ويسعى المصريون لمواصلة نتائجهم المميّزة التي حقّقوها في التصفيات لحينه بقيادة المحنّك الامريكي بوب برادلي، الذي قاد "الفراعنة" في الدور الثاني لتحقيق العلامة الكاملة بفوزه بجميع مبارياته الستّ على غينيا والموزمبيق وزيمبابوي. وستنهض مباراة الغد بذاكرة المصريين، مستدعية لحظات انتصارهم عام 2010 على غانا في نهائي أمم افريقيا في أنغولا بهدف يتيم سجّله محمد ناجي "جدو"، وطبعاً يحدوهم الأمل بتكرار التفوّق لإحياء ذاكرة أخرى طال غيابها، بالوصول لنهائيات كأس العالم للمرّة الثالثة عموماً والأولى منذ عام 1990. وفي ظلّ قيادة برادلي، حقّقت مصر نتائج مُلفتة وهي التي لم تخسر أيّ مباراة رسميّة منذ سقوطها 2-3 أمام افريقيا الوسطى في تصفيات أمام افريقيا في جوان عام 2012، الأمر الذي يبعث بالتفاؤل الحذر أمام منتخب يملك مفاتيح عدّة. وقال الرجل الأمريكي عن التحضيرات لمعركة كوماسي: "درسنا غانا جيداً، نحترمهم لكن في الوقت ذاته نحن منتخب جيد" وأضاف: "يجب أن نكون أذكياء في كوماسي، يجب أن نختار الذهنية الصحيحة، لكن بثقة". وتعوّل مصر كثيراً على خليط بين الخبرة الدسمة فنياً بقيادة العبقري المخضرم أبو تريكة والهدّاف اللامع عالمياً محمد صلاح، لاعب بازل وحسام غالي وغيرهم، إلا أن مشكلتها تبقى في دفاعها، حيث عانت في التصفيات الحالية بدخول شباكها 7 أهداف. لكن ما بين طموحات مصر والواقع، منتخب عتيد صلب البناء بنجومه المتلألئة في فضاءات أوروبا، له، فضلاً عن صولاته القارية، أخرى عالمية حديثة؛ فالأمس القريب خير دليل، حين كان قاب قوس من بلوغ نصف نهائي مونديال 2010 في جنوب افريقيا لولا تخلّي الروح الرياضية للويس سواريز والحظّ عنه. وكما مصر، قدّمت غانا دوراً ثانياً لامعاً حصدت خلاله 15 نقطة ولم تخسر إلا خارج أرضها أمام زامبيا الصعبة 0-1، وتميّز "النجوم السوداء" بالسخاء على منافسيهم هجومياً (18) وبخلهم دفاعياً (3)، ما يعكس صلابة هذا المنتخب وإن كانت ليسوتو الهشّة إحدى ضحاياه في الدرب الطويل. وغالباً ما تكون غانا صعبة المراس على أرضها، فهي لم تذق طعم الخسارة أمام جماهيرها منذ عام 2008 في نصف نهائي كأس افريقيا أمام الكاميرون، أما ملعب "بابا يارا" مسرح موقعة الغد فلم يخرج رواده حزانى منذ العام 2000 تاريخ تفوّق جنوب أفريقيا 1-0 في الدوري الثاني لكأس أفريقيا. العند المحلّي التاريخي لا يعني شيئاً حين يأذن الحكم الدولي المغربي بوشعيب لحرش لدوران الكرة وما كلام المدرّب كويسي أبياه إلا دليل قاطع على ذلك: "مصر بطلة أفريقيا سبع مرّات وتسعى لبلوغ المونديال لأوّل كرّة منذ 1990، وهذا ما سيعطيهم دفعاً قبل الذهاب للمباراة.. سجلّهم يعني أنه يجب عدم الاستهانة بهم إطلاقاً، يجب أن نتحضّر جيداً ونبقى بتركيز عالٍ".